تتردد معلومات في أوساط مطلعة قريبة من بيئة “الحزب”، أن “آلاف المصابين بتفجيرات “البايجر” في أيلول الماضي، انتقلوا إلى العراق للإقامة الدائمة، فيما ينتظر آخرون دورهم للالتحاق بالدفعات السابقة التي أصبحت مقيمة فعلاً في العراق”، وفق الأوساط ذاتها، التي تشير إلى أن “الحزب يجد صعوبة في متابعة أوضاع المصابين بتفجيرات “البايجر“، خصوصاً أن قسماً كبيراً منهم أصيب بإعاقات دائمة وبحاجة إلى رعاية ومرافقة وعناية طبية واجتماعية مستمرة ومراجعات وإجراء فحوص طبية، لا يمكن للحزب توفيرها في هذه الظروف، فضلاً عن تأمين أماكن سكن ملائمة لأوضاع المصابين بالإضافة إلى مصاريفهم الخاصة”.
المصادر نفسها تلفت، عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، إلى أن “العراق يستقبل عدداً من النازحين اللبنانيين الهاربين من الحرب، كما هو معلوم، ويؤمِّن لهم رعاية وتسهيلات عدة، لكن مصابي “البايجر” يتلقّون رعاية خاصة نسبة لأوضاعهم الدقيقة”، مشيرةً إلى أن فصائل محور الممانعة في العراق تتمتع بنفوذ كما هو معروف، بالتالي التنسيق قائم بينها وبين “الحزب” الذي طلب إعطاء الأولوية لمصابي “البايجر”، نظراً لعجز “الحزب” عن توفير الرعاية المطلوبة لهم في لبنان وخشيته من انعكاس هذا الأمر على معنويات عناصره وبيئته، وتلافياً للتململ داخل جمهوره الذي بدأت وتيرته تتصاعد، بعد فشله في الإيفاء بوعوده بتأمين أماكن للسكن وتوفير مستلزمات الحياة للنازحين في مختلف المناطق اللبنانية في حال توسعت الحرب، وهو يتّكل على الدولة والمساعدات الدولية للتخفيف من النقمة المتصاعدة”.
أضف إلى ذلك، بحسب المصادر عينها، أن “قسماً كبيراً من مصابي البايجر طلب الانتقال إلى العراق الذي فتح أبوابه للنازحين، وأصوات كثيرة ارتفعت من بين مصابي البايجر، وعائلاتهم، تطالب “الحزب” بأن يكونوا محط الاهتمام الأول بالنسبة للانتقال إلى العراق”، مشيرة إلى أن “الكثير من مصابي “البايجر” يرى أنهم “أدّوا قسطهم للعلى” ومن حقهم أن تكون لهم الأولوية في الرعاية والعناية، وطالما العراق يستقبل النازحين فيجب على “الحزب” أن يضعهم في المرتبة الأولى، خصوصاً أن قسماً كبيراً أصيب بإعاقات دائمة تمنعه من العمل وتأمين مستلزمات الحياة، و”الحزب” يعاني في هذه الفترة وعاجز عن القيام بما يلزم تجاههم بالمستوى المطلوب”.