الله واحد


اذا نظرنا الى هاتين الكلمتين، نلاحظ ان كل منها مؤلف من اربعة حروف، و اذا اردنا ان نساوي بينهما فهما 4 يساوي. 4 بالنهاية 1، واذا قسمناهما 4 على4 يساوي 1، و اذا ضربنا 4 ضرب 4 يساوي 16 على 4 يساوي 4 واذا طرحناهما4 ناقص 4يساوي 0 .
ففي المراحل الثلاث المساواة واحد ، وفي القسمة واحد، و في الضرب 4 ضرب 4 يساوي 16على 4 يساوي 4 ايضا حروف 4 ، أما في عملية النقصان لا شيئ السلبية لكلا الثلاث السابقة ، وبما اننا نحن موجودون و نقوم بهده العمليات الاربع ،المساوة والقسمة والضرب والطرح وهي قواعد الحساب العامة ( في علم الرياضيات) ، اذا نحن نغكر واقعا ونحن موجودون واقعا، كما قال بها ديكارت قوله المشهور : انا أفكر فإذن انا موجود .
هده الحروف الاربعة، مع دخول تاء التأنيث عليها لها دخالة بعدد الكتب السماوية الاربعة التي انزلها الله الواحد ألأحد على عباده في ألأرض ( معبود وعابد ) لقوله تعالى: ( و ما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) ، مقدما سبحانه الجن على الناس ، في دور االعبادة ،ما يفيد ضمنا ان الارض قد سكنها الجن اولا قبل الانس لعبادة الله . ولا تعلم مدة خلافتهم الزمنية التي قضوها قبل خلافة الأنسان من بعدهم ؟. ؤمسألة الخلافة ، فيها تقديم وتأخير حمل مسؤولية امامه تعالى، ولو مع وجود الاثنين معا ، وهذه واقعة ليس هنا مجال بحثها؟.
الا ان المهم هذه الكتب السماوية الاربعة، اتخذت في نزولها شكلأ تسلسليأ تاريخيأ زمنيا مقيدأ محدودأ ، بين نزول ونهاية أفول كالآتي : ( الزبور نزل على داود ع- التوراة نزلت على موسى ع – الانجيل نزل على عيسى ع- القرآن نرل على محمد ص خاتم الأنبياء و الرسل ). وبما ان للزمان فيما بين كل كتاب و تاليه، مرحلة تاريخية فاصلة و محددة بين قوسين فيما يتعلق بالكتب الثلاثة الاولى ، ( الزبور- التوراة- الانجيل) وبانتهاء كل محدودية زمنية يتبعها منطقيا تغيرأ في بعص التعاليم والقوانين والشرائع المتبعة من كتاب الى كتاب؟ والا ما استدعى الامر الى انزال كتاب جديد، يحمل معه احكاما خاصة به في الحلال و الحرام والشريعة وفاقا للزمان الذي بدأ وانتهى فيه . يحدد وينظم على التوالي : كيفية العلاقة الجديدة المعينة للطرائق الثلاث الكتبية الخاصة الذي لخصها ( ابن خلدون) : علاقة بين الإنسان وربه ، و علاقة بين الانسان واهله، وعلاقة بين الانسان و مجتمعه . فيما يتعلق بكيفية العبادات اولأ، والمعاملات ثانيأ في الحلال والحرام والمستحب والمستباح والمكروه والاجر في الثواب والعقاب وسائر مستلزمات الحياة الخاصة والعامة، التي تسهم غي بناء المجتمعات والدول… فقوام الدين وقوانينه لتنظيم هذه العلاقات البشرية الكونية وضبط سيرورتها العامة ، مصداقا لقوله سبحانه لرسوله ( ص) 🙁 انما ارسلت كافة الناس) . وبناء عليه ان القرآن الكريم ، بما انه لم يحدد بين تاريخين او بين زمنين معينين، لذلك كان له بداية تاريخ نزول منذ العام 570م ،لكن دون فترة محددة لاحقة خاتمة ، وهذه الميزة للقرآن وحده دون سواه من الكتب، ما يدل منطقيا على انه لنهاية الزمان لانهائي كالدهر من جهة ، ومن جهة ثانية بقاء تعاليمه وقوانينه ومفاهيمه ذاتها حرفيأ عن الكتب الثلاثة السماوية السابقة عليه ، بل جامع لثلاثتهم مع اضافت تشريعية عليها واجبة الاتباع روحيا و. عقليا لا إرثا موروثأ، من الاجداد والابناء… جامعا لكل ما هو خير و فيه منفعة للناس من الكتب الثلاثة السابقة، والا لولا الاضافات عليهم ؟؟؟ ما كان من داعي لإنزال القرآن الكريم من معنى ولا حاجة و لا جدوى ؟؟؟ وكما كانت الكتب السابقة لكل الناس في الارض في زمانهم فكذلك عقلا ومنطقا، القرآن الكريم و دين الاسلام حاليأ يجب ان يكون دينا وحيدا لكل الناس في هذا العصر صراحة. ومن المنطق، وبحكم العقل المجرد ،و بتجرد المجالات التربوية المتأثرة بماض كل منها، وبقول الله جل وعلا: ( ان الدين عند الله الاسلام ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) . وعليه القرآن بشر بالتوحيد و التوحيد،
بالمصطلح الفلسفي، الفلسفة القبلية ) اي لم يسبقها تدخلات شيئ من الاهل وغيرهم … والتي لا بد اليوم من الاخذ والعمل بها عند الجميع.
ولا ضير علينا ان نعمل و نتأكد مما نحن عليه، و من كل الاتجاهات المعيوشة معنا في مجتمعاتنا وغيرنا، من عقائد ومذاهب واتجاهات و. و. و. حتى نكون صادقين مع انفسنا واولادنا واهلنا ومجتمعنا ، مع ما ننهج و نعتقد قولا وعملا، سزا و علانية ، لا تلومنا به لومة لائم ولا احتجاج غافل في منطق وجودنا ، امرنا شورى بيننا وحوارنا موضوعي دائما علميا، نقدم الأعلم على العالم ، في كل باب علم و معرفة… .
فخذ حريتك اخي في الدين والانسانية بدأ من نفسك، دون التأثر بسواك مهما كان مركزه ودوره، لبسه وشكله ولونه ، فأنت المسؤول امام نفسك اولا و امام الله مباشرة سبحانه وتعالى ، فكن حرا في اعتقادك ومذهبك كما ولدتك امك، حتى تكون مع الاحرار في الدنيا والاخرة تلك هي دار الحيوان الدائمة الابدية للمؤمنين الابرار.
د. عصام العبتاوي