أبرز ما تناولته الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء ٣٠/٠٤/٢٠٢٤

 

كتبت النهار


عن سؤال ماذا تريد إيران أجاب موظف أميركي كبير سابق في وزارة الخارجية الأميركية انتقل منذ سنوات كثيرة الى العمل في أكثر من مركز بحثي عريق وانخرط من الموقعين المذكورين بكليته في عملية السلام التي قادتها بلاده قبل أكثر من عقدين بين إسرائيل والفلسطينيين، قال: "إيران تريد دوراً لها في المنطقة الى جانب إسرائيل وتركيا. ولا أحد من هؤلاء يريد أيّ دور مهمّ للعرب فيها. دافع إسرائيل الى هذا الموقف الديموغرافيا العربية الكبيرة التي قاربت الـ400 مليون نسمة أو أكثر والانتماء العربي لشعب فلسطين المطرود من أرضه والذي يسعى الى العودة إليها أو الى بعضها بمساعدة أشقائه العرب. وتركيا تريد استعادة الدور الإقليمي من السنّة العرب، وهو دور مارسته نحو 500 سنة وانتهى بهزيمة سلطنتها العثمانية في الحرب العالمية الأولى في القرن الماضي. ربما تفضّل إسرائيل هذا الثلاثي رغم أن إيران دولة عدوّة لها ودولة إقليمية كبرى عندها موارد اقتصادية مهمة وشعبها يتجاوز عدده الـ80 مليون نسمة. لا بل تفضّله رغم أن لديها الى الموارد المهمة والمتنوّعة المادة اللازمة لصنع ما بين ثلاث وتسع قنابل نووية. يتساءل البعض كيف تقبل إسرائيل إيران النووية هذه؟". علّقت: إن الـ400 مليون عربي سنّي لن ينسوا فلسطين بمعظمهم. لذلك يجري إشغالهم دائماً بترتيب أوضاعهم الداخلية. أما إيران فإنها تريد دوراً لها كأمة فارسية في الشرق الأوسط وخصوصاً في منطقة الخليج العربي، وتبنّيها قضيّة فلسطين يساعدها في تحقيق هدفها. أميركا كان لها ميل دائماً لاستعادة إيران وإن إسلامية. هي حاجةٌ لها وحاجزٌ بين السنّة العرب بعددهم الكبير والسنّة غير العرب وأبرز دولهم باكستان وأفغانستان. هذا الحاجز يحمي إسرائيل ويحمي إيران أيضاً ودورها الإقليمي كما يحمي المصالح الغربية في الشرق الأوسط العربي المهم استراتيجياً لأميركا وللعالم الغربي الذي تتزعمه عموماً. فضلاً عن أن إيران تعرف أن دورها ممكن بالتعاون مع العرب أو بعضهم وخصوصاً إذا تبنّت قضية فلسطين. أما دورها مع الدول السنّية غير العربية المجاورة لها فسيكون محفوفاً دائماً بصعوبات كثيرة. لا شك في أن موقف إيران الإيجابي من روسيا في حرب أوكرانيا استفزّ إسرائيل ونفّرها وخصوصاً رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، واستفزّ في الوقت نفسه أميركا وأوروبا. لكن العرب قاموا بأمر مشابه الى حدّ ما عندما اقتربت المملكة العربية السعودية والإمارات وغيرهما من روسيا والصين الشعبية. الأولى تحاربها أميركا والغرب والثانية تواجهها أميركا سلماً حتى الآن على الأقل لأن الهدف هو احتواؤها أو دفعها الى نوع من الشراكة يوم تنتهي الصراعات والحروب الكبيرة الدائرة ويعود الاستقرار النسبي طبعاً الى العالم. إسرائيل انفتحت على العرب مثل المغرب والسودان والبحرين والإمارات وهي في طريقها الى الانفتاح على السعودية وذلك كله بمساعدة أميركا. تدرس السعودية مع أميركا اتفاقاً تحميها الثانية بموجبه عسكرياً بجعلها في مرتبة العضو الحليف لها في حلف الأطلسي ولكن من دون الانضمام إليه. وتسهّل لها بموجبه العمل المباشر بالطاقة النووية السلمية أي تخصيب الأورانيوم ولكن للاستعمال السلمي فقط.


وتعطيها بموجب الاتفاق الذي يُدرس حالياً أولوية الحصول على سلاحها". علّقت: إن كان ذلك صحيحاً فعلياً فلماذا يُعتبر العرب دائماً مشكلة من أميركا وحليفتها إسرائيل تجب مواجهتها باستمرار؟ الجواب هو على الأرجح لأن مشاعر شعوب هذه الدول لا تتوافق وأحياناً تتناقض مع مشاعر أنظمتها وحكّامها حيال قضايا عدة عربية أهمّها على الإطلاق فلسطين بعد تهجير سكّانها والاستيلاء على أرضهم، وفي الوقت نفسه لأن القوة والانفتاح من دول عربية على الغرب وتحديداً أميركا لا يواكبه اهتمام بأوضاع الداخلي العربي والمساواة وحقوق المواطنين وحقوق الإنسان. لذلك على أميركا أن تمسك المنطقة بيد من حديد كي لا تفلت منها. أخطأت أميركا عندما أوحت وإن على نحو غير مباشر للخليج عموماً وللدولة الأكبر فيه السعودية أنها ستترك المنطقة استعداداً لمواجهة الصين وتمددها. الخوف الخليجي منذ 1979 أي بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وحتى الآن هو من إيران وليس من إسرائيل. ما رأيك في الحرب التي أعلنها "حزب الله" على إسرائيل وبدأها مباشرة بعد 24 ساعة من عملية "طوفان الأقصى" التي نفّذتها "حماس" في الغلاف الجنوبي لإسرائيل؟ سألت. أجاب الموظف الكبير السابق والباحث الحالي نفسه والمنخرط مباشرة في عملية السلام الشرق الأوسطية خلال نيّف وعقدين من الزمن: "بإشهاره الحرب على إسرائيل في 8 أكتوبر الماضي أظهر "الحزب" أن لا دولة في لبنان، إذ أعلن وفاتها وأظهر أن ما كان يقوله عن أن "الشعب والجيش والمقاومة" في لبنان، وهو شعار رفعه من زمان وهو الذي يقرّر في القضايا الكبرى ومنها إسرائيل كان مجرّد كلام. علماً بأن الدولة صارت فاشلة والأسباب كثيرة بعضها داخلي وبعضها خارجي. من هذه الأسباب عدم قيام الجيش بعملية عسكرية وطنية داخلاً أو ضد إسرائيل بسبب طوائفية لبنان ومذهبياته. شعب لبنان منقسم وليس فيه مواطنون لبنانيون".

ما هي في رأيك أسباب هذا العجز والانقسام؟ سأل.