رفع الاسرائيليون من مستوى ضغوطاتهم على "حزب الله"، إلى حد تجاوز كل الخطوط الحمر، وإسقاط قواعد الاشتباك التي التزم بها الحزب في الأشهر الماضية. قد يكون التجرؤ الإسرائيلي سببه إدراك ان "حزب الله" لن يُقدم على استخدام كامل قدراته العسكرية، رغم ان الحزب لوّح بها، ومارس التهديدات العملية بحق الإسرائيليين مراراً، عبر جولات مسيّرة "هدهد"، واستعمال صواريخ تستطيع الوصول إلى اهداف بعيدة، وتتفوق على القبة الحديدية، وخطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي توعّد بالرد الوازن على أي اعتداء اسرائيلي.
لكن تجربة الأشهر الماضية اكدّت للإسرائيليين ان "حزب الله" لا يريد أن يستهدفهم بالصواريخ الثقيلة التي يخزّنها، ولا يخطط لحرب واسعة.
قد يكون الطلب الإيراني من الامين العام لحزب الله "بالصبر الاستراتيجي" هو اساس معادلة الحزب، لأن هناك اتفاقاً إيرانياً مع الولايات المتحدة الاميركية يقضي بعدم فتح الحرب الشاملة، بإنتظار الإعلان عن الصفقة السياسية بين واشنطن وطهران بعد انتهاء الانتخابات الاميركية.
وقد تكون حسابات الحزب، اللبنانية والاقليمية، تمنعه من ملاقاة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في سعيه لتوسيع الحرب، ضمن معركة الوجود التي يخوضها الاسرائيليون، وبإعتبار ان عنوان المواجهة التي يخوضها "حزب الله" هي إسناد غزة، لا غير.