هشاشة وضعف ورعب... ارتدادات إيجابيّة للرد الإيراني على المنطقة!


 انتظر العالم كلّه الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق، وكما وعدت إيران فقد هاجمت إسرائيل بوابل من المسيرات والصواريخ، فكيف يمكن استثمار هذا الرد في الجبهات المفتوحة مع الدور في لبنان وغزة، وهل يمكن أن يشكّل بداية الحل لإنهاء الحرب على هذه الجبهات؟

في هذا الإطار, يعتبر مسؤول العلاقات الإعلامية في حركة حماس وليد كيلاني في حديث إلى "ليبانون ديبايت", أن "الرد الإيراني الذي جاء رداً على العدوان الذي تعرضت له القنصلية الإيرانية في دمشق، فإن غزة بلا شك استفادت من هذا الرد، لأن كل دولة عربية أو صديقة توجه ضربات للعدو الإسرائيلي فإن ذلك يصب حتماً في مصلحة غزة والقضية الفلسطينية".

ويلفت إلى أنه "يكفي أن في اليوم الذي توقع فيه الإسرائيليون أن يكون هناك رداً إيرانياً، فإن أهالي غزة لم يسمعوا لأول مرة منذ 6 أشهر صوت طائرات الإستطلاع، لذلك فإن أي مقاومة أو رصاصة موجهة للعدو هي خدمة لأهالي غزة والمقاومة، لذلك اعتبر أن هذا الرد هو لصالح الشعب الفلسطيني.

أما على صعيد المفاوضات فإن الرد قد لا يكون له ارتدادات إيجابية على المفاوضات رغم أنه توقّعنا سابقاً أن يسرّع الرد في المفاوضات أو نذهب إلى الحرب الشاملة، ولكن اليوم لا يبدو أن موضوع الحرب الشاملة واردة في هذه الأيام لأنه على ما يبدو فإن معظم الأطراف حريصة على أن لا تتوسّع المعارك وتبقى في إطار الرد والرد المنضبط.

أما فيما يتعلّق بالمفاوضات فإن مسارها في مكان آخر وهي تتضمن شروط للمقاومة وقد قدمتها الرد إلى الوسطاء من دون التنازل عن الثوابت لجهة وقف إطلاق النار وعودة النازحين إلى شمال القطاع ودخول المساعدات، وفي المرحلة الثانية المفاوضات على موضوع الأسرى هذا مسار التفاوض.

أما عن احتمال أن يؤدي الرد الإيراني على تسريع وتيرة المفاوضات فيرى أنه قد يكون في مكان للـطراف الراعية للكيان مثل الولايات المتحدة الأميركية ضغط على الإسرائيلي لتسريع المفاوضات حتى لا تتوسع لأكثر من ساحة أو أكثر من جبهة.

وينبّه إلى أن هناك مصلحة أميركية أن لا تتوسّع، بما يمكن أن يؤثر على نتائج الإنتخابات الإميركية في تشرين المقبل، فالرئيس الأميركي وفريقه يريدون التفرّغ للمعركة الإنتخابية وأن لا تشغلهم المعارك الجانبية.

أما عن الأوضاع في غزة بعد الضربة الإيرانية لإسرائيل فيوضح أن بعض العمليات المحدودة داخل القطاع مستمرة لا سيّما في مخيم النصيرات تحت حجة جيوب المقاومة، وبقي في الوسط ليقطع جنوب القطاع عن شماله ويستطيع الدخول إلى الأماكن التي يريدها.

ويلحظ أن الرد الإيراني أهم ما كشفه هو هشاشة هذا العدو وضعفه، وهي المرة الأولى في تاريخ الصراع مع إسرائيل أن العدو يعيش الرعب الحقيقي ورأينا كيف تحضروا لضربة استباقية ومن هنا لا بد أن يكون أهالي غزة استفادوا على المدى البعيد.

أما عن تصدي الدفاعات الجوية الأردنية للمسيرات الإيرانية بحجة انتهاك أجواءها فيسأل عن انتهاك الطيران الحربي الأميركي والبريطاني والإسرائيلي لهذه الأجواء، وطالب الدول العربية بالإنتقال من مواقف الشجب والإدانة إلى مربع المساندة للشعب الفلسطيني وتنحاز لخيار الشعوب لديها حيث خرجت المظاهرات فيها تنديداً بالمجازر الإسرائيلية.