أبرز ما تناولته الصحف اليوم
كتبت النهار
من يلتقي او من يختلف مع السيد حسن نصرالله يتوقف عند مقاربته للازمات التي ترافق "حزب الله" وسط شريط طويل من حلقات صراعه ومواجهاته مع اسرائيل التي تعرف قياداته دينامية نصرالله وحضوره بين جمهوره حيث لا يقتصر هذا الانتشار على حدود لبنان. كثيرون كانوا ينتظرون من تل ابيب الى دوائر القرار في اكثر من عاصمة معنية بملفات الاقليم فضلا عن الملايين من المتابعين في لبنان والخارج ما سيقوله نصرالله ربما في اصعب خطاب يطل به على جمهوره اولا بعد "الهزة السيبرانية" التي تعرض لها على مدار يومين استهدفتة اكثر من اربعة الاف شاب يعملون في فلك الحزب ومؤسساته حيث كانت تلك الضربة الاقسى على الحزب في توقيت يخوض فيه مواجهات عسكرية مفتوحة مع اسرائيل على مدار نحو سنة وكادت شرارتها ان تقترب اكثر من مرة من شفير حرب شاملة لا يريدها الحزب منذ البداية الا اذا فرضت عليه في شكل نهائي لا يمكنه الهروب منه.
ومن الملاحظات الاولى على اطلالة نصرالله انه التزم هدوءا مقصودا لاعتبارات عدة وقرأ السطور الاساسية في كلمته المكتوبة. ومن المعروف عنه انه درج على وضع عناوين او نقاط يستفيض فيها عند اطلالته على الجمهور. اتسم خطابه بالواقعية في توقيت اكثر من خطير حيث لا تنفك الحكومة الاسرائيلية عن اطلاق تهديداتها. واعترف نصرالله بحجم "الضربتين" التي استهدفت ما لا يقل عن اربعة الاف شخص يحملون اجهزة لاسلكية كان هدف الاسرائيلي قتلهم في أقل من دقيقتين.
ولم يخف نصرالله حجم هذا الاعتداء امام قواعد حزبه اولا وكل من يعنيه الامر من لبنانيين وغيرهم حيث من خطابه محل متابعة دقيقة من الاسرائيليين. وكان تركيز نصرالله في متن خطابه هو التأكيد على تثبيت الخيارات التي اتخذها الحزب منذ الثامن من تشرين الاول الفائت. ومن هنا جاء خطابه متكاملا مع تشديده على عدم تراجعه عن المعركة اي بمعنى انه لن يحيد عن الاهداف التي وضعها ولا سيما حيال الثابتة التي لا يبدو ان الحزب سيتراجع عنها وهو استمراره في اسناد الفلسطينيين في غزة.
واذا كان من المتوقع ان يقدم نصرالله على شرح حقيقة تلقي الحزب شحنات الاجهزة اللاسلكية التي انفجرت في ايدي الالاف من عناصر الحزب فانه لم يدخل في هذه النقطة باسهاب لان الدوائر الامنية في الحزب تتابع هذا الخرق الذي استهدف جزءا لا بأس به من شبكة اتصالات" البيجر" لدى الحزب والتي لا تنحصر مهماتها في الميدان العسكري فحسب. ولم تنفك مجموعة مدربة من الخبراء في هندسة الاتصالات تجري تحقيقات دقيقة حيال كيفية حصول الخرق الذي حصل في عمق بيئة "حزب الله" واستهدافها في شبكة الاتصالات التي تشكل العمود الفقري لماكينة الحزب. وتحتاج عملية استبدال هذا الجزء من الشبكة الى وقت لا بأس به لملء الفراغ والنقص الذي احدثته في هذا الجسم وسد الثغر التي وقعت لان توسع اسرائيل في استهداف هذه الشبكة فهذا يعني انها يمكنها الوصول الى تحقيق اهداف امنية اخرى.
تبقى المواجهة مفتوحة بين اسرائيل والحزب حيث يبدو ان الايام المقبلة سترتفع سخونتها اكثر بعد كلمة نصرالله والضربة الاسرائيلية الاخيرة في قلب الضاحية الجنوبية بعد ظهر يوم الجمعة.