أبرز ما تناولته الصحف الصادرة اليوم الخميس ٢٥/٠٧/٢٠٢٤

 

النهار:

من سوء حظ اللبنانيين أنهم يترقبون الانتخابات النيابية والرئاسية في أكثر من دولة في المنطقة والعالم، ويسقطون آثار نتائجها على استحقاقاتهم المعطلة، لعلّها تساعد في فتح كوة في جدران الملف الرئاسي "المزمن". ولا يكتفون بذلك، بل يسقطون انقساماتهم على حصيلة استحقاقات تلك الدول واضعين علاقات الأفرقاء معها في ميزان الربح والخسارة.


وتكثر الأسئلة عن دور المجموعة الخماسية وما حققته إلى اليوم. ويغيب عن البال أن أصحاب الشأن من الكتل النيابية المعنية بانتخاب رئيس للجمهورية، يستمرون في المراوحة المفتوحة بعد فشل كل المبادرات والمساعي التي لم تؤدّ الى بلورة مشهد لقاء رؤساء الكتل حول طاولة تشاورية.


وبعد إعلان كل فريق عما يملك وتقديم ما عنده حيال الاستحقاق، أخذ الجميع يسلمون بهذا الواقع السياسي المرير جراء العلاقات المفقودة أو غير المنتظمة بين الأفرقاء، وسط فقدان الثقة في ما بينهم والقفز فوق الدستور. ووصل الأمر بنواب من مختلف الاتجاهات إلى عدم الرد أو تبرير الأسباب التي تحول دون انتخاب رئيس إلى اليوم، والاكتفاء بإلقاء اللوم على مناوئيهم وتحميلهم مسؤولية الشغور في الرئاسة، مع ترقب أكثر من استحقاق ساخن على طاولة الحكومة، أبرزها بت مصير مرسوم رئيس الأركان في الجيش العميد حسان عودة بإشراف الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي.


أمام هذه المشهدية، يدرك رؤساء الكتل الكبيرة والصغيرة والنواب المستقلون والتغييريون أن داء الانقسامات أصاب الجميع، في ظل ترقب حصيلة الحرب في غزة وجنوب لبنان، فيما تتجه الأنظار إلى ما ستنتجه زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن، ولو ان جملة مؤشرات من تل أبيب وقيادة "حماس" لا تزال تغلب عملية التوصل إلى ترتيب صفقة التفاوض بين الطرفين والركون إلى هدنة تساعد في التوجه إلى الخيارات الديبلوماسية بدل العسكرية.


وفي وقت ترتفع فيه المتاريس السياسية، يبقى الحزب التقدمي الاشتراكي في مقدّم الجهات القادرة على التواصل مع مختلف الكتل النيابية، نتيجة الدينامية التي يمارسها وليد جنبلاط مع الأفرقاء، مع ملاحظة اتساع الهوة والتباعد في التحليل والآراء مع "القوات اللبنانية".


تؤدي كل هذه الوقائع إلى الطريق الرئاسي المسدود نحو قصر بعبدا. ويرفض عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب هادي أبو الحسن مقولة إن الكتل النيابية وصلت إلى حدود "الاستسلام" أمام هذا الواقع من المناورات المكشوفة والمبادرات التي فشلت. ولا يخفي أن الاستعصاء يزداد، عازيا ذلك إلى نتيجة رهانات البعض على حصول تغييرات في المنطقة بفعل الحرب المفتوحة في غزة والجنوب وعدم وضوح الرؤية في الإقليم.


ويدعو أبو الحسن نواب المعارضة وكتلها مجددا إلى الجلوس مباشرة مع الرئيس نبيه بري "صاحب المبادرات"، إذا توافرت "نيات جدية لانتخاب رئيس الجمهورية". ويرجع ذلك إلى "مسؤوليات وواجبات وطنية ملقاة على عاتقنا جميعا لإتمام هذا الاستحقاق وعدم البقاء في الشغور فترة أطول".


وفيما تواصل الكتل النيابية تخبطها وانهماكها في حملات الردود والاتهامات المتبادلة، لم يتخلّ أعضاء "الخماسية" عن محاولتهم التقريب بين الأفرقاء في لبنان، علما أن الأجنحة الديبلوماسية لكل من واشنطن والدوحة والقاهرة منهمكة في إنضاج تسوية التفاوض بين إسرائيل وحركة "حماس" رغم الحواجز والشروط المرفوعة من نتنياهو. وكان من المقرر أن يحضر الموفد القطري جاسم آل ثاني "أبو الفهد" إلى بيروت في الأيام الأخيرة، لكن جملة من المعطيات منعته من المجيء في ظل انهماك المسؤولين في عاصمته بمتابعة تطورات غزة.


وتقول مصادر مواكبة لحراك قطر في الملف الرئاسي إنها لن تتوقف مع سائر أعضاء "الخماسية" عن المساعي الهادفة إلى مساعدة لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية. وتبقى زيارة "أبو الفهد" قائمة، وعلى أجندته اللبنانية هدف التوصل إلى اسم توافقي يكون محل قبول العدد الأكبر من الكتل والنواب، مع تذكير قطر على الدوام بأن مسؤولية الانتخاب تبقى واجبا لبنانيا في الدرجة الأولى. وهذا ما أبلغته إلى كل الشخصيات والوفود التي زارت الدوحة، من الحزب التقدمي وحركة "أمل" و"القوات اللبنانية"، وهي على تواصل مفتوح مع "حزب الله" وسائر الأفرقاء، ولا توصد أبوابها ولا سفارتها في بيروت أمام أي طرف.


وتفيد مصادر ديبلوماسية مواكبة لمسار "الخماسية" أن لا صحة لما يتم تناقله عن إقدام واشنطن وغيرها على حرق هذا الاسم أو ذاك، ولا سيما إذا كان من فئة التوافقيين. ولم تعد قطر على تماس مباشر مع الملف الرئاسي فحسب، بل أخذت تتابع في اتصالاتها الفلسطينية المفتوحة ترتيب مشهد ما ستنتهي إليه الأمور على الحدود في الجنوب بين لبنان وإسرائيل، مع التوقف عند زاوية التنسيق المفتوح وعلى مستويات عالية بين المسؤولين في الدوحة والإدارة الاميركية في البيت الابيض، رغم انشغال الأخيرة بالانتخابات الرئاسية لإنجاح معركة نائبة الرئيس كامالا هاريس في وجه مرشح الجمهوريين الرئيس السابق دونالد ترامب الذي تعوّل جهات لبنانية عدة على عودته إلى البيت الأبيض واستثمار هذا الأمر في خياراتها، ظنا منها أنه سيضيّق على سياسة إيران و"حزب الله" في لبنان والمنطقة.