فرنسا مصرة على موقفها … هل يَسحب فرنجيّة ترشيحه؟

 




تصرّ فرنسا على موقفها من الأزمة الرئاسية اللبنانية، وتسعى ادارة الرئيس ايمانويل ماكرون على لعب دور الوسيط بين ايران وحزب الله من جهة، والولايات المتحدة والسعودية من جهة أخرى لتمرير هذا الاستحقاق في الوقت الدولي الضائع.

وتشير أوساط مقربة من الاليزيه لـ “ليبانون فايلز” الى أن زيارة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى فرنسا تأتي في سياق البحث عن مخارج للأزمة وجسّ نبض الزعيم الزغرتاوي وخلفه الحزب في حال تم طرح بدائل يمكن من خلالها تحريك الملف الرئاسي على قاعدة المخرج الثالث، مشيرة الى أن عددا من رجال الاعمال اللبنانيين الفرنسيين يواكبون فرنجية في لقاءاته وهم عملوا على تحضير الزيارة قبل اسابيع لتكون مثمرة ومنتجة في ظلّ تمسك كل طرف بموقفه.


وتنطلق المقاربة الفرنسية هذه المرة من اغراء رئيس “المردة” بالعروضات مقابل سحب ترشيحه. وتعوّل باريس على حكمة الرجل ووطنيّته لتقديم مثل هذا التنازل الذي أجبر عليه في العام 2016، ويبدو أنه سيعيد التجربة في الاستحقاق الرئاسي اليوم. ويضغط ايضا اصدقاء فرنجية من رجال اعمال وسياسيين على سحب تنازلات مقابلة لصالح الرجل لأنه قدم الكثير من أجل تمرير الاستحقاقات الرئاسية والحكومية، وهو اليوم مدعوماً من الثنائي الشيعي قادر على فرض شروطه المرتبطة بحصّته في اي تركيبة سياسية مستقبلية.




ورغم التكتّم الشديد الذي أحاط سابقاً بزيارات رئيس “المردة” الى فرنسا، غير أن بعض التسريبات تؤكد أن لقاءاته في الاليزيه هذه المرة ستكون مغايرة لسابقاتها من حيث جدول الاعمال واللقاءات، اضافة الى مضمون الرسائل التي سيحملها معه الى الداخل وتحديدا الى الثنائي حزب الله حركة أمل، في ضوء تطورات الجبهة العسكرية جنوبا. وفي السياق تشير مصادر مطلعة بدورها على أجواء الاليزيه الى أن التواصل بين باريس وطهران لم ينقطع، وقد لمست فرنسا بعض الليونة في الملف الرئاسي من قبل ايران ولكن ذلك برأيها غير كاف لأنه يحتاج الى مزيد من التواصل بين العواصم المعنية بالملف الرئاسي اللبناني وأبرزها الرياض وواشنطن.

هذا الامر يمكن أن يترجم بعد عطلة الاعياد عبر مسارين: الاول وهو لقاءات “الخماسية” مع المسؤولين اللبنانيين والتي على ضوئها يحدد اتجاه المسار الثاني المرتبط بمبادرة “الاعتدال الوطني”، حيث أخذت على ما يبدو جرعة دعم من قبل الرئيس نبيه بري الذي وعد بدعمها قولا وفعلا، مطالبا الاطراف الاخرى المعارضة الى تلقف هذه المبادرة التي كسرت من شروط الجميع وعملت على تدوير الزوايا.

وفي حال نجاح المسارَين عندها يمكن القول ان الضغط الدولي بدأ على الارض، وأن الامور تتّجه نحو الخيار الثالث رئاسياً بعد سحب فرنجية لترشيحه ليكون المخرج المتّفق عليه مسبقاً والذي يفتح ثغرة جديّة في الجدار الرئاسي.