لترسيخ الوجود العسكري... خطوة إسرائيلية في ممر نتساريم

   

تسيطر القوات الإسرائيلية على ممر نتساريم والذي يقسم قطاع غزة إلى قسمين، وتعمل على توسيع وجودها فيه، بهدف فرض واقع جديد في القطاع بعد الحرب.

وفق تقرير لصحيفة واشنطن بوست فإن الجيش الإسرائيلي يستولي على المباني المدنية حول الممر ويدمر المنازل وفق إستراتيجية يؤكد خبراء عسكريون ومحللون أنها جزء من مشروع واسع النطاق لترسيخ الوجود العسكري فيه.

ممر نتساريم هو طريق يمتد من الحدود الإسرائيلية في الجنوب إلى البحر الأبيض المتوسط، وقد جعلت حماس من الانسحاب الإسرائيلي من المنطقة مطلباً مركزياً في مفاوضات وقف إطلاق النار.

ورغم استمرار المحادثات على مدى الشهرين الماضيين بين إسرائيل وحركة حماس، ظلت القوات الإسرائيلية تحفر مواقعها، وقد تم إنشاء ثلاث قواعد عمليات أمامية في الممر منذ شهر آذار، حسبما أظهرت صور الأقمار الصناعية مما يوفر أدلة حول خطط إسرائيل.

وفي البحر، يلتقي الطريق بنقطة تفريغ جديدة تبلغ مساحتها سبعة أفدنة لرصيف عائم، وهو مشروع أميركي لجلب المزيد من المساعدات إلى غزة.

وتصر إسرائيل على أنها لا تنوي إعادة احتلال غزة بشكل دائم، لكن بناء الطرق والمواقع الأمامية والمناطق العازلة في الأشهر الأخيرة يشير إلى دور متزايد للجيش الإسرائيلي كرؤى بديلة لغزة ما بعد الحرب.

الرئيس الإسرائيلي بينيامين نتنياهو لم يصدر سوى تصريحات قليلة عن غزة ما بعد الحرب إلا أنه لطالما تعهد بالاحتفاظ بالسيطرة الأمنية على قطاع غزة.

وقال نتنياهو في وقت سابق من هذا الأسبوع إنه بالإضافة إلى شن غارات مستقبلية من الخارج، قد تحتاج القوات الإسرائيلية إلى التواجد داخل غزة لضمان تجريد حماس من السلاح.

وبالإضافة إلى التأثير في المفاوضات، فإن السيطرة على الممر تمنح الجيش الإسرائيلي مرونة، مما يسمح للقوات بالانتشار بسرعة في جميع أنحاء القطاع.

كما أنها تسمح للجيش الإسرائيلي بالسيطرة على تدفق المساعدات وحركة النازحين الفلسطينيين، وهو ما تقول إنه ضروري لمنع مقاتلي حماس من إعادة تجميع صفوفهم.

وقد تم تدمير ما لا يقل عن 750 مبنى فيما يبدو أنه جهد منهجي لإنشاء "منطقة عازلة" تمتد لمسافة 500 ياردة على الأقل على جانبي الطريق، وفقا لتحليل أجراه عدي بن نون من الجامعة العبرية، وبيانات جغرافية.

خبراء عسكريون يرون أن هذه الخطوة جزء من عملية إعادة تشكيل واسعة النطاق وطويلة الأمد لجغرافية غزة، تذكرنا بالخطط الإسرائيلية السابقة لتقسيم غزة إلى كانتونات يسهل السيطرة عليها.

وقال أمير عفيفي، العميد الاحتياطي والنائب السابق لقائد فرقة غزة التابعة للقوات الإسرائيلية: "ما نحتاجه هو حرية العمل الكاملة للقوات الإسرائيلية في كل مكان في غزة".

ويرى العقيد جوناثان كونريكوس زميل مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات والمتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي أن "التضاريس هي الأكثر ملاءمة في ممر نتساريم وهي تناسب الأغراض العسكرية."

ويقول الجيش الإسرائيلي إن الطريق يسهل على المركبات العسكرية السفر من أحد جانبي القطاع إلى الجانب الآخر في سبع دقائق فقط، مما يتيح للجنود الوصول بسرعة ودون عوائق إلى شمال ووسط غزة.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي، إنه تم استخدامه كقاعدة عمليات لهجمات الجيش الأخيرة في الزيتون، شمال غزة.

ويقسم الممر الطريقين الرئيسيين الوحيدين في غزة طريق صلاح الدين، في وسط المنطقة، وطريق الرشيد على طول الساحل.

وقال مايكل هورويتز، رئيس الاستخبارات في شركة لو بيك إنترناشيونال، إن حقيقة أن الرصيف يقع في نهاية الممر الذي يسيطر عليه الجيش الإسرائيلي "يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يريد السيطرة على تدفق المساعدات".

ويقول محللون عسكريون إن فترة طويلة من الاحتلال العسكري تبدو مرجحة بشكل متزايد، في ظل غياب خطط أخرى للحكم في غزة ما بعد الحرب.