أسعار دخول المسابح “حلّقت Triple” بالدولار هذا العام!

 


ندى عبد الرزاق – “الديار”


من المؤكد ان الموسم الصيفي في لبنان من أهم المواسم السياحية، التي تؤدي دورا محوريا في دعم الاقتصاد المحلي بفضل موقعه الجغرافي المتميز، وأيضا لامتلاكه شواطئ رائعة على البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة الى مناخ معتدل وطبيعة خلابة واستثنائية تجذب السياح اليه من مختلف أنحاء العالم، الى جانب الفعاليات المتنوعة والقرى السياحية والمهرجانات التي تقام في المدن الساحلية والجبلية.


لذا، بدأ يتساءل المواطنون عن تكلفة الدخول الى المنتجعات والمسابح هذا العام في ظل الأوضاع الأمنية الراهنة ، التي اثرت سلبا في قدوم السياح الى لبنان، وبالتالي تدني معدل الحجوزات. وفي هذا الإطار، اكدت مصادر في وزارة السياحة لـ “الديار” “ان نسبة الحجوزات من المغتربين اللبنانيين كبيرة، لكن الحركة من الدول الأوروبية شبه معدومة بسبب الحرب”.


أسعار الدخول متفاوتة


بالموازاة، يعتبر البحر متنفس اللبنانيين، لكن رسم الدخول الى المنتجعات الخاصة بات يقصم الظهر، ومع ذلك حققت قرى الاصطياف ما يقرب من 10 مليارات في الصيف الفائت، وهذا طبعا بشهادة واعتراف أصحاب هذه المرافق، حيث كان الموسم المنصرم مزدهرا بالدولارات، وحافلا بالزوار الأجانب والعرب والمغتربين، لذلك الامل كبير بـ “صيفية حارة” اغترابيا وماديا.


وفي جولة لـ “الديار” على المنتجعات رغم الطقس غير المستقر، يتبين ان رسوم الدخول تتراوح في بيروت بين 30 و40 دولارا، وفي الشمال بين 15 و25 دولارا، وفي الصفرا وعمشيت تتأرجح الدخولية بين 30 و45 دولارا. إشارة الى ان التعرفة تتبدل لترتفع في “الويك اند” مقارنة بأيام الأسبوع العادية وهذه عينة عن الأسعار:


– “نادي السان جورج” تتراوح التعرفة للكبار خلال الأيام العادية بين 25 و35 دولارا وللصغار بين 15 و25 دولارا.


– التعرفة للكبار في “سبورتينغ كلوب بيتش” خلال الأيام العادية 30 دولارا، وفي “الويك اند” 40، وللصغار تتراوح بين 20 و30 دولارا بحسب عمر الطفل.


– في “فير بوتيك” خلال الأيام العادية 25 دولارا و35 في “الويك اند”.



– في EDDE SAND خلال أيام الأسبوع 30 دولارا ، ويصل الرسم الى 35 في نهايته.



في موازاة ذلك، قال نديم (اب لعائلة مكونة من 4 افراد) لـ “الديار”: “من حق المواطن ارتياد المسابح والشواطئ لأنها ملك لكل مواطن لبناني، وصدقوا ان تكلفة الدخول الى مسبح مستواه اقل من العادي تبلغ حوالى 100 دولار من دون اكل وشرب، حتى ان أسعار المياه والطعام مرتفعة جدا”.


السياحة تنعش الاقتصاد


الى جانب ذلك، صحيح ان الأسعار تضاعفت، لكن لا يمكن انكار ان السياحة تقوي عصب المجالات الحيوية، لان تدفق السياح يساهم في تحريك عجلة الاقتصاد من خلال إنفاقهم في مختلف القطاعات، مثل الفنادق والمطاعم والمتاجر. لذلك تشكل السياحة نسبة مهمة من الناتج المحلي الإجمالي للبنان.


وفي هذا المجال، قال صاحب منتجع بحري لـ “الديار”: ان “الأسعار ليست مرتفعة إذا كان المسبح مصنفا 5 نجوم، وذلك للخدمات التي يقدمها الى جانب موقعه ونوعية الطعام والنظافة”. واعتبر ان “السياحة الصيفية تهيئ سوق العمل من خلال توفير وظائف موسمية في الفنادق والمطاعم والمنتجعات السياحية، وتساهم في تقليل نسبة البطالة ولو بشكل مؤقت. وعلى الرغم من الأوضاع الأمنية في المناطق الحدودية الجنوبية، فان الاقبال حتى الساعة مرضي، ولا سيما ان نسبة الحجوزات في منتجعي وصلت الى حوالى 35% ، مع العلم ان الموسم الصيفي لم ينطلق بشكل رسمي بعد لان المياه لا تزال باردة”.


اضاف :”تعتبر المطاعم والمقاهي حالياً جزءا أساسيا من الجولات السياحية، اذ تقدم الأطباق اللبنانية التقليدية التي تعد عاملا مهما لجذب الأجانب لتجربة المأكولات المحلية، مما يساهم في زيادة الإيرادات. وتوفر المنتجعات السياحية الإقامة لهؤلاء وتقديم خدمات فريدة مثل النوادي الصحية، وهذه المؤسسات تعمل على تعزيز صورة لبنان كوجهة سياحية مميزة، لذلك انا أتمنى ان تكون الحركة جيدة”.


الأسعار نار!


واوضح “ان الوصول إلى المنتجعات الخاصة أصبح أمرا مكلفا جدا، لأننا نهتم بزائرينا بطريقة لا تنسى، من خلال توفير الخدمات الفاخرة التي تناسب الجميع، وتشمل وسائل الترفيه الطعام والشراب بما في ذلك الطاقة والنظافة، لان الشواطئ العامة غير صالحة للاستخدام بسبب التلوث”. واشار الى ان “مواجهة تحدي ارتفاع الأسعار ليس سهلا، لان كلفة التجهيزات باتت مرتفعة جدا على المؤسسات السياحية نفسها”.


وأضاف: “يُعرف الشعب اللبناني بحبه للحياة والفرح بسبب مجموعة من العوامل الثقافية والاجتماعية والتاريخية التي تشكل هويته الفريدة، وهذا الولع ينعكس بشكل إيجابي على استمرارية الحياة. فلبنان موطن لتنوع ثقافي وديني كبير، حيث تَتعايش مختلف الطوائف والمذاهب الدينية جنبا إلى جنب، وهذا الاختلاف يرسّخ الروح الاحتفالية والتسامح بين الناس”. وأشار الى “ان التحديات التي قابلها البلد على مر العصور، بما في ذلك الحروب والصراعات التي لا تزال قائمة، جعلت اهله أكثر تصميما على الاستمتاع بالحياة وتقدير اللحظات الجميلة”.


الفرح يحارب الاكتئاب


من جانبها، اكدت الاختصاصية النفسية غنوة يونس لـ “الديار” ان “حب الشعب اللبناني للحياة والفرح ليس مجرد صفة عابرة، وهذا الاستبشار جزء أساسي من هويتهم الثقافية، وينعكس بشكل إيجابي على صحتهم النفسية والجسدية، وينمي الاقتصاد المحلي، ويبني التماسك الاجتماعي، ويجذب السياحة، ويشجع على الإبداع، وتساهم هذه الجوانب في ديمومة الانسان وتحسين جودة المعيشة في البلد”.


وأكدت “ان التفاؤل وحب الحياة يساهمان في تحسين المعنويات لا سيما في الوقت الراهن، لان جميع اللبنانيين عاشوا في الآونة الأخيرة ظروفا نقدية ومعيشية وحياتية صعبة، لذلك عليهم الترفّه قدر المستطاع لان التنعّم يجعلهم أقل عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة، وبالتالي التمتع بجودة حياة عالية”.



واعتبرت “ان تعزيز الاقتصاد المحلي يساهم في تقليل الضغوطات الحياتية، وهذا يحافظ على استقرار الصحة النفسية للأشخاص ما دامت أوضاعهم المالية بخير. لذلك تقوي اللقاءات الاجتماعية والاحتفالات في الأماكن السياحية المفتوحة، الروابط بين الأفراد وتبني مجتمعا متماسكا خاليا من الامراض والعقد، ويساعد هذا التلاحم في تخفيض نسبة الانتحار وتجاوز الأزمات والتحديات بشكل أفضل”.