في جلسة بيروتية نقاشية عن أحوال بيروت ودور أبناؤها المعطّل بفعل منهم ومن المتآمرين عليهم عن قصد أو غير قصد، تناولت الجلسة بلدية بيروت ودورها سابقاً وحالياً ونتائج حصر الأعمال التنفيذية بالمحافظ والتقريرية بالمجلس البلدي، وقد ترك بحثها لجلسة لاحقة واقتصر البحث على بعض الإهمال في منطقة محددة هي كورنيش المنارة، والتي يمكن وبالتأكيد أن تشاركها مناطق أخرى على مستوى كل بيروت، ومن هذا الإهمال نحيلكم الى الوقائع التالية:
• فقدان المراحيض العامة في العاصمة وهذا أمر غير حضاري، وهناك ثلاث منها مقفلة وغير صالحة للاستعمال على كورنيش المنارة مما يقتضي معه إجراء إصلاح لها وإنشاء مراحيض عامة في كل المناطق البيروتية على الأقل اثنين في كل منطقة أي 24 مرحاضاً على الأقل وهذا أمر مُلحّ خاصة لتوفيرها لأولئك الذين يزورون العاصمة من المناطق اللبنانية ومن السياح الأجانب. كما انه غير مستحيل وغير صعب إذا وجدت الإرادة، وبناء هذه المراحيض خاصة في فضلات العقارات وهي كثيرة وإصلاح هذه الفضلات التي تتعدّى أصابع اليد الواحدة في كل منطقة، وهذا يؤمّن فرص عمل لبعض أبناء بيروت ويظهر وجه بيروت الحضاري.
• اغتصاب الأملاك البحرية وذلك بإقامة مؤسسات خاصة عليها لغير أبناء بيروت وهذه الأملاك البحرية تعتبر متنفّساً لأبناء بيروت، والكورنيش متنفّساً للبنانيين وغير اللبنانيين، مما يقتضي معه وقف هذا الاغتصاب ووضع خطة هندسية شاملة موحّدة قبل فوات الأوان، ووضع نظام للاستثمار لتأمين فرص عمل يكون فيها للبيارتة الأفضلية على الصعيد الفردي وعلى صعيد تكوين مؤسسات لهذه الغاية.
• وجود أحواض للنخيل بدون نخيل وقد سرق منها الإطار الحديدي كله أو بعضه ويستعمل بعضها للنفايات، مما يقتضي معه إصلاح الإطارات الحديدية الموجودة، ووضع أخرى مكان التي سرقت لحسن منظر الكورنيش ومنعاً من إلحاق الضرر بالمشاة، وغرس النخيل في الأحواض التي فقدت منها.
• السطو على المقاعد الخشبية كلها أو بعضها مما يقتضي معه إجراء إصلاحات مستعجلة كي لا يتابع السارقون في ارتكاب جريمتهم حتى القضاء على هذه المقاعد.
• إن بعضاً من البلاط على رصيف الكورنيش أصبح مفقوداً بكمية ضئيلة، وبعضه الآخر أصبح غير ثابت بموقعه وهذا يسهّل التخريب والسرقة مما يقتضي معه العمل على التأهيل الفوري لان الكلفة الحالية للتأهيل ستكون ضئيلة إذا ما قارناها تأهيل كامل الكورنيش إذا تمت سرقة كميات كبيرة من البلاط.
• بدأ المخربون في تشويه وتعطيل المقاعد التزينية الجميلة جداً مما يقتضي معه ترميمها وتأهيلها كي لا يكون مصيرها كمصير المقاعد الخشبية.
• فضلات العقارات بكل منطقة من مناطق بيروت موجودة بأعداد كبيرة بحاجة لتأهيل كي لا تستعمل مكباً للنفايات ونقترح أن يوضع في كل منها نصب لأحد المفكرين والأدباء والعلماء والفنانين ورؤساء البلدية السابقون وغيرهم كثير (نساء ورجالاً).
• إعادة النظر بتسمية الشوارع المسمّاة بأسماء قادة عسكريين أجانب مارسوا الظلم والاستبداد وتسميتها بأسماء نساء ورجال وطنيين.
• إزالة جميع المخالفات من أي نوع كانت وتطبيق القانون والأنظمة.
هذا غيض من فيض حيث أن العاصمة بحاجة لتعزيز الحراسة البلدية ليل نهار في كل شوارع العاصمة وتعزيز فوج الإطفاء والدفاع المدني ومساعدة المدارس في العاصمة، وكل ما يتعلق بالأمور الصحية والتراثية والثقافية والتربوية وسوى ذلك المنصوص عنها من صلاحيات ومهمات وردت في قانون البلديات، ونقول انه في كل منطقة من المناطق الـــ (12) من بيروت فيها من الإهمال وفقدان التقديمات البلدية مما يستدعي من البلدية والأهالي تسجيل تلك الملاحظات لتتعاون الهيئات والمنظمات والجمعيات والأفراد في سد النقص الحاصل ومراجعة سعادة المحافظ ورئيس وأعضاء المجلس البلدي خطياً لإنجاز المطلوب.
أيها البيروتيون والقاطنون بيروت، لا تزيّنوا منازلكم من الداخل وتتركوا الشوارع والمناطق بأبشع صورها، فهذا مخالف للأخلاق والحضارة والحياة الآمنة.
الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب