بري: مخطئ من ينتظر قبولنا حلاً يناسب الـ ـعـ ـدو؟


Achrafieh News 📰




بري: مخطئ من ينتظر قبولنا حلاً يناسب الــعــدو؟

لا تزال الأنباء عن المفاوضات حول وقف الحرب في لبنان تأتي من مصدر واحد، هو إســرائــيــل وفريق الإدارة الأميركية المعنيّ بالملف. فيما لبنان، باعتباره الطرف الثالث المعنيّ بالأمر، لم يصله ما من شأنه دفع المسؤولين إلى الحديث سلباً أو إيجاباً حول ما يُطرح في وسائل الأعلام الأميركية والإسرائيلية.
وأظهرت تصريحات ومداولات الساعات الـ 48 الماضية أن ما يجري تداوله أميركياً وإسرائيلياً، يتعلق حصراً بمحاولة الطرفين التوصل إلى اتفاق بينهما، بما يتناسب مع طموحات ومصالح الطرفين الأمنية والسياسية. وهنا تبرز خشية كبيرة في لبنان، من كون ناتج التواصل الأميركي – الــإســرائــيــلــي سيجري تقديمه كخطة عمل يُطلب من لبنان الالتزام بها. وما يرشح حتى الآن، من سقوف ومطالب، يؤكد أن لبنان لن يقبل بما يُعــرض عليه. وعندها سنكون أمام جولة من المناورات شبيهة بتلك التي تجري منذ نحو عام في غjة، حيث يتفاهم الأميركيون مع إٮٮٮـȷ౹ئـيـلـ على لائحة مطالب تمثّل جوهر أهداف الــعــدو، وعندما ترفضها حمـ౹سـ، يجري تحميل الجانب الفلسطيني المسؤولية عن إفشال التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب.
وإذا كانت واشنطن تعرف مسبقاً مواقف لبنان والمقاومة، فهي تعرف مسبقاً أن مجرد حمل المطالب الإسرائيلية لن يقود إلى تفاهم. وبالتالي، ستكون واشنطن في موقع الشريك الدائم لإسرائيل، وهو ما يحتّم على لبنان إدارة هذا النوع من التفاوض بطريقة ذكية، لإفشال محاولة رمي الكرة في ملعب لبنان، خصوصاً أن الأميركيين سيعملون على تحريك وتحريض جهات لبنانية معادية للمقاومة لشن حملة تطالب رئيسي المجلس النيابي والحكومة نبيه بري ونجيب ميقاتي، ومعهما حــزب الـڶـهـ، بالأخذ بالمطالب الأميركية – الإسرائيلية، وهو أمر يُتوقع أن يترافق مع تصعيد في عمليات التدمير من قبل قوات الاحتلال في كل لبنان.
في هذه الأثناء، ركّزت إســرائــيــل جهودها لإبرام اتفاق مع الإدارة الأميركية الحالية (ومع فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب) حول رؤيتها للمنطقة وخصوصاً لبنان وغزة، ومواصلة المناورة تحت النار في ما يتعلق بجبهة الجنوب. وفي هذا السياق، كان الحدث الأهم هو الاجتماع الذي عُقد مساء الأحد بين ترامب وموفد رئيس حكومة إســرائــيــل الوزير رون دريمر، وما سرّبه موقع «أكسيوس» عن أن البحث تناول ملفات الحرب في لبنان وغزة، لكنّ الملف الرئيسي كان يتعلق بإيران.
وتشير التقديرات إلى أن ترامب سيعطي إٮٮٮـɹائـېـڶـ مهلة إضافية قد تستمر شهرين لتنجز ما تريد إنجازه في غــزة ولبنان، على أن تتوقف الحرب مع وصوله إلى البيت الأبيض. لكن ما هو غير واضح حتى الآن ما إذا كان سيوافق على توسّع الحرب ضد سوريا والعراق وإيران.


محاولة أميركية – إسرائيلية لوضع خطة مرفوضة مسبقاً


وبينما تولّت وسائل الإعلام الإسرائيلية على مدى أيام الترويج لاتفاق سياسي محتمل، أعلنَ جيش الــعــدو بدء المرحلة الثانية من عملياته البرية في لبنان، والعمل للوصول إلى مناطق لم يصل إليها بعد. وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن «هدف المرحلة الثانيّة هو الضغط على حــزب الــلــه بشأن مفاوضات التسوية في لبنان، إلى جانب القضاء على القدرة الصاروخيّة لحزب الــلــه».
أما وزارة الخارجية الأميركية فقد أصدرت بياناً أكّدت فيه أن «المساعي الدبلوماسية هي السبيل لإنهاء الحرب على لبنان»، مع التأكيد على «تطبيق القرار 1701 بما في ذلك نزع سلاح حjب اڶـڷـهـ»، علماً أن إسـرlئېـلـ نفسها تولّت أمس تبديد الآمال بتسوية، بإعلان وزير الحرب يسرائيل كاتس أنه «لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في لبنان، وسنستمر في ضرب حزụـ الـڶـهـ بكل قوة». وأعلن كاتس في بيان على منصة إكس أنه «ينبغي مواصلة العمليات الهجومية من أجل تقويض قدرات حزụـ الــلــه وتحقيق ثمار النصر»، مضيفاً: «لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في لبنان ولن تكون هناك فترة راحة. وسنواصل ضرب حʝب الـڶـهـ حتى تتحقق أهداف الحرب».
وخلال اجتماع سابق مع ق౹ڊةـ في الجيش اڷـlسȷlئيـلـيـ، قال كاتس إن «إٮٮٮـرlئيـڶـ لن توافق على أي ترتيب لا يضمن حقها في فرض ومنع الإرهاب بمفردها، وتحقيق أهداف الحرب في لبنان: نزع سلاح حــزب اڶـلـھـ وسحبه إلى ما وراء الليطاني وإعادة سكان الشمال سالمين إلى منازلهم».
ورداً على الكلام الـlسȷائـېـلـېـ، أعاد الرئيس بري التأكيد على موقف لبنان حول أي تسوية مقبلة، وتمسّكه بوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 بلا حرف زائد أو ناقص. ورداً على الشروط الإسرائيلية قال: «موقفنا واضح. هل من عاقل يعتقد بأننا سنوافق على تسوية أو حل يحقق مصلحة إٮٮٮـɹlئيـلـ على حساب مصلحة لبنان وسيادته؟». وقال بري أمام زواره أمس، إنه «يأمل أن تنبثق عن اجتماع الرئيسين بايدن وترامب إشارة إيجابية تصل إلى هوكشتين، وأنا جاهز لملاقاته في ما كنا قد اتفقنا عليه سابقاً»، موضحاً أنه كانَ ينتظر جواباً يتعلق بالصيغة المُتفق عليها مع الأخير «لكنها لم تصل».
وأضاف بري أن «التصعيد الوحشي ضد الضاحية والجنوب والبقاع هو رسالة من الــعــدو بأنه يصر على التفاوض تحت النار، ونحن نؤكد أن لبنان لن يفاوض تحت النار. يجب أن يحصل وقف شامل لإطلاق النار، ونذهب بعد ذلك إلى ما اتفقنا عليه في ما يتعلق بآلية تطبيق القرار 1701».
يشار إلى أن هوكشتين قال في حديث مع الصحافيين في البيت الأبيض أمس، إن «هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان قريباُ، وإنني مفعم بالأمل في أننا سننجح». ولفت بعد لقائه دريمر أنه «ليس هناك يقين» بأنه سيذهب إلى بيروت في الأيام المقبلة، و«لا يوجد دور روسي في محاولات التوصل إلى اتفاق»، بينما نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر، أن «نتنياهو يعتقد بأنه يجب إنهاء حرب لبنان وأنه لا يمكن تحقيق إنجاز بحجم اغتيال (الــســيــد) نصـɹlللـھـ».