كفاكم تمثيلًا وكفانا هرطقاتٍ سياسية ..




د.ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي 
لبنان بحاجة إلى تغييرٍ جذريٍّ وشاملٍ للخروج من أزماته. هذه الطبقة السياسية التي أوصلت البلد إلى الانهيار أثبتت مراراً وتكراراً عجزها عن تحقيق أي إصلاحٍ حقيقي. 
ألمشكلة ليست فقط في الأفراد، بل في النظام الذي يسمح بتكرار الفساد والمحسوبيات.
إذا ما العمل ؟ 
لبنان لن ينهض إلا بوعيٍ شعبيٍّ شاملٍ، وإرادةٍ جماعيةٍ لإعادة بناء نظامٍ جديدٍ يعتمد على الكفاءة والشفافية والمحاسبة. 
فكيف يمكن أن تتحقق الثورة الحقيقية لإنقاذ الوطن والتي يحلم بها كل مواطن دون الوقوع في الفوضى التي قد تكون أسوأ من الواقع.
 تحقيق ثورة حقيقية دون الوقوع في الفوضى يتطلّب نهجًا مدروسًا وشاملاً، وليس مجرد انفعال لحظي. 
إليكم بعض الأفكار التي يمكن أن تساعد في الوصول إلى هذا الهدف .
يجب أن تكون الثورة منظّمة ولديها قيادة واعية تمثّل مختلف أطياف المجتمع وعلى هذه القيادة أن تمتلك رؤيةً واضحةً للإصلاح ومراحل تحقيقه، بعيدًا عن الشعارات الفضفاضة.
توعية المواطنين حول حقوقهم، طبيعة النظام السياسي، وأهمية المحاسبة.
نشر ثقافة المسؤولية الجماعية والابتعاد عن الخطابات الطائفية والمناطقية .
يجب أن يكون هناك بديل عن الطبقة السياسية الحالية، سواءً من النخب المستقلة، أو الكفاءات الشابة، وهذا البديل يجب أن يكون مقنعاً، ذا مصداقية، وغير مرتبط بالفساد أو المصالح الضيقة ولا يمثّل أي حزبٍ من الأحزاب الحالية المهترئة الفاشلة.
ألبدء بمطالبٍ محدّدةٍ مثل قانون انتخابيٍّ جديد، واستقلال القضاء، ومحاسبة المسؤولين عن الفساد.
تجنّب التغيير المفاجئ الذي قد يخلق فراغاً سياسياً قد يؤدي إلى الفوضى.
إستخدام أساليب احتجاجٍ سلميةٍ مستمرة، مثل الاعتصامات، الإضرابات، والمقاطعات الاقتصادية للضغط على السلطة.
هذا الأسلوب يقلّل من احتمالية تحوّل الاحتجاجات إلى مواجهاتٍ عنيفة.
محاولة كسب دعم القوى الدولية والإقليمية التي يمكن أن تؤثّر على الداخل اللبناني.
ضمان أنّ الدعم لا يأتي على حساب السيادة الوطنية.
إجراءات استباقية لمنع الفوضى، وتأمين الخدمات الأساسية (كالكهرباء، الصحة، والأمن) من خلال شبكات مجتمعية محلية.
تشكيل لجان أهلية لضمان الانتقال السلمي وإدارة شؤون المواطنين.
ألثورة الحقيقية تحتاج إلى صبرٍ، تخطيطٍ، وإرادةٍ قوية، لكن الأهم أن تبتعد عن الغوغائية والتفرّد بالقرار، لأنّ لبنان لا يحتمل المزيد من الانقسامات.
إن كنت تريد وطناً فلا تتردد في المطالبة بحقك واترك الخوف جانباً.
ألوطن لا يُبنى إلا بالمطالبة بالحقوق والتمسّك بها. ألكرامة والعدالة والجيش أساس أي مجتمع قوي ومستقل..
تذكّر ايها المواطن ،الحق لا يُعطى بل يُنتزع بالصبر والإرادة والعمل الجاد.