غبطة البطريرك السادة المطارنة رجال السياسة الشرفاء المحترمين

 


أيها السّادة ، تعوّدت أن أقول الحقيقة بالرغم من بعض الهفوات وجُــلّ من لا يُخطأ ، الأخطأ أنواع منها ما هو قابل للتصحيح ومنها ما هو مميت وهو أشبه بالخطيئة الأصلية في حال كانت الأخطأ تقع بالويلات على الوطن ومؤسساته وعلى الشعب وعلى على تفهم ما يحصل في وطني وكالعادة أعــود مهزوما لأني أكتشف مدى كذبكم وجبنكم وعمالتكم للغرباء ، وإنّ الأمر لا يتربط بواحد ، لكن ماذا عندما جميعكم تكذبون على الشعب وتبتذّونه ، وهذا الكذب هو جــزء من إستراتيجتكم المتواصلة المخطّط لها عمدا .

أيها السّادة ، بالنظــر إلى تجربتي كرجــل أعمال وكرجل صاحب مصانع وكرجل علاقات عامة يعيش في الغربة وبصفتي العلمية تخطــر على بالي وبالتنسيق مع "مكتب بيروت " الذي يُدير أعمالي السياسية – الإجتماعية أفكار في بادىء الأمر وخصوصا عندما أشاهدكم على الشاشات تبتّذّون الشعب وتسرقونه"وتلعنون سلاّفه " ألـعــن الساعة التي سمحتْ لكم في الوصول إلى سدّة المسؤولية لقهر شعبكم وإذلاله ، والمؤسف أنكم لا تستطيعون الإجابة على أي سؤال يُطرح عليكم خصوصا عندما عيون شباب لبنان ومستقبله تسأل : ماذا فعلتم بنا ؟ أنتم فعلاً كفّار .

أيها السّادة ، إستضفت بالأمس دبلوماسيًا متقاعدًا وتناقشنا في أدق التفاصيل ويؤسفني أن أنقل ما قاله لي هذا الدبلوماسي وما حرفيته " مسؤوليكم الكذب عندهم فعل إستراتيجي vos dirigeants menteurs ont une action stratégique " الكذب عندكم يمكن دحضه بسهولة وهو جزء من إستيلائكم على المراكز الحساسة في الدولة ، وكذبكم هو في الأساس جزء من أحداث تخترعونها للتأثير على المواطنين المُضلّلين وهذه الأمور تتحقق ليس فقط من خلال الكذبة نفسها ولكن أيضا للمفارقة من خلال تسويقها ونشرها بين العامة وإلاّ كيف تفسرون بعض ما نسمعه " نعمل من أجل حقوق المسيحيين – نعمل من أجل حقوق الطائفة – نعمل لردع "داعش " – الجيش لا يقدر على مواجهة العدو الإسرائيلي – الجيش يحتاج إلى المال – نحن نسيطر على كل المرافق العامة في البلاد – الإنتخابات كانت حرة ونزيهة ..." وإنْ أردت أن أذكر فهناك ملاحم من الكذب .

أيها السّادة ، إن ما يعزز فعالية كذبكم بشكل كبير هو أن أبحاث "علم النفس السياسي" تشير إلى أنه بمجرد ما تغرسون أفكاركم النتنة في عقول الضعفاء من اللبنانيين ، فإنه يصعب تغييرها كما الإضطرار لقبول الحقائق التي تتعارض مع الأحكام المسبقة التي تؤدي إلى التنافر المعرفي ، وهذا أمر يسعى إليه الجميع ، والأمر الملفت الإدعاءات المزيفة التي تدّعونها خلال عظاتكم وخطبكم ومواقفكم عبر الإعلام والأمثلة كثيرة ومنها " فليذهب النواب إلى المجلس لإنتخاب رئيس – نريد رئيس يرضى عنه الجميع ويحمي ظهر المقاومة .... ) ملاحظة ألم تيأس يا صاحب الغبطة من ترداد هذه الأقوال ، ألم تلاحظ أنّ هذا المجلس هو مُسيّر ، ألم تلاحظ أن هذا المجلس لا يمكنه إنتخاب رئيس ، وهو منقسم على نفسه؟! ألم تلاحظوا أنكم تطالبون بحماية ظهر المقاومة بدل حماية الجمهورية ؟! خلصنا كذب وعار .

أيها السّادة ، نحن أمام حكام روحيين وزمنيين مستبدّين والمؤسف أن البعض منكم لا يعي خطورة هذا الإستبداد و"تركيب الطرابيش" ... نحن بحاجة لإنتفاضة سياسية قانونية – دستورية – ديمقراطية ضد الساسة العلمانيين وضد رجال الدين وخصوصا الذي يظهرون في مراكز القرار وعلى طاولة المباحثات ... إنّ الإنتفاضة المطلوبة تمثل التطلعات الديمقراطية لشعبنا الأبيّْ ، وهذه الإنتفاضة هي الفرصة المسبوقة لكسر حلقة طويلة من الإستبداد والقمع الممارسيّن في الجمهورية اللبنانية وليكن معلوما أن هناك قمعا من قبل الساسة العلمانيين ومن قبل رجال الدين .

أيها اللبنانيّون الشرفاء ، بعد سرد هذه الوقائع لنبدأ من الطرف الأول للتحدّي وهو النموذج الديمقراطي بما يكفي عند تطوير نموذج ديني يهتم بمشاكلنا وبرعيانا وبرهبانياتنا وأرزاقنا ومدارسنا وجامعاتنا تتشكل في بطريركية حرة قوية لا تتلون ولا تتبدّل ولا تُساير ، ولنسعى لتطوير نموذج سياسي ديمقراطي فعال يُنتج مجلسا نيابيا حرا يعيد إنتاج سلطة قوية وقضاء نزيها هيا الى العمل .


جيلبير مجبر