د . ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
تسمية نوّاف سلام لتشكيل الحكومة في بداية عهد الرئيس جوزيف عون للجمهورية ب ٧٣ صوتاً نيابياً ستكون خطوةً ملفتةً في سياق تاريخ السياسة اللبنانية، وربما تعكس رغبةً في تحقيق توازن بين الكفاءة والخبرة السياسية من جهةٍ، والحياد الوطني والشخصيات التي تحظى بقبولٍ داخليٍّ وخارجيٍّ من جهةٍ أخرى..
يشعر المواطنون كثيرًا ببصيص أملٍ في تشكيل حكومةٍ قادرةٍ على إحداث تغييرٍ حقيقيٍّ. .
لنجاح ما بدأ به هذا العهد بقي علينا انتظار تسمية الوزراء في ظلّ هذه التركيبة وستكون المحطة الأكثر حساسية، لأنّ الحكومة ستحتاج إلى شخصياتٍ غير حزبيةٍ ومستقلةٍ لضمان أن تكون حكومة قادرة على تنفيذ إصلاحاتٍ حقيقيةٍ بعيداً عن تأثير القوى التقليدية.
شخصياتٌ كفوءةٌ ومتخصصةٌ لمعالجة الأزمات العميقة في الاقتصاد، الطاقة، التعليم، والصحة،السياحة مقبولة داخلياً وخارجياً ، لضمان الدعم الإقليمي والدولي الضروري لإعادة بناء الاقتصاد اللبناني.
لكن هناك تحديات حتماً أمام تشكيل الحكومة كالتدخّلات السياسية من القوى التقليدية التي ستسعى لفرض أسماءٍ تمثّل مصالحها.
ولا ننسى سرطان التوازن الطائفي بالرغم من الدعوة للكفاءات، يبقى هذا التوازن شرطاً غير مكتوبٍ لتجنّب أي حساسيات.
ألأزمة الاقتصادية ستكون من صلب الوزارة، والحكومة القادمة ستكون أمام تحدٍّ كبيرٍ لإدارة ملفَّيّ الاقتصاد والدَّين العام.
ألثقة الشعبية ضرورية ويجب أن تكون هذه الحكومة قادرةً على استعادة ثقة الشارع اللبناني، خاصةً بعد سنواتٍ من الإحباط والفساد.
تجاوز العراقيل وتقديم نموذجٍ مختلفٍ أمام الصراعات السياسية التي ستظل العائق الأكبر.
الأمل والحلم هل سيتحققان؟
من ترشّحون ليكون وزيراً؟