تصاعدت في الآونة الأخيرة ظاهرة رسائل التهديد التي تستهدف اللبنانيين، محذرّةً من هجمات مُحتملة على مناطق معينة. هذه الرسائل، التي تتراوح بين التحذيرات الغامضة والتهديدات الصريحة، تعكس أجواءً من التوتر والقلق المُتزايد، وتضع المجتمع اللبناني أمام تحديّات جديدة تتعلّق بالأمن والاستقرار. إذْ تؤكد هذه التهديدات “هشاشة” الوضع الأمني في البلاد وتطرح تساؤلات حول الجهات التي تقف وراءها والأهداف من وراءها. والخوف من هذه الظاهرة يَكمُن بتأثيراتها على السلم الأهلي والعلاقات بين الطوائف والمناطق في لبنان.
وزير الإتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم يدعو المواطنين اللبنانيين عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونيّة، لـ”التنبه واليقظة في حال وصلتهم أيّ رسائل مشبوهة. وننصحهم بالتواصل الفوري مع شركتي الخليوي “ألفا” و”تاتش” أو مع الوزارة للتأكّد من مصدر الرسالة”.
أمّا عن هوية الجهة التي تقف خلف هذه الرسائل، فيكشف القرم أنّ “هناك الكثير من الجهات في دائرة الإتّهام. ويُمكن تحديد ما إذا كان مصدرها داخلي أو خارجي. ومنذ يوميْن تمّ تتبع الداخلي منها، أمّا خارجيّاً فقد عملت الوزارة على وضع لائحة من الكلمات إذا تضمّنتها الرسالة تُرفَض تلقائيّاً. هذه اللائحة يتمّ تحديثها على مدار الساعة وتمّ إعتمادها مِن قبل شركتيْ الخليوي، للحدّ من هذه الرسائل قدر الإمكان”.
ولا ينكر القرم “إرسال العدو الإسرائيلي رسائل للمواطنين اللبنانيين. لكن، لا يمكن توقيفها بالمطلق، خصوصاً أنّها لا تتطلّب تكنولوجيا متطوّرة إذ إنّ هناك العديد من التطبيقات التي يُمكن تحميلها بسهولة على الهاتف وتسمح بإرسال رسائل من أرقام مختلفة، أيّ أنها نوع من التمويه. ولو كان للدولة اللبنانية رسائل تريد إيصالها للداخل الإسرائيلي فيُمكن إتباع الإجراء نفسه بسهولة”.
ويختم الوزير القرم حديثه، مؤكّداً أنّ “الملفّ قيْد المُتابعة مِن قبل الوزارة التي تُحدّث قُدراتها يوميّاً للحدّ من هذه الرسائل”.