توضيح للإشكال الذي حصل بالأمس بين عنصر من الجيش وضابط في قوى الأمن اللبناني




اخذ الاشكال الذي حصل يوم أمس بين بين ضابط في قوى الأمن الداخلي ورتيب في الجيش اللبناني في منطقة كاليري سمعان، وذلك بعد حجز دراجة نارية للرتيب على حاجز أمني، اهتماماً واسعاً وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أبدى النشطاء تضامنهم مع الرتيب وهاجموا الضابط، مطالبين بمعاقبته.


وانتشرت الأخبار عن اعتداء الضابط على عنصر الجيش وتوقيفه من قبل الشرطة العسكرية، لكن تبين لاحقًا عدم صحتها، ونظراً للغضب والاهتمام الكبيرين، تم الاستقصاء لمعرفة حقيقة ما جرى..


 


تواصلنا مع مصادر أمنية موثوقة مطلعة على تفاصيل الإشكال، وأفادت أن الضابط المعني في قوى الأمن هو الرائد عزت شقير، نجل العميد حسن شقير نائب مدير عام جهاز أمن الدولة، وأكدت المصادر على مهنية وكفاءة وانضباط الرائد، مشيرةً إلى أنه ضابط محبوب من رؤسائه ومرؤوسيه، ولم يسجل في ملفه أي تدبير مسلكي منذ انضمامه لقوى الأمن.


 


‏ أفادت المصادر أن الاحتكاك الذي حصل على نقطة التفتيش ليس جديداً، إذ أن مثل هذه الحوادث تحدث أحياناً بين الأجهزة اللبنانية وتتم معالجتها بسرعة بين قيادات الأجهزة، لكن الفارق في هذا الإشكال هو وقوعه في وضح النهار أمام المارة الذين صوروا ونشروا الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى انتشاره بسرعة كبيرة ما جعل بعض الأشخاص باستغلال الوضع لإشعال الغرائز والترويج لفكرة المنافسة بين الجيش وقوى الأمن، مستفيدين من ميل اللبنانيين لدعم الجيش.


وأكدت المصادر أن الرائد شقير لا يحمل أي حساسية تجاه الجيش، حيث أن والده العميد الركن حسن شقير خدم في الجيش اللبناني لمدة 25 عاماً في مواقع قيادية وإدارية حساسة، وبالتالي من غير الممكن أن يكون تصرف بدافع شخصي أو بسبب حساسية تجاه المؤسسة العسكرية.


 


وأوضحت المصادر أن الرتيب في الجيش اللبناني لم يكن يقود دراجة مسجلة باسمه، بل باسم مالك آخر، مما استدعى حجزها، مضيفةً أن تصرف الرتيب كان غير لائق ومستفز لعناصر دورية قوى الأمن الداخلي على الحاجز، حيث صعد على حمالة الدراجات رغم محاولات العناصر منعه، كما يظهر في الفيديو، ثم استفز العناصر، بمن فيهم ضابط عون، قبل أن يقفز بسرعة ويتوجه إلى الضابط القائد بطريقة غير محترمة للأخلاقيات العسكرية، مما دفعه إلى إبعاد الرتيب عنه دفاعاً عن نفسه وعن هيبته أمام عناصره.


 


وأشارت المصادر إلى أنه كان يجب على الرتيب أن يكون منضبطاً ويحترم السلوكيات والأعراف العسكرية، حيث كان عليه التقدم بالشكل القانوني من الضابط، وإلقاء التحية العسكرية، ثم التعريف عن نفسه بالاسم والرتبة، وطلب الإذن بالكلام، مع الحفاظ على مسافة قانونية بينه وبين الضابط، منوهةً الى أن الانضباط والتراتبية العسكرية أمران لا يمكن التساهل فيهما، مما يبرز القول المأثور في الجيش "الانضباط هو عصب الجيوش".


‏وختمت المصادر بالإشارة إلى أن الرائد تعرض لحكم إعدام معنوي على وسائل التواصل الاجتماعي، منوهةً الى أن في نهاية الفيديو يظهر ضابطاً من قوى الأمن يحاول تهدئة الرتيب في الجيش قائلاً: "يا وطن، وقاف ع جنب هلّق منيسّرلك أمورك"، مما يدل على حسن نية الضابط رغم كل ما حدث.