قداسة الحبر الأعظم – فصل ثانٍ

 



صاحب القداسة ، لمناسبة زيارة أمين سر دولة القاتيكان الكردينال بيترو بارولين وفقًا للدعـوة الموجهة إليه من منظمة فرسان مالطا ، كلي أمل وثقة وبما أمثِّل من ثقل فكري وطني مسيحي في لبنان وعالم الإنتشار وبمؤازرة فريق عمل متخصص في كل الإختصاصات التي يفرضها علم السياسية ،أدعــو أن يكون على جدول المباحثات المواضيع التالية : أولاً – رفض تغيير هوية لبنان أي رفض القضاء على صيغة العيش المشترك تحت أية مسميات ومنها "الديمقراطية العددية " ، ثانيًا – إيجاد مخرج للأزمة السياسية في لبنان عن طريق توسيع مروحة المشاورات لتشمل أطرافًا مشهود لها بالنزاهة غير هذه الطبقة التي باعتْ الوطن والأرض والشعب والمؤسسات الرسمية ( هذه الأطراف موجودة على الساحة اللبنانية وفي عالم الإنتشار وتعمل وفقًا للإمكانيات المتاحة لها وتتمتع بخبرة واسعة في كل المجالات ولها طول باع في حلحلة المواضيع العالقة ولها اليد الطولى في صياعة القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية اللبنانية وعلى سبيل المثال لا الحصر القرارين 1559 و 1701 ، ثالثًا – إيجاد الآلية الدستورية لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية وفقًا للدستور وليس للمصالح الخاصة .

صاحب القداسة ، للولوج لحل عضوي وقانوني ودستوري يجب أن تأخذوا بعين الإعتبار أن السيادة الوطنية تشكل أحد الأركان الأساسية لمفهوم الدولة حيث من خلالها يتجسد واقعيا الوجود القانوني والسياسي للدولة كعضو فاعل في المجتمع الدولي ، كما يتجسد أيضا بموجبها الإستقلال الوطني ، وهي تمثل ما للدولة من سلطان تواجه به الأفراد داخل إقليمها الشرعي . وبصريح العبارة سلطة الدولة في الداخل والخارج لا يعلوها أية سلطة وهي لا تتجزأ ولا تقبل التصرف . إنّ أي حل يُرسم للجمهورية اللبنانية يجب أنْ يأخذ بعين الإعتبار مبدأ السيادة الوطنية التامة والناجزة ، وإعلموا جميعا أن أي حل يُبنى على ما هو قائم حاليا هو حل لا يُكتب له النجاح لأنه يقوم على الباطل وقد صح القول القائل " ما بٌنيَ على باطل هو باطل ".

صاحب القداسة ، إنّ المراهقة السياسية في لبنان هي صفة ملازمة لكل ساسة لبنان مسيحيين ومُسلمين وبالإخص قادة الرأي المسيحين علمانيين وروحيين ، ولم يعانِ الشعب اللبناني عامة والموارنة تحديدا من الأزمات والمحن على مر تاريخهم القديم والمعاصر إلا في هذه المرحلة ... اللبنانيون عموما والمسيحيون خصوصا توارثوا الحروب والمعاناة ليس بفعل كونهم شعبا ميالا لإثارة العنف وخلق المشكلات إنما لأنه إبتُلِيَ بقيادات سياسية روحية وعلمانية مسيحية ومسلمة فاشلة وعاقرة غير مؤهلة وهي القيادات التي وصلت إلى السلطة بموجب قانون إنتخابي مسخ باركه بطريرك الموارنة ، وقيادات فقدت صوابها وضميرها وتغرق في ممارسة الفساد وإثارة الفوضى والنزوع إلى التسلط والإستحواذ وإفقار الناس وتجويع الشعب ، إزاء هذا الأمر الخطير هل يجوز حصر مشاورات مندوبكم بهؤلاء ؟؟!!!

صاحب القداسة ، الرعية جائعة ضائعة ، مهاجرة فاقدة لكل مقومات الصمود ، ولتجويع المسيحيين عند قادة الرأي علمانيين وسياسيين قصة كبيرة وخطيرة نتدوالها بحذافيرها وتتمسك بها كل القيادات ومن دون إستثناء بمجرد إعتلائها كرسي الحكم سواء أكانت كرسي مدني أو كرسي روحي . يسوسون الشعب بالكذب والإحتيال والسرقة ، والشعب اللبناني عموما والمسيحي خصوصا شعب كريم ودود يفيض روعة وحيوية ونضال وقداسة ، يحب الأخرين ويعشق الطهارة والقداسة وشعب قديس يميل للتفوق والإبداع ، ولكنه مع هذه الطبقة الفاسدة لم تتح له فرصة العيش بكرامة وحرية وعزة نفس بسبب غياب الرؤية والسياسات الفاشلة للقوى السياسية اللبنانية والمسيحية تحديدا ، ولذلك شعبنا بوجه عام لا يزال شعب فقير ومغلوب على أمره ولا يزال يعاني من الفقر والحرمان ، ألم تسألوا يوما بطاركة الشرق عن هذا الوضع ، طبعا سألتموهم ولكن هل إقتنتعم بالجواب .

صاحب القداسة ، سعادة أمين السر ، أعضاء مؤسسة فرسان مالطا ، معاناة شعبنا كبيرة ومؤلمة وهي نتاج طبيعي للسياسات الفاشلة الممارسة من قبل زعامات روحية وعلمانية شعبنا بريء لا يستحق هذه الممارسات والتشريد والسرقة ، ولا يستحق التجويع أو العيش ذمي ، فهل من أمل لنا بسماع صوتنا وملاقاتنا على الطريق . إنني كفريق عمل بإنتظار جوابكم وها إن ارقامنا وبريدنا الإلكتروني وتوقيعنا بالتصرف .

                                                     الدكتور جيلبير المجبِّرْ