"جوع وإغتصاب".. تفاصيل عن معاناة مسلمي الروهينغا لا تخطر في البال!


 نشرت شبكة "إرم نيوز" فيلماً وثائقياً تطرق إلى معاناة "مسلمي الروهينغا" الذين يواجهون الجوع والقتل والاغتصاب والتعذيب.

وتحدث الوثائقي مع السيدة مورجان، وهي لاجئة من الروهينغا، تعيش في مخيّم كوكس بازار الذي يقع جنوب بنغلادش حيث تنتظر عودة ابنها الذي لم تعد تعرف عنه شيئاً.

ويعتبر ذلك المخيّم أحد أكبر مخيّمات اللجوء في العالم، وأحد أكثر الأماكن خطورة، وهو رغم الفقر والمجاعة فيه لا يخلو من العنف والجرائم، بين اغتيالات وقتل إلى حرق المساكن وصولاً إلى الاتجار بالبشر. فهناك لن تحتمل أنت البقاء فيه لدقائق معدودة، لكنَّه يأوي قرابة المليونِ لاجئ من المسلمين الروهينغا.

من موت إلى آخر.. إنّها الحقيقة، إذ يبدو اللاجئون الروهينغا محاصرين منذ نحو 8 أعوام في ذلك المخيّم الذي تنتشر فيه العصابات، وهم الذين هربوا من الإبادة الجماعية في ولاية راخين في ميانمار، بحسب ما ورد في الوثائقي.

تدهور أوضاع الروهينغا في المخيّم - حيث بلغ الفقر ذروته لتبتسم المجاعة على أجساد الأطفال والنساء والمسنّين - دفع الكثيرين إلى البحث عن حياة جديدة في مكان آخر رغم المخاطر الكبيرة أثناء محاولة الهروب من المخيم في بنغلاديش.

لكن في حقيقة الأمر، فالرياح لم تجرِ كما كانت تشتهي سفن الكثيرين منهم، إذ وقعوا في أيدي تجّار البشر، قُتل بعضهم، اغتُصب آخرون، فيما الكثيرون في عداد المفقودين. إرم نيوز دخلت إلى مخيّم كوكس بازار في بنغلادش لتتبع مسار مافيات الاتجار بالروهينغا، وكي توثّق مأساةَ بعض ممن وقعوا ضحايا الاتجار بالبشر.

رحلة في عتمة الليل

منتصف الليل حيث يغرق المخيم في العتمة والهدوء، هو التوقيت الأنسب بالنسبة للمهرّبين. حينها، تبدأ المئات من الروهينغا مِمَّن نجح المهرّبون بإقناعهم بركوب البحر، بالتسلسل إلى حيث القوارب تنتظرهم، أو بالأحرى حيث سيكونون على موعد مع مصير مشؤوم. 

هدف هؤلاء التوجّه إلى ماليزيا وإندونيسيا بعدما ضاقت بهم السبل في مخيم كوكس بازار، حيث لا عمل ولا طعام ولا أمان. وبينما هم على متن القارب المكتظ، يظنون أنّ رحلة العذاب ستنتهي بمجرد وصولهم إلى الوجهة المرجوّة، لكنْ ما إنْ ينطلق القارب حتّى يصادر المهربون هواتف اللاجئين ليبدأوا بالاتصال بأقاربهم طالبين المال مقابل فكّ أسر ذويهم. 

جميلة خاتون: شقيقتي تعرّضت للاغتصاب مرّتين

جميلة خاتون، لاجئة تعيش في خيمة فقيرة كما بقية اللاجئين في المخيّم.. طوال الحديث معها، لم تتمكن خاتون من إمساك دموعها حزناً على شقيقتها التي اختفت بعدما ركبت القارب هرباً من العذاب والاغتصاب الذي تعرّضت له مرّتين. 

تقول جميلة لـ "إرم نيوز" إنّ "المجموعة الإجرامية تقوم بتعذيب الناس واغتصاب النساء والفتيات في المخيّم. عندما علمنا أنّ الفتيات مستهدفات في الغالب، قرّرنا إرسال شقيقتي إلى إندونيسيا حتى لا نحتاج إلى دفع المال أو مواجهة الصعوبات أثناء زواجها".

وتوضح أنّ "المهربين يطالبون العائلات في المخيّم بمبالغ كبيرة مقابل فكّ أسْرهم، فيما لا يملكون معلومات دقيقة بشأنهم، إنْ كانوا محتجزين في البحر أو في الغابات، وفي كثير من الأحيان ينتهي الأمر بالعديد منهم في عداد المفقودين أو المسجونين، أو يموتون على الطريق".

وتتابع: "لقد كنت أحاول الاتصال بالشخص الذي أخذ أختي لكنّ هاتفه غير متاح حالياً. لقد تعهّدت بدفع نحو 1800 دولار عندما تتمكن شقيقتي من الوصول إلى ماليزيا". 

وختمت جميلة حديثها بالقول إنّ "الأسرة بأكملها تعاني من الاكتئاب لانقطاع المعلوزمات عن شقيقتي... هناك فتيات كثيرات حملن بعد وصولهن إلى ماليزيا وإندونيسيا، ومعظمهن تحت سن الـ 18 عاماً"، مشيرةً إلى أنّه تمّ اغتصاب الفتيات من قبل المهرّبين بينما كنّ في الطريق إلى ماليزيا وإندونيسيا".

وسيط عمل سابقاً في المخيّم، والذي حصل على نحو 300 جنيه إسترليني عن كلّ شخص تمكّن من إقناعه بالقيام بالرحلة، كان قال إنّ الفدية التي تمّ الحصول عليها أثناء احتجاز الضحايا في مواقع سرّية، كانت جزءاً أساسياً من العملية رغم أنّ العديد منهم دفعوا مقدّماً أو أبرموا اتفاقيات للدفع بمجرد وصولهم إلى وجهتهم. إذاً، لا يوجد سقفٌ لطلبات المهرّبين المالية، فقد يطلبون فدية تصل إلى 3 آلاف جنيه إسترليني بمجرد أنّ يبدأ اللاجئون رحلاتهم من بنغلاديش إلى جنوب شرق آسيا.