لا يزال الحدث السوري بتطوراته المختلفة يشغل واجهة الأحداث ويتقدمها من دون منازع بما يلزم الأوساط والقوى اللبنانية ان تبقي عينا على المشهد السوري وتردداته على لبنان وعينا أخرى على تطورات المشهد الداخلي الذي يشهد حماوة عالية في الملف الرئاسي من دون اتضاح افق التسميات والمرشحين نهائياً بعد .
لا يزال الحدث السوري بتطوراته المختلفة يشغل واجهة الأحداث ويتقدمها من دون منازع بما يلزم الأوساط والقوى اللبنانية ان تبقي عينا على المشهد السوري وتردداته على لبنان وعينا أخرى على تطورات المشهد الداخلي الذي يشهد حماوة عالية في الملف الرئاسي من دون اتضاح افق التسميات والمرشحين نهائياً بعد .
وانشغل الجميع امس بالتطور الأبرز على الصعيد الديبلوماسي الذي شهدته سوريا اذ قام وفد بارز من الخارجية الأميركية برئاسة باربارا ليف بأول زيارة لدمشق منذ اندلاع الثورة فيها في ما اعتبر تحولا كبيرا من واشنطن تجاه سوريا والسلطة الانتقالية الحالية برئاسة احمد الشرع الذي التقاه وفد الخارجية الأميركية طويلا امس . ومعلوم ان اول زيارة لفريق سياسي لبناني الى الشرع ستتم الاثنين المقبل عبر الزيارة التي سيقوم بها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط لدمشق للقاء احمد الشرع .
وفي غضون ذلك لم تظهر مؤشرات واضحة بعد حيال الاتجاهات التي سيسلكها مسار العد العكسي لجلسة 9 كانون الثاني اذ بدا لافتا بعد يومين من اعلان كتلة اللقاء الديموقراطي تأييدها لانتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون ان هذا الترشيح تحول الى حجر كبير سقط في بحيرة فحرك ركودها بعض الوقت ولم يتضح بعد ذلك أي مواقف ستصدر عن المعنيين . وأثارت محاولات التحريض وتوتير العلاقات بين جنبلاط والقوى المسيحية الأساسية سخرية لدى بعض هذه الأوساط اذ لفتت الى ان الزعم بوجود استياء مسيحي من جنبلاط لمبادرته في الترشيح الذي يفترض ان يبقى للمسيحيين يثير الاستغراب الشديد لان الأولى السؤال هل يحق للشيعة ولا سيما حزب الله ان يرشحوا ويعطلوا النظام ويمنعوا ملء شغور الرئاسة قبل أي مساءلة لاي فريق اخر في شؤون لا تتجاوز حد التحريك التافه عليه .
وفي غضون ذلك وفي كلمة وجهها الى تلامذة ضباط السنة الأولى في الكلية الحربية خلال لقائه بهم بحضور قائد الكلية والمدربين، توجّه قائد الجيش العماد جوزف عون إليهم بالقول:”لا تعبأوا بالشائعات الهادفة إلى النيل من الجيش، فهو من المؤسسات القليلة التي لا تزال صامدة، وهو صخرة لبنان وأحد أهم عوامل استمراره. ابذلوا قصارى جهدكم لأن مساركم في الكلية الحربية صعب، لكنه ليس مستحيلًا، وهو ضروري لبناء مستقبلكم”. وأضاف: “نفتخر بكم لأنكم تمثلون مستقبل الجيش والوطن، وتذكّروا أن الجيوش تبنى لأوقات الشدائد، وأن التضحية قدرُنا حتى الشهادة إذا دعانا الواجب. ليَكن حزبكم لبنان وطائفتكم البزة العسكرية. لبنان يحمي الطوائف وليست الطوائف هي التي تحمي لبنان. بعد ثلاث سنوات ستُقْسمون يمين القيام بالواجب حفاظًا على علم البلاد وذودًا عن الوطن، فابقوا أوفياء للقسم”. ولفت إلى أن هناك ثلاثة يقسمون اليمين في الدولة اللبنانية، رئيس الجمهورية والقاضي والعسكري، لأن مهمتهم مقدسة”.
وفي المواقف البارزة وعلى مسافة اربعة ايام من عيد الميلاد ودخول البلاد عطلة الاعياد، وجهت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت رسالة لمناسبة نهاية العام قالت فيها: “كان العام 2024 بالنسبة للبنان، لنقل أقل ما يمكن قوله، عاما متخما بالمعاناة الهائلة، خلاله زهقت العديد من الأرواح وحياة الكثيرين فجعت أو تعثرت”.واكدت إن “النزاع الذي تسبب في معاناة تفوق الوصف خلّف وراءه جراحًا عميقة وصدمة، بالإضافة إلى دمارٍ واسع النطاق. وبالتأكيد، فإنّ رحلة التعافي الشاقة، ولملمة الجراح، وإعادة البناء قد بدأت للتوّ”.وتابعت:”وفيما لا يزال هناك الكثير من العمل المتبقي لضمان استدامة ترتيبات وقف إطلاق النار وتحقيق الأمن والاستقرار الذي يستحقه الشعب اللبناني، فإن العام 2025 يحمل في طياته وعدًا بفرصٍ جديدة وأسبابًا للأمل”.وختمت:”لطالما كانت الأمم المتحدة الى جانب لبنان وشعبه في الأوقات العصيبة، وهي تواصل ذلك الآن. وبالنيابة عن أسرة الأمم المتحدة بأكملها، أتمنى لجميع اللّبنانيين السلام والصحة وازدهارًا متزايدًا في العام الجديد”.
وشكل العد العكسي لجلسة التاسع من كانون الثاني (ديسمبر) محور لقاءات في بكركي حيث إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي السفير البابوي في لبنان المونسينيور باولو بورجيا قدم التهاني، لمناسبة حلول عيد الميلاد . وكان حديث عن عدد من المواضيع الكنسية، وعرض للتطورات المحلية والإقليمية . كما التقى الراعي سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو في زيارة تهنئة بالاعياد. وتم التشديد على “ضرورة تعاون وتكاتف جميع المعنيين في لبنان لإنتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة لتعود الحياة الى المؤسسات الدستورية وينتظم عملها لتأمين حياة ومستقبل كريم لكل مواطن لبناني”.
اما في السرايا فعقد الرئيس نجيب ميقاتي ، اجتماعا مع المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا والمدير الأقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه وسفيرة الاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال. وتناول البحث التنسيق بين الحكومة ومؤسسات الامم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي لتقديم المساعدات والدعم للبنان، ولا سيما في مجال اعادة الإعمار .
وفي وقت رُصِدت فرق الدفاع المدني في منطقة حارة حريك تبحث عن 7 جثث تحت الأنقاض منذ القصف الإسرائيلي الذي طاول المنطقة، وتحديداً في النقطة التي شهدت اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، واعلنت لاحقا العثور على ثلاثة منها، انسحبت القوات الاسرائيلية جنوباً من بلدة بني حيان باتجاه بلدة مركبا، بعد دخولها يوم الاربعاء الماضي، وقيامها بعمليات تجريف وتفجير وهدم جدران منازل وطرق. كما أطلقت القوات الاسرائيلية نيران اسلحتها الرشاشة على الأودية الواقعة بين قبريخا في وادي السلوقي وقرب بلدة الغندورية كما فجّرت منازل تقع بين بليدا وعيترون. واستهدف القصف المدفعي الإسرائيلي اطراف بلدة حلتا. فيما أفيد عن فقدان الاتصال بسيدة مسنّة كانت تتواجد داخل البلدة أثناء توغل القوات الاسرائيلية منذ يومين وخطف 3 مواطنين لبنانيين على طريق وادي الحجير مساء الخميس، هم مهدي شموط وفؤاد قطايا وعلي يونس، وقد فُقد الاتصال بهم. وتمكنت عناصر الدفاع المدني اللبناني من انتشال جثمان امرأة سورية من معمل للألبان والاجبان في الخيام تعرض لغارة . في المقابل، كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي مذكرا تكرارا سكان جنوب لبنان انه “حتى إشعار آخر يحظر عليكم الانتقال جنوبًا” وعدد القرى المشمولة بالتحذير .