Achrafieh News 📰
بعيداً من حسابات الربح والخسارة التي املت الموافقة على التسوية اللبنانية - الإسرائيلية برعاية أميركية، أفادت وسائل اعلام إسرائيلية ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كان لا يريدها من حيث المبدأ لكن الواقع الداخلي وما احدثته الحرب مع حزب الله اوجدا حالا جعل من هذه التسوية حاجة ملحة لتل ابيب تدفع اليها أيضا اعتبارات أميركية مرتبطة بالإدارة الجديدة مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب. وأشارت إلى مجموعة تعقيدات آخذة في التفاقم هي التي دفعت أيضاً بالموافقة على وقف القتال منها واقع النازحين من مستوطنات الشمال ومدن أخرى كصفد وحيفا الذي شكل مشكلة مرهقة لحكومة نتنياهو، إضافة الى ملف الأسرى لدى حركة "حماس" الذي يعتبر قنبلة موقوتة باتت اكثر قابلية للانفجار الكبير في وجه الحكومة، الى جانب الاثار الكبيرة والاضرار وخصوصاً في المجال الاقتصادي الذي تلحقه به استهدافات حزب الله .هذا بالطبع عدا الانقسام السياسي الحاد داخل إسرائيل والارباك الكبير لدى نتنياهو من جراء قرار المحكمة الجنائية الدولية والملاحقات القضائية على خلفية قضايا متعددة منها ما هو مرتبط بفساد او بما سمي فضيحة التسريب. واخير وليس اخرا الاصوات المتعالية لدى اكثرية الاسرائيليين والجيش بصورة خاصة لانهاء الحرب في غزة ولبنان.
النائب ياسين ياسين يقول لـ "المركزية" في السياق: "لا شك في أن عوامل داخلية وخارجية دفعت بنتنياهو الى القبول بالتسوية. أولها فشله في تحقيق الأهداف التي رفعها سواء لجهة القضاء على حماس في غزة او حزب الله في لبنان اللذين ادخلاه في حرب استنزاف طويلة الأمد انعكست سلبا على قدرة الجيش الإسرائيلي كما اعلن نتنياهو نفسه الذي قال لحظة قبوله بالتسوية انها من اجل استراحة القوات وإعادة تسلحها. إضافة فهو على الجبهة اللبنانية لم يستطع إعادة سكان الشمال الى مستوطناتهم كما وعد. هذا بالطبع عدا عن الملفات الضاغطة منها تسريب الوثائق من مكتبه الى من يعتبرهم أعداء . إضافة التململ لدى قوات الاحتياط التي رفعت الصوت مطالبة بالعودة الى اشغالها بعد سنة ونيف من التحاقها بالجبهة .كما الأصوات المنتقدة لسياسته التي ارتفعت بوجهه بعدما الغى كل معارضيه وبات يتصرف كديكتاتور في مجلس الوزراء والكابينت. اضافة الى مشكلات واتهامات الفساد المرفوعة ضده اصلا والانقسام القائم في المجتمع الإسرائيلي".
أمّا في العوامل الخارجية فقد يكون في مقدمها الضغوط الأميركية والفرنسية لوقف المجازر والتدمير التي يرتكبها وخصوصا في لبنان. ويحضر هنا أيضاً الخلاف الحاد الذي حدث بينه وبين الرئيس ايمانويل ماكرون على خلفية ما يرتكبه من مجازر ورفضه الانصياع لمطالبة المجتمع الدولي بوقف الحرب. وقد يكون هنا لقرار الاعتقال الصادر عن المحكمة الجنائية بحقه والوعد الأميركي والفرنسي برفعه عنه او عدم الالتزام به على الأقل هو العامل الابرز. إضافة لتهديده بعدم وضعهما فيتو في جلسة مجلس الامن على الاتهامات المرفوعة ضد اسرائيل. كل هذه الأسباب دفعت بنتنياهو الى النزول عن الشجرة والقبول بالتسوية مع لبنان التي لا بد وان تتبعها في غزة".