أبرز ما تناولته الصحف اليوم
كتبت النهار
اصدرت اللجنة الخماسية التي تضم سفراء مصر وقطر والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وفرنسا بيانا سعت فيه الى اخراج نتيجة عملانية محددة من اجتماعاتها ولقاءاتها مع الكتل السياسية لا ان تبقى تدور في فلك الجوجلة والتقاء الافكار . ليس متوقعا اقله وفق مصادر سياسية متعددة تفاعلا ايجابيا يترجم خريطة الطريق او الية العمل التي استنتجتها بحكم مشاوراتها زخما فعليا. وضعت اللجنة الكرة في ملعب القوى السياسية التي عليها القيام بواجباتها في ما يتعلق بالتشاور والذهاب الى انتخاب رئيس . لكن التقويم للبيان ينطلق من ان الخماسية رغبت في اظهار عدم استسلامها لمعادلة ربط الرئاسة بحرب غزة اقله في حديثها عن المواعيد المفترضة ان ينجز فيها انتخاب رئيس جديد ، لعدم علاقة موضوع الرئاسة بهذه الحرب ، ولكن في ظل تساؤلات وشكوك على قدرتها على تنفيذ ذلك او هي تحضر لذلك كما هي حال الافكار الاميركية او الورقة الفرنسية للتهدئة في الجنوب . اذ يدرك اعضاؤها ، وفق هذه المصادر ، الاشكالية المتمثلة باستمرار عقد الاجتماعات من دون تقدم يذكر ، كما يدركون تراجع الاقتناع او الثقة بان اللجنة عازمة او راغبة او حتى قادرة على التقدم باي جديد ، في حين ان الاكتفاء بالكلام على المواصفات وما الى ذلك يوحي بان الامور لا تزال في المربع الاول ولم تتقدم اطلاقا . والبيان لا يغير هذا الاقتناع ، اقله وفق قوى سياسية عدة ، ولكنه يحاول ان ينقل الامور الى مرحلة اخرى من خلال تحديد المراحل التي يجب اعتمادها للوصول الى نتيجة ما ينقص اللجنة هو الفعل الذي لا تقوم به فيما يعتقد ان كلا من الدول المشاركة ، وبعضها اكثر من سواها ، تملك القدرة الكافية على الفعل والتأثير ، وهو ما لا تفعله ، ما يرحل الانتخابات الرئاسية وتأليف حكومة جديدة وتاليا استكمال مؤسسات الدولة الى امد غير معروف تتفاوت التقديرات حول المدى الذي سيكون عليه واذا كان الى ما بعد الانتخابات الاميركية في تشرين الثاني المقبل على الاقل ، او الى ما بعد انتهاء ولاية المجلس النيابي الحالي والذي يعتقد انه سيعمل على التمديد له لولاية جديدة بحيث يستغرق تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية طوال ولاية هذا المجلس . هذه حتى الان مجرد تكهنات تثار في المجالس الخاصة ، ولكنه مؤشر على ان لا شيء ايجابيا يظهر في الافق حتى لو ان اللجنة الخماسية تحدثت عن انتخاب رئيس في المدى المنظور . فبعد الاجتماع الاول للجنة الخماسية في باريس في مطلع العام 2023 كان التشديد قويا على منع استمرار تعطيل الرئاسة على نحو يستنسخ التعطيل لعامين ونصف بين 2014 و2016 وعلى قاعدة عدم التساهل ازاء هدر للوقت لا يتحمله لبنان ليس لسنة او سنتين بل حتى لا يستطيع تحمل تكاليف عدة اشهر . كان ثمة تفهم أن الأمر قد يستغرق وقتًا معينًا من انجاز الائتلافات داخل البرلمان للاجتماع معًا والعثور على مرشح توافقي يمكنهم جميعًا دعمه. ولا يمكن القول ان اللجنة الخماسية قصدت انذاك بان الامر يمكن ان يكون سهلا وفق المعلومات التي توافرت انذاك ، ولكن التوقعات التي كانت منتظرة انه في وقت الأزمة الحادة التي يواجهها لبنان، فإن من هم في مواقع النفوذ قد يعملون على تنحية المصالح الحزبية أو المصالح الطائفية جانباً والتكاتف حقاً ووضع مصالح الوطن في الدرجة الاولى . هذا لم يحصل .( هل يشكل ذلك مفاجاة للخماسية لا سيما بعد انفجار المرفأ وتداعياته وبعد الانهيار الاقتصادي ؟) ولم تعتبر اللجنة الخماسية مهمتها حتى الان التدخل في اسماء المرشحين بعد الفشل الفرنسي في دعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه تحوطا من الاتهام بالتدخل في الشؤون الداخلية في حين ان دعم مرشحين من دول كالمملكة العربية السعودية او الولايات المتحدة الاميركية او ربما الدول الاخرى ، ولو بنسبة اقل قد يكون بمثابة قبلة الموت لهؤلاء. ولكن هذا لا يمنع ان جوجلة بعض الاسماء مع الكتل النيابية ادت الى سقوط اسماء بعض المرشحين الذين اقترح البعض اسماؤهم في اوقات سابقة شهدت بعض الزخم الرئاسي، تماما على غرار الاقتناع بان لا احتمال لانتخاب الوزير السابق سليمان فرنجيه ليس لسبب شخصي بمقدار ما يكمن في الجهات التي تولت ترشيحه في الواقع والتي تشي بمعادلة اقليمية يصعب قبول تسليم لبنان لها.
بضعة امور يرصدها البعض : الدلالة من صدور بيان حازم من اجتماع في السفارة الاميركية على انخراط اميركي لا يعتقد كثر انه موجود . ان تعتبر قوى سياسية ان بيان اللجنة الخماسية اقرب الى وجهة النظر او المقاربة التي يتبناها في موضوع الانتخابات الرئاسية ، ما يمكن ان يعد وصفة مسبقة للرفض من الخصوم السياسيين الاخرين . ثم ان عودة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الذي يبقى عاملا على الملف الرئاسي هي المؤشر لتحرك ما تماما على غرار ما بات يعتبر كثر ان عودة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت ربطا بموضوع التهدئة في الجنوب تبقى رهنا بانجاز وقف النار في غزة باعتبار ان " حزب الله" يصر ويؤكد على الربط بين الحرب في غزة والحرب في الجنوب كعنوان للربط الاقليمي الذي يشكل ابرز عناصره . والملفان باتا مرتبطين بحيث ان مهمة لودريان باتت ايضا لصيقة بالورقة الفرنسية للتهدئة في الجنوب والتي اعدت باطلاع او تنسيق من الولايات المتحدة كذلك .