أبرز ما تناولته الصحف الصادرة اليوم الاثنين ٢٢/٠٤/٢٠٢٤

 

أبرز ما تناولته الصحف اليوم



كتبت النهار


قد لا يعير معظم الطاقم السياسي والحزبي والطوائفي المتنوع في لبنان أهمية مستحقة لأحداث داخلية من وجهة التداعيات التي تتركها خارجيا لأن هذا "المعظم" السياسي يطبعه غرور قاتل يعميه عن التمييز بين طبيعة الاحداث ونوعية تداعياتها بدليل ادعائه المعرفة "على الطاير" بالمواقف والمصالح العميقة للدول...

يصح ذلك بصورة لا تزال ساخنة على التعامل الغالب عليه الاستلشاق والتوظيف، ونكاد نقول العداء الأعمى الذي طبع سلوكيات فئات وساسة من ذاك المحور "الممانع" حيال جريمة القتل الشنيعة الهمجية التي أودت بباسكال سليمان، والتي رافقتها وأعقبتها هجمة مقذعة مقززة على فريق "القوات اللبنانية" الذي انتمى اليه الضحية تجاوزت حتى "قواعد العداء" اذا جاز التعبير، الى حدود استحضار مناخات تفجير كنيسة سيدة النجاة إياها وما استتبعها... ومع الفارق بين غريب وقريب وشريك ووصيّ ومحتل، ترانا ما كنا لنعود الى نكء جرح حار ساخن بهذا العمق والاعتمال لولا معالم تصاعد الاستلشاق والتوظيف والعداء إياها في ملف النزوح السوري الذي بدل ان يضحي القضية المقضية وأولوية الأوّليات المتصلة بأمن لبنان واستقراره وسلمه الأهلي بالدرجة القصوى بلا منازع، ألهم ويلهم نوعاً وطرازاً من السياسيين بتنا لولا التزامات الحفاظ على أصول التعبير نتحول الى هجّائين لهم أين منا الفرزدق وجرير في توصيفهم العالي المستوى!

ما يعنينا في هذه العجالة ان نرشّ مياها باردة على وجوه متخشبة لا يعرف أصحابها ولا يدركون ان جريمة من نوع تصفية إجرامية تحصل في ظروف شبهة "مثالية" لإشعال الفتنة فيما لبنان بات في منتصف أو أكثر درجات الانزلاق نحو الحرب الشاملة بين إسرائيل و"حزب الله"، لكي يفهم مَن ينبغي ان يفهم ان دولاً كبرى غربية وعربية، أياً يكن موقفنا منها وتفسيرنا لتعاملها الراهن مع لبنان، ما كانت لتستنفر تحركاتها الجديدة بالشكل الذي شهدناه في الأيام المنصرمة والمقبل على مزيد، لولا ان هذه الدول استشعرت في أيام جريمة خطف وقتل باسكال سليمان، وتوظيف ذلك بإثارة أعلى مستويات استهداف فئة محددة ينتمي اليها الضحية والتحريض عليها، بأن شبح الانفجار الداخلي في لبنان أضحى من الخطورة بحيث تجاوز خطورة تجاوز المواجهات الجارية في الجنوب الى انفجار الحرب الشاملة المفزعة التي حاذرت وتحاذر هذه الدول الانزلاق الى دمارها المريع.

ولأن المضحك المبكي يأتينا من حيث لا نحسب دوماً، ترانا لا نمتلك ردع فضولنا وحشريتنا عن سؤال مركزي جوهري "نزعم" ان الغالبية الساحقة من اللبنانيين ساورها طرحُه ولا يزال وهو: كيف استعد الطاقم السياسي المستهتر بكل ما قد يشعل السلم الأهلي في لبنان يوما، او في أي ظرف، حين شاهد وعاين أغرب الغرائب في "علاقات الأعداء" والحرب الكتومة المكتومة المزوّدة "بكواتم الصواريخ" والمسيّرات بين إسرائيل وإيران في استعراض خيالي لم يشهد التاريخ مثيلاً له وبات مكانه الحقيقي في كبريات ستوديوات هوليوود وليس في ميادين ومدن ودول مستباحة للحرب؟

أياً يكن "محورك" أيها اللبناني ولا ندري كيف وأين يقف معظم اللبنانيين بعد هذا الاستعراض الحربي "الرمزي" غير المسبوق الذي أذهل العالم بأسره وجعله يهز رأسه حائراً امام دولتين تُعتبران بركانَي الصراع المخيف في الإقليم فاذا بهما يقدمان ما يعجز عن الوصف في غرائبية التلاعب حين صارت المواجهة مباشرة ... أياً يكن محورك نتساءل: متى تجعل نشامى السياسة عندك يستلهمون هذا "الابداع" بين الأعداء؟