بصفتي مغترب لبناني مقيم في فرنسا وناشط في الشأن العام ومُلتزم وطنيا ودينيا لستُ بحاجة إلى تبرير تعلقي بالشباب اللبناني ما دامتْ أوضاعهم وأوضاعنا ماثلةً للعيان ومعروفة حتى بأدّق التفاصيل ، ولكن لا بد من القول أننا في ظل الظروف التي يعيشها شباب لبنان ونحن مضطّرون إلى أكثر من مهمة لتفعيل دور شباب لبنان الواعد خصوصا في ظل الظروف الملقاة على عاتقنا نحن المغتربين الشرفاء تجاه شبابنا أم لجهة ما يُهدّدهم من أخطار داهمة لا تؤخذ بعين الإعتبار من قبل السلطات المدنية والروحية مسيحية ومسلمة .
إنّ المستوى السياسي والتجاهل الأعمى لواقع شبابنا الذي وصلنا إليه لا يُشرّفنا ويُشرّف تراثنا العملي الإبداعي وفكرنا النيِّرْ وتاريخنا الفكري النضالي ... فنحن الذين نفاخـر العالم بما صدّرنا إليه من معرفة وعلم وحرف وحضارة نرى اليوم شبابنا يستغيثون ويطلبون المساعدة لا بل يُهاجرون أرض الأجداد الأرض التي تحتضن رفات أمهاتنا وأبائنا وأهلنا . ترى ماذا ينقصنا لنتخذ التدابير المناسبة لنشخص المرض ونكتشف الخلل ونخترع الدواء ونقترح الحلول الناجعة ؟ ماذا ينقصنا إذا تمّت المصارحة بين لجان الأهل والمدارس الخاصة والرسمية والجامعات الخاصة واللبنانية ؟!!
هل يُعيقنا شيء عن القيام بهذا الواجب الوطني التربوي التاريخي إذا صدقتْ النوايا ولم تُسرق المساعدات وصلُحتْ الإرادات ؟ نرى وطننا وشبابنا ينهارون أمام أعيننا ، وما من أحد في الداخل اللبناني والعالم الإغترابي يتداعى إلى التعاون والتعاضد للتدعيم والترميم وإعادة الثقة والبناء وتزخير شبابنا شباب المستقبل . لعل أشد وأدهى ما ينبغي التصدّي له هو هذا الإنهيار الخُلُقي والتربوي والثقافي الذي بدأت معالمه تظهر تباعا وتفكك البُنية الأساسية التي عليها تقوم صروحنا التربوية أعني العلم .
التربية في قاموس " مؤسسة جيلبير المجبر " دعوة للبذل والعطاء والتفكير الجدّي الرصين إلى الإيمان بالجمهورية اللبنانية وبمستقبل شبابها الطامح ، ونكران الذات إلى رؤية الحقيقة بلا مواربة ولا تستُّرْ ، إلى الصراحة والوضوح والصدق والموضوعية في شأن تربية أجيالنا شباب المستقبل من أجل وطن يشع حضارةً وفكرا وعلما في كل أنحاء العالم .
التربية في قاموس " مؤسسة جيلبير المجبر " لها أهداف وغايات وتتمحور حول ثلاثة أسئلة جوهرية أولها : أي شباب مثقف نريد ؟ ثانيها : أي تاريخ لبناني نريد أن نكتب ؟ ثالثها :أي ثقافة يجب أن نوّجه ؟ أمل المؤسسة بشخص رئيسها وكادراتها أن يتم التصّدي لكل المشاكل وإيجاد الحلول الملائمة التي يجب أن تكون تتويجا لأعمال حلقات تربوية ترسي أسُسًا تربوية عامة تحكم سياسة وزارة التربية في المرحلة الراهنة من تاريخنا النضالي .
التربية في قاموس "مؤسسة جيلبير المجبر " هدفها التعاون بين المؤسسات الرسمية والمؤسسات الخاصة ، شعارها لا للتأميم ولا للتلزيم ولا للتشويه التاريخي . التعاون مع وزارة التربية ومؤسسات التعليم الخاص بالإستناد إلى مبدأ كان والديَّ يرددونه على مسمعي " تعزيز المدرسة الرسمية ورعاية المدراس الخاصة ليتلاقى القطاعان في خدمة الأهداف العامة " رحمها الله لبعدِ نظرها وحبهما للثفافة وللجيل الصاعد .
التربية في قاموس "مؤسسة جيلبير المجبر " هدفها الحفاظ على حقوق المواطنين بالإفادة العادلة من الموازنة العامة بتأمين التعليم لكل المواطنين على السواء . تطبيق مبدأ الضمان التربوي لتأمين حقوق الأهـل في تعليم أولادهم في المدرسة التي تتناسب وسلّم قيمهم .
التربية في قاموس "مؤسسة جيلبير المجبر " هي فعل إيمان ب لبنان القيم والإنسان ، لبنان المعرفة والعلم والإبداع والأخلاق لبنان الفكر المبدّع المُشِّعْ نورا على العالم في الوقت الذي أظهروا حكامه أنه مصدر للجهل والإجرام والإرهاب .
الدكتور جيلبير المجبِّرْ
فرنسا في 7 حزيران