بدا لافتاً غداة تصويت مجلس الأمن الدولي بالإجماع على التمديد مدة سنة للقوة الدولية العاملة في الجنوب اليونيفيل من دون تعديل في مهماتها وما أثاره هذا التمديد من ترحيب حار لدى الحكومة اللبنانية التي عبرت عن ذلك كأنه إنجاز لديبلوماسيتها، ان واقع التصعيد الميداني في الجنوب عاد يشهد تسخينا متدرجاً ملحوظاً كما عادت نبرة التهديدات تعلو لا سيما من جانب إسرائيل. ولم يكن هذا المؤشر ليغيب عن تفاعلات المشهد الداخلي ولو أن مجمل التقديرات الداخلية على الأقل مالت بعد الأحد الماضي الى استبعاد حرب واسعة بين إسرائيل و"حزب الله" ومع ذلك عادت معالم التساؤلات القلقة ترتسم حيال التطورات الميدانية الجارية ودلالاتها التي تبقي المخاوف قائمة من احتمالات تفلت التصعيد الميداني.
ويسود الترقب السياسي الساحة الداخلية في انتظار خطابين في الساعات المقبلة، الأول يلقيه في الثالثة بعد ظهر اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري في الذكرى 46 لتغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، إذ يوجه كلمة متلفزة يتطرق فيها الى التطورات السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة، ومن بينها رئاسة الجمهورية. وأفادت معلومات مساء أمس في هذا السياق أن بري سيجدد اليوم في كلمته الدعوة إلى اجراء حوار في مجلس النواب برئاسته وأنه سيؤكد استعداده للدعوة الى جلسات لانتخاب رئيس الجمهورية بعد الحوار بأكثر من دورة في اليوم لأن إبقاء الجلسات مفتوحة يمنع المجلس من التشريع في هذه المرحلة الدقيقة. وتبعاً لهذه المعلومات، فإن بري سيوجه رسالة الى رافضي الحوار بأنه إذا تم جمع 86 نائباً فسيدعو الى الحوار بمن حضر من أكثرية النواب رغم رفض المعارضة للحوار. أما الخطاب الثاني المنتظر فهو لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في أعقاب القداس الاحتفالي لراحة أنفس "شهداء المقاومة اللبنانية" عصر غد الأحد في معراب يطرح فيه مبادرة وخريطة طريق أبعد من مسألة انتخاب رئيس للجمهورية، وعقد حوار بعد الانتخاب يبحث في القضايا الخلافية الوطنية.
أما على صعيد تطورات الجبهة الجنوبية، فكان لافتاً أمس أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي تحدث عن "رفع الجهوزية على الجبهة الشمالية" معلناً أن "فرقة الجليل (91) استكملت مناورة مشتركة مع قوات الشرطة وغيرها من الأجهزة الأمنية". وأكد أن "فرقة "الجليل" (91) تخوض معركة دفاعية على الحدود اللبنانية إلى جانب بذل مجهود هجومي وتدمير العدو من خلال عمليات وصد واستهداف برًّا وجوًّا والاستعدادات للتعامل مع سيناريوهات متنوعة، دفاعًا وهجومًا". ولفت إلى أن "في وقت سابق من هذا الأسبوع (الاثنين) تدربت قوات الفرقة في الجليل الشرقي على التعامل مع سيناريوهات دفاعية والتحول من فترة اعتيادية روتينية إلى فترة طوارئ وأجريت المناورة بالتعاون مع قوات الشرطة، وأقسام حماية البلدات، ومؤسسة نجمة داوود الحمراء وغيرها من الأجهزة الأمنية".
وختم أدرعي: " تهدف هذه المناورة لتحسين أهلية وجهوزية القوات المقاتلة ومقرات القيادة، والتمرن على قدرات تفعيل النيران، واتخاذ القرارات العملياتية في الميدان، ومعالجة ونقل الجرحى وتوطيد التعاون بين الهيئات المختلفة".
أما ميدانياً، فاستهدف قصف مدفعي إسرائيلي بلدة العديسة، مما أدى الى اندلاع حرائق بعد إلقاء محلقات معادية قنابل حارقة فوق حرش البلدة وفي أنحاء متفرقة منه. كذلك، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة عصرا استهدفت اطراف بلدة زبقين في القطاع الغربي. ثم استهدفت مسيرة معادية المكان نفسه، كما قصفت المدفعية سهل مرجعيون وبلدة كفركلا. واغارت مسيرة إسرائيلية قرابة الخامسة والربع عصرا مستهدفة بلدة يارون بصاروخ موجه. وحلق الطيران الاستطلاعي والمسّير صباحًا فوق قضاء صور والساحل البحري. وأطلق الجيش الاسرائيلي طوال الليل وحتى الصباح، القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الازرق في القطاعين الغربي والاوسط، وصولا حتى مشارف مدينة صور، كما أطلق القنابل الحارقة على اطراف بلدتي الناقورة وعلما الشعب.
من جهته أعلن "حزب الله" انه أستهدف موقع زبدين في مزارع شبعا بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابةً مباشرة. كما اعلن أنه استهدف بعد ظهر امس انتشارا لجنود إسرائيليين في حرش برعام بالأسلحة المناسبة وأصابه مباشرة.كما استهدف تموضعاً للجيش الإسرائيلي في موقع المطلة بمحلقة انقضاضية وأوقع فيه اصابات مؤكدة.