بكركي مستاءة.. لا أحد يسمع صرخات الراعي!


 وسط المبادرات الرئاسية الداخلية والخارجية، التي حرّكت الملف على مدى فترة، ولم تصل الى مبتغاها، خصوصاً انها أتت متشابهة، الامر الذي دفع بأحد أعضاء كتلة "الاعتدال الوطني" الى التذمّر والسؤال " لماذا إستفاق الآخرون اليوم على هذا الحراك، بعدما اطلقناه نحن وكان الانسب ومع ذلك لم يتوحدّوا عليه؟، فوضع بعضهم العصي في الدواليب لأسباب معروفة، معتبراً انّ المبادرتين اللتين صدرتا عن "اللقاء الديموقراطي" و"التيار الوطني الحر" كانتا متشابهتين لمبادرتهما، اذ أراد الطرفان ان يكون لهما دور على الساحة الرئاسية، لكن الفضل لنا اولاً واخيراً".

هذه الصورة التي تكرّرت في الايام القليلة الماضية، حملت سؤالاً من "الديار" الى مصدر كنسي للتعليق على الطروحات الرئاسية من قبل بعض أفرقاء الداخل، وخصوصاً الاخيرة منها على يد النائب جبران باسيل ولم تصل الى نتيجة، فاشار المصدر الكنسي الى انّ البطريرك الماروني بشارة الراعي، ما زال يسعى لوصول رئيس توافقي مقبول من اغلبية الاطراف السياسية، أي ان يكون قادراً على وقف النزاعات وشدّ أواصر الوحدة الداخلية، وان يكون صاحب خيارات سيادية لا يساوم عليها أمام الأقوياء ولا أمام الضعفاء لا في الداخل ولا في الخارج، وان يظل فوق الانتماءات الفئوية والحزبية، ولا رئيس تحدّ يفرضه فريقه على الآخرين، تحت عنوان التسويات والمساومات. ناقلاً إستياء البطريرك الراعي من كل ما يجري، وقال:" يبدو وكأن لا أحد يسمع صرخاته ومطالباته المستمرة، بالاسراع الى إنتخاب رئيس للجمهورية، لانّ الظروف لا تحتمل بالتزامن مع المواقف الدولية، التي تحذر يومياً من ضياع لبنان وغيابه عن الخارطة، حتى انّ البعض حذر من انهيار مؤسسات لبنان نهائياً في وقت قريب، وهذا يعني انه لم يعد لدينا ترف الوقت، فيما بعض النواب يماطلون ولا احد يعرف نياتهم الحقيقة سوى انهم يتخبّطون، من دون ان يعرفوا حقيقة اسباب ذلك التخبّط بسبب تشتتهم المستمر.


واشار المصدر الكنسي الى خوف بكركي الكبير على لبنان في هذه المرحلة بالذات، خصوصاً بعد تلقيها معلومات بأنّ الوضع لا يطمئن ابداً، وبأنّ الموقع المسيحي الاول بخطر في حال لم تتفق المراجع والاحزاب المسيحية وتوحّد كلمتها الان، وفي كل القضايا المصيرية الهامة، مشدّداً على ضرورة ان تقف كلها ومن دون إستثناء الى جانب بكركي، لا ان تكتفي بإصدار البيانات والكلام المعسول الفضفاض، لانّ كل هذا لا يفيد، خصوصاً من ناحية الاتفاق على اسم الرئيس المرتقب، وعدم ترك هذه المهمة لأفرقاء آخرين.

وتابع المصدر:" للاسف الصورة اليوم تشير الى انّ المسيحيين الى تراكم جديد في الانقسام، وهذا يعني المزيد من التشرذم في الشارع المسيحي، وتحويل السجالات السياسية مجددّاً الى اتهاماتٍ متبادلة كما تجري العادة كل فترة، وبالتالي التذكير بالحروب العبثية ونبش القبور وغيرها من المآسي، التي يحاول المسيحيون نسيانها، لكنها تعود لهم في المرصاد من خلال البعض، الذي يعمل على التذكير بها في اي مناسبة، وما يزيد الطين بلّة تلك الإشكالات وردود الفعل المرفوضة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لمناصري الاحزاب المسيحية وخصوصاً "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، على الرغم من سعي البطريرك الماروني الى تجاوز كل ويلات الماضي، والعمل على نسيانه خصوصاً في هذه الظروف التي تتطلب كلمة موّحدة بين المسيحيين، فيما المطلوب تضامنهم على الخط الرئاسي أكثر من اي وقت مضى. كما انّ المصالحة الحقيقية مطلوبة بينهما، لكن ما زالت تحكمها آثار الحرب الاليمة، على الرغم من وجود حاجة ملحة وضرورية لخروجهما من صراعات الماضي، لان لقاءهما الفعلي والحقيقي اصبح ضرورة، فيما يبقى تباعد مشروعيهما يحول دون اللقاء، ما دام لا شيء يمكن البحث به والاتفاق عليه في ظل خلاف يدور حول خيارين".