هل أنت مستعد للتغيير ؟



د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي 
ألصراعات الطائفية والدّمار الذي يحيط بنا ليس مجرّد نتائج لمواقف فردية، بل هو تراكم لعقودٍ من التفرقة والمصالح السياسية، والتدخلات الخارجية.
ألسؤال هو “متى سننتهي من العبودية الطائفية ونفتح باب السلام"؟
يتكرّر في أذهان الكثيرين، والإجابة ليست سهلة، لكنها تبدأ بفهمٍ جماعيٍّ لحقيقة أننا جميعًا بشر، تجمعنا قيمٌ إنسانية واحدة، وأنّ الانقسامات المصطنعة هي أدوات تُستخدم لإبقاء الشعوب في حالة ضعف.
ألسلام ليس خيارًا سهلاً، ولكنّه ضرورةٌ وجودية، ربما يأتي عندما يدرك الناس أنّ الثمن الذي ندفعه من دماء أبنائنا ومستقبل أجيالنا أكبر بكثير من أي مكاسب طائفية أو سياسية.
ألأمل موجودٌ دائمًا، لكنّه يحتاج إلى إرادةٍ جماعيةٍ ووعيٍ حقيقيٍّ لتغيير الواقع. 
ألواقع الحالي مؤلم، ولكنّ التاريخ مليء بالأمثلة على شعوبٍ استطاعت النهوض من وسط الدمار والحروب، شرط أن تتوفّر القيادة الواعية والإرادة الشعبية للسلام.
بالنسبة للخطوات العملية، يمكن التفكير في التالي، تعزيز الهوية الوطنية الجامعة، التركيز على ما يجمعنا بدل ما يفرّقنا، كالقيم الإنسانية المشتركة، وحبّ الوطن بعيدًا عن الانتماءات الطائفية والمذهبية.
ألإصلاح التربوي والتعليمي هما من أهم المشاريع التي أتمسّك بها، فتعليم الأجيال القادمة تاريخًا يعزّز السلام والتعايش بدلاً من التركيز على الانقسامات، هذا يخلق أجيالًا تدرك أنّ الاختلاف تنوّع وليس سببًا للعداء.
إعادة بناء الثقة عبر حواراتٍ صادقةٍ بين مكوّنات المجتمع، ومحاسبة من يستغل الطائفية للتحريض.
مواجهة ومنع التدخلات الخارجية في داخلنا اللبناني فالكثير من أزماتنا تُغذّى من الخارج لتحقيق مصالحٍ لا تمتّ لشعوبنا بصلة ، إستقلال القرار الوطني أساسي.
بناء اقتصادٍ قويٍّ ومستقلّ، ومحاربة الفقر والبطالة فهما يزيدان من احتمالات الصراعات، وتوفير فرص العمل وتعزيز العدالة الاقتصادية يقلّلان من التوترات.
ألتواصل الثقافي والإعلامي بتشجيع الأعمال الفنية والثقافية التي تُبرز قيم التعايش والسلام، بدلًا من تلك التي تُغذّي الكراهية والانقسام.
هل تعتقدون أنّ الناس مستعدّون لقبول مثل هذه التحوّلات؟ 
تذكّروا جيّداً أنّ البيدر يبدأ بحبّة ...