| ناديا الحلاق |
حيلة جديدة للغش التجاري قبيل عيد الأضحى في سوريا، أبطالها “الخراف”. وفي ظاهرة فريدة من نوعها اكتُشف مؤخراً أن بعض قطعان الخراف في محافظة الرقة يتم حقنها “بالبوتوكس” وصبغها لتغيير مواصفاتها الخارجية وتزوير سلالتها بهدف بيعها بأسعار مرتفعة.
وفي تفاصيل عملية الغش، يتم اختيار خروف قريب من (الحراجي) بالشكل، ثم يخضع لسلسلة من العمليات، تبدأ من غسل صوفه وصبغه بألوان الحراجي، ليتم بعدها حقنه بـ “البوتوكس” تحت جلد الأنف ليأخذ شكل أنف الحراجي وفي جهه، كما ويعمد بعض المتلاعبين بحقن إبر الفيلر بوجه الخروف أيضاً، وبذلك يكون مجملاً ومنتفخاً ومغشوشاً ومعداً للبيع بسعر مرتفع.
وبعد انتشار هذا الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي ولأن التهريب بين سوريا ولبنان “شغال” استقصى موقع “الجريدة” الموضوع، وتمكّن من الوصول إلى معلومات تفيد بأن بعض مربي المواشي استغلوا الأوضاع الأمنية واستطاعوا إدخال كمية كبيرة من هذه الخراف إلى الأراضي اللبنانية، للحصول على مردود مالي مرتفع وسريع.
وكشفت مصادر موقع “الجريدة”، أن بعض تجار المواشي قاموا بتهريب هذه الخراف من سوريا إلى لبنان خصوصاً وأن لبنان يفتقر إلى الثروة الحيوانية، وبسبب جشع وطمع المهربين، يتم غش الناس بغية الحصول على عوائد مادية مضاعفة، والمفارقة أن هذه الخراف المغشوشة نادراً ما يتم معرفتها من قبل المربين العاديين إلا بمساعدة خبراء في شكل الحراكي الأصلي.
وأكدت المصادر أن تهريب المواشي السورية إلى دول الجوار مستمرة، وعادة ما يتخلص التجار في هذه الحالات من المواشي التي تعاني من أمراض وتحتاج للأدوية وعلاج، فكي لا تكبدهم أكلافاً إضافية يقومون بتزوريها وبيعها.
ولكن ما تأثير تناول الخراف المغشوشة على صحة الإنسان؟
جراح تجميل الوجه د. رائد رطيل شرح أن “البوتوكس هو عبارة عن مادة تنتجها بكتيريا تسمى “كلوستريديوم بوتيولينوم”، حيث يعد نفس المادة التي تسبب التسمم الغذائي، وبمجرد حقن هذه المادة في جسم الخروف تبقى فيه من ثلاثة إلى أربعة أشهر، هذا بالنسبة للحقن الأصلية، أما المزورة منها فتبقى لمدة سنة تقريباً”.
ويعتقد رطيل أن “المتلاعبين يستخدمون أسوء أنواع البوتوكس المزوّر بهدف زيادة الكسب المالي، وهو أمر خطير للغاية، خصوصاً وأن الجرعة المحقونة غير معروفة ما يؤثر على صحة وسلامة الإنسان، وخصوصاً من يتناول اللحم النيء ويأكل رأس الخروف، فالبوتوكس المزور المحقون بجسم الخروف عندما يتناوله الإنسان تدخل هذه المادة السامة حية إليه وتتسبب له بالتسمم الغذائي أو الشلل أو وقف التنفس وغيرها من الأمراض”.
كما لفت إلى أن “عملية حقن البوتوكس بالخراف تتم بدون تعقيم، وفي حالات كثيرة تتسبب له بمشكلات كثيرة والتهابات وينقلها بدوره إلى جسم الإنسان بعد تناول لحمه، أما في حال طهي اللحم يؤكد رطيل أن الدراسات أثبتت أن البكتيربا تموت وبالتالي لا ضرر على الإنسان في هذه الحالة”.
أما بالنسبة للحقن الفيلير أكد أن “استخدام المواد المزورة وغير الصحية أيضاً تؤدي إلى أمراض خطيرة وأضرار، إلا أن ضررها يبقى أقل من حقن البوتوكس”.