Achrafieh News 📰
بعد وقف اطلاق النار بين حزب الله واسرائيل، وتحديد موعد لجلسة الانتخاب في 9 كانون الثاني المقبل، بدأت التحركات السياسية تستعيد زخمها من اجل التحضير للمرحلة المقبلة، وفي هذا الاطار برز أول تحرك لكتل قوى المعارضة، حيث اجتمع عدد من النواب في معراب مطلقين عملية تشاور وتنسيق واسعة تمهّد للخيارات الحاسمة من اجل ان تكون الجلسة منتجة.
وقد شدد البيان الصادر بعد الاجتماع على "أن تاريخ 9 كانون الثاني يجب أن يكون التاريخ الحاسم لإتمام الاستحقاق الرئاسي بانتخاب رئيس للجمهورية ملتزم بتطبيق الدستور وتنفيذ البنود الواردة في اتفاق وقف إطلاق النار، وقيادة الإصلاحات المطلوبة للخروج من الأزمة المؤسساتية، المالية والاقتصادية والشروع في بناء دولة القانون والمؤسسات واستعادة سيادتها على كامل أراضيها. ولهذا الهدف، ستكثف الجهود والاتصالات مع كل الكتل النيابية في محاولة للتفاهم حول مرشح يحظى بتأييد واسع مع التمسك بالمواصفات المطلوبة لمرحلة بناء الدولة التي نؤمن بها".
وهل ستكون الجلسة حاسمة، ام ما زلنا في بداية الطريق المليئ اساسا بالمطبات؟
قال مصدر مطلع عبر وكالة "أخبار اليوم"، لم تتضح بعد الصورة، وبالتالي لا توجد قناعة بان جلسة 9 كانون الثاني ستكون حاسمة، اذ ان اجتماع الامس بداية التنسيق.
وردا على سؤال، رأى المصدر ان مسار الاستحقاق الرئاسي لن يبدأ من حيث انتهت اليه آخر جلسة عقدت في 14 حزيران 2023، بل يجب العودة الى نقطة الصفر، فما كان مطروحا قبل الحرب لم يعد كذلك اليوم. وقال: مواصفات فريق المعارضة ما زالت هي نفسها، لكن عند الطرف الآخر تغيرت، بمعنى انه لا يمكن رفض الخيارات السيادية، فهذا الامر لا يعني ان هناك رابح او خاسر بل على الطرفين ان يلتقيا على نفس الطريق.
وهل تخلت المعارضة عن مرشحها؟ اجاب المصدر: المعارضة لم تتخلَ عن ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور كونه مرشح وسطي ولم يكن ضد طرف، ولكن في الوقت عينه المرحلة المقبلة قد تفرض مرشح آخر.
واعتبر المصدر أنّ أكثر ما يعيق التوصل الى حل خلال الفترة الفاصلة عن موعد الجلسة هو حزب الله الذي لم يحسم خياره بعد، فهو من جهة يسلم ملف التفاوض الى الرئيس نبيه بري ومن جهة اخرى ينطق باسم ايران.
لذا رأى المصدر انه لا يمكن فصل التطورات في سوريا عن مجرى الاحداث في لبنان لذا يجب أن ننتظر التطورات في دمشق، اذ يبدو ان اتفاق وقف اطلاق النار هو كناية عن 3 اتفاقات في آن:
اتفاق وقف اطلاق النار بين لبنان واسرائيل برعاية اميركية، اتفاق اسرائيلي اميركي يهدف الى تعزيز الحضور الاميركي في المنطقة، اتفاق تحت الطاولة اوروبي اميركي ايراني يتناول ملف الشرق الاوسط.
وقد بدأت نتائج هذه الاتفاقات تظهر، اولا من خلال تحريك المعارضة في سوريا، ووقف اطلاق النار بين حزب الله واسرائيل، اجتماع الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) الجمعة في جنيف مع مسؤول إيراني حيث تباحثوا معه بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ووخلص المصدر الى القول: هذا لا ينفصل عما يحصل في لبنان وغزة وفي المحصلة سيؤدي الى "ردّ الاذرع الايرانية الى طهران". وختم: المعركة الكبرى اليوم على ايران وليس على نظام بشار الاسد، وبالتالي ما يحصل في سوريا سينعكس على لبنان ايجابا وليس سلبا.