يواجه مرفأ جونية، أحد أبرز المرافئ في لبنان، أزمة بيئية حادة تهدد بتفاقم الأوضاع في منطقة تعاني من ضغوط معيشية هائلة. فقد تحولت مجارير الصرف الصحي إلى مصدر خطر، إذ تصب مباشرة في مياه المرفأ، مما يؤدي إلى انبعاث روائح كريهة تفقد المكان طابعه المميز كمتنفس للزوار المحليين في ظل الأوضاع المتوترة.
ما يزيد من خطورة الوضع هو الغياب اللافت لدور الجهات المعنية، وفي مقدمتها بلدية جونية، التي بدت وكأنها عاجزة عن مواجهة المشكلة أو تقديم حلول جذرية على الرغم من الشكاوى المتكررة من السكان المحليين. شهادات عديدة أكدت أن هذه الأزمة ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة تراكمات طويلة الأمد لغياب التخطيط البيئي السليم وعدم تحديث البنى التحتية.
ورغم أن مرفأ جونية كان يمثل نقطة جذب للزوار المحليين الباحثين عن لحظات من الراحة والهدوء وسط المشهد المتشنج الذي يعيشه البلد، إلا أن هذه الأزمة البيئية أضرت بسمعته، وجعلت التجربة أقل إرضاءً. فبدلًا من الاستمتاع بجمال البحر، بات الزوار يواجهون روائح المجارير والمخاطر الصحية المحتملة.
نشطاء بيئيون وفعاليات محلية دقوا ناقوس الخطر، داعين إلى تدخل فوري من بلدية جونية والجهات المعنية الأخرى. وأكدوا أن الحلول ليست مستحيلة، إذ يتطلب الأمر تحديث شبكات الصرف الصحي، واعتماد أنظمة معالجة فعالة، مع وضع خطة شاملة لإدارة المخلفات.
إن المرفأ ليس مجرد موقع جغرافي، بل هو رمز لجونية وأهلها، ومتنفس ضروري في ظل الأزمات المتراكمة. معالجة هذه الكارثة لا تحتمل التأجيل، لأن استمرار الوضع كما هو قد يؤدي إلى نتائج كارثية على البيئة وصحة السكان، وربما يحرم أهالي المنطقة من أحد آخر المتنفسات المتاحة لهم.
على المعنيين المحليين أن يدركوا أن الحفاظ على المرفأ هو حفاظ على هوية المنطقة، ومسؤوليتهم لا تقتصر على الاستجابة للشكاوى، بل تشمل اتخاذ خطوات استباقية لضمان بيئة صحية وآمنة للجميع.