تيّارٌ خطر ومأساة… ثلاثة شبّان انضمّوا إلى لائحة الضحايا




حتى البحر لم يرأف بنا... ومأساة جبيل شاهدة على واحدة من أبشع فصول الحياة. عددٌ من الشبان ابتلعتهم المياه، واحدٌ قضى في المستشفى بعد انتشاله، وواحد لا يزال مفقودا بعدما عثر الثلاثاء على صديقه جثة على شاطئ عمشيت. فما الذي حدث يوم الاحد الفائت؟ وهل بحرُ أيار قابلٌ للسباحة؟


يشدد المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار على ان تعاميم عدّة تم إصدارها تحذر من مغبة السباحة في هذه الفترة بسبب التيارات الموجودة في البحر، "فالتبدّل المستمرّ في حالة الطقس خلق تيارات خطرة في البحر بإمكانها خلال ثوان أن تسحب الشخص إلى أسفل وبالتالي من المهمّ عدم الاستعجال والانتظار حتى يستقرّ الطقس تماما فيصبح البحر مناسبا للسباحة".


ويشير خطار في حديث لموقع mtv الالكتروني إلى ان أسوأ ما يحصل في هذه الحالة هو أن الشخص الذي يغرق يصرخ مستغيثا فيستجيب أصدقاؤه ومن حوله "وبنطّوه وراه" من دون أن تكون معهم العدّة اللازمة للإنقاذ، فيسحبهم التيار هم أيضا، وهذا ما حصل يوم الاحد في جبيل، حيث هبّ الأصدقاء لمساعدة شابين كانان يغرقان فجرفتهم المياه معهم، ووقعت الكارثة.


ودعا خطّار إلى عدم التسرع والمخاطرة في هذه الحالات، إنما مناداة المنقذ أو الـmaitre nageur على الشاطئ أو الاستعانة بالعدّة اللازمة للإنقاذ، والاتصال سريعا بالدفاع المدني على الرقم 125.


سنويا يغرق العشرات في بحر لبنان، وذلك لا يحصل في الربيع والصيف فقط لإنما في مختلف الفصول لأن كثرا يتحمسون للسباحة حتى في الشتاء متجاهلين الاخطار التي قد تكون مُحدقة بحياتهم، والعام الماضي بلغ عدد الضحايا 13.


شاطئ الرمل في جبيل قد يكون من الشواطئ القليلة المجانية المتبقّية والذي بات قبلة للكثيرين خصوصا من أهالي المنطقة، غير أن ذلك لا يعني تركه من دون رقابة ومن دون مُنقذين، أو أقلّه اتباع إرشادات السلامة كما يحصل في مختلف دول العالم من خلال الراية الحمراء التي تعني عند رفعها على الشواطئ ان هناك خطورة عالية، وأن حالة البحر لا تسمح بالسباحة ومن المفضّل الابتعاد عن المياه حتى ولو كنت تجيد السباحة.