لبنانيون بعد سقوط بشار كيف سيكون مصيرهم؟


د. ليون سيوفي _ باحث وكاتب سياسي 

مع سقوط النظام السوري والتغيير بشكلٍ جذريّ في البلاد ، فإنّ انعكاسات ذلك على حلفائه في لبنان ستكون عميقة، خاصةً على الشخصيات والقوى السياسية التي كانت مرتبطة به مباشرةً و اعتمدت على دعمه السياسي والعسكري والمالي. 
يمكن تقسيم من قد يتأثّر بسقوط النظام السوري في لبنان إلى الفئات التالية:
"ألقوى السياسية "المرتبطة مباشرةً بسوريا
ويُعتبر حزب الله الحليف الأبرز للنظام السوري متمثلاً بنواب ووزراء ،خاصةً أنّ سوريا شكّلت جسرًا استراتيجيًا لوصول الدعم الإيراني إلى الحزب ، أي تغيير في سوريا قد يهدّد هذا المسار ويفرض تحدياتٍ استراتيجيةٍ جديدةٍ على الحزب، خاصةً إذا وصل نظامٌ جديدٌ معادٍ أو غير متعاون مع الحزب إلى الحكم.
"حركة أمل "، بالرغم من موقعها كجزء من التركيبة الداخلية اللبنانية، كانت دائمًا على علاقة وثيقة بالنظام السوري، وسيؤثّر سقوط النظام على نفوذها، خاصةً إذا ضعف حليفها الأبرز حزب الله.
أما "الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث" في لبنان فهما مرتبطان تاريخيًا بالنظام السوري، فأي تغيير بالنظام السوري الذي سقط سينعكس سلبًا على هذه الأحزاب التي تعتمد على الدعم السوري للبقاء سياسيًا.
أما "الشخصيات السياسية "البارزة، مثل سليمان فرنجية زعيم تيار المردة ومرشح رئاسة الجمهورية وصديق شخصي للرئيس الأسد، يعتمد بشكلٍ كبيرٍ على العلاقة مع دمشق لتعزيز موقعه السياسي، قد يجد نفسه معزولًا أو مضطرًا لإعادة تموضعه السياسي مع سقوط النظام.
جبران باسيل وتحالف تياره الوطني الحر مع حزب الله والنظام السوري يضعه في موقفٍ حساسٍ، أي تغيير في سوريا قد يدفعه إلى مراجعة تحالفاته للحفاظ على مستقبله السياسي كما فعل مع الحزب مؤخراً ،ولا ننسى عبدالرحيم مراد , فيصل كرامي ،أميل لحود ، أسعد حردان، وطلال أرسلان ووووغيرهم من الأسماء ،كيف سيكون مصيرهم بعد اليوم؟ ماذا سيقولوا للمقربين منهم ؟
والمشايخ ورجال الدين الموالون للنظام هل سيعفى عنهم ؟ 
أما القيادات الأمنية والعسكرية الموالية لسوريا
بما فيها بعض الأجهزة الأمنية فالنظام السوري كان له تأثيرٌ عميقٌ على أجهزة الأمن اللبنانية منذ الحرب الأهلية وسقوط النظام قد يؤدي إلى كشف ملفاتٍ قديمةٍ مرتبطة بتعاون أمني بين الطرفين، ما يضع شخصياتٍ بارزةٍ في خطر قانوني وسياسي.
أما رجال الأعمال والشبكات الاقتصادية المرتبطة بسوريا من شبكات التهريب والاقتصاد الذي ازدهر بين لبنان وسوريا تحت رعاية النظام سيواجهون ضغوطًا كبيرة.
ولا ننسى رجال الأعمال اللبنانيين الذين استفادوا من النفوذ السوري قد يتعرضون لعقوبات وسيفقدون امتيازاتهم.
أما التداعيات الإقليمية، سقوط الأسد قد يُضعف “محور المقاومة” بشكلٍ عامٍّ، مما يُضعف معنويات جمهور حزب الله وحلفائه في لبنان.
ألتوترات الطائفية قد تزداد إذا حاولت قوى لبنانية استغلال الوضع لإضعاف الأطراف الشيعية الموالية لسوريا.
ما هو السيناريو المتوقّع ما بعد السقوط؟
إعادة تموضع القوى والشخصيات اللبنانية التي تعتمد على النظام السوري فقد تسعى للتحالف مع قوى إقليمية أخرى مثل إيران أو روسيا لتعويض الخسارة.
محاولات الانتقام السياسي، فالقوى المناوئة للنظام السوري داخل لبنان قد تحاول استغلال الوضع لمهاجمة حلفائه و تقليص نفوذهم.
قد تتصاعد الفوضى السياسية وقد يشهد لبنان مرحلةً من عدم الاستقرار مع اختلال موازين القوى الداخلية.
ألأشخاص والقوى اللبنانية المرتبطة بالنظام السوري، مثل حزب الله، سليمان فرنجية، وجبران باسيل، سيكونون الأكثر تأثرًا بسقوط الأسد، لكن السؤال الأكبر هو كيف ستتمكن هذه الشخصيات من التكيّف مع الوضع الجديد، وهل ستُعيد ترتيب أوراقها للبقاء، أم ستواجه ضغوطًا داخلية وخارجية تؤدي إلى تراجع نفوذها؟