لا يمكن الإتكال عليها... إنتقاد "لاذع" للجامعة العربية!



لم يكن أي من اللبنانيين ينتظر شيئاً هاماً من بيان القمة العربية الذي لم يرقَ إلى مستوى مقاربة أوضاع غزة من جانب إنساني في التصدي للهجمة الدولية بحق القطاع الذي يتعرض منذ ثمانية أشهر لأبشع أنواع المجازر التي عرفها التاريخ البشري، فكيف يُعوَّل على أن تقوم القمة بتقديم طروحات تساعد لبنان للخروج من أزماته؟

ومن هذا المنطلق, يرى الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد في حديث إلى "ليبانون ديبايت", أن القمة العربية كانت نوعاً من رفع العتب، مشكّكاً بقدرة الدول العربية على تنفيذ الكلام الصادر عنها، فمن المؤسف أن الجامعة العربية تكون مجرّد مشاهد أو شاهد بدون أن تقوم بمساعي جدية لخدمة الدول العربية التي تعاني من أزمات كثيرة.

أما من حيث البيان الصادر عن القمة فيصفه بالبيان التقليدي فمن الطبيعي أن تطالب القمة بانتخاب رئيس جمهورية في لبنان لكن ماذا ستفعل هذه الدول لخلق جو أو مسعى حتى يكون هناك بيئة مؤاتية في هذا المجال، لذلك لا يمكن للبنان الإتكال على هذه الدول.

حتى أن هذه الدول لم تقدم أي حل للبنان لحل أزمة النازحين فليس هناك حتى من رأي بهذا الاطار.

ويذكر بأن لبنان يعاني منذ فترة طويلة من أزمة اقتصادية حادة فلماذا لا تقوم الدول العربية باستحداث ما يسمى مساعدة عاجلة إلى الدول العربية الأخرى التي تعاني من تحديات وتحتاج إلى مساعدة عاجلة، بشكل يكون هناك موقف من الجامعة تجاه لبنان أو غيره من الدول العربية المتعثرة.

ويؤكد أن الجامعة العربية لم يعد لديها القوة أو التماسك ليكون لها دور فاعل للمساعدة في حل الأزمات.

وبما يخصّ لبنان فإن الكلام التقليدي الصادر عن القمة بخصوص إنتخاب رئيس غاب عنها أن هذه الدول التي تملك ثروات طائلة وتقوم باستثمارات في كثير من الدول الإفريقية والآسيوية، لم تقدم أي خطة لإستنهاض لبنان اقتصادياً.

حتى في الموضوع السياسي أو الأمني في ظل مواجهة لبنان لإسرائيل أو ما عانته من عبء النزوح، فلم تقدم هذه الجامعة أي طرح لمساعدته حتى يتجاوز هذه الصعوبات التي يمر بها.

وعلى قاعدة "اسمع كلامك يعجبني أشوف أفعالك استعجب" حيث أسمعت القمة لبنان كلاماً جميلاً إنما من ناحية الفعل فلم تساهم القمة بأي دور فعّال لمساعدة لبنان اقتصادياً وسياسياً .

ويذكر بأن لبنان كان من الدول المؤسسة للجامعة العربية فكان ينتظر منها في حال تعثّره أن تقف إلى جانبه بالحد الأدنى في الموضوع الإقتصادي أو في معالجة أزمة النازحين.