بعد أسابيع من الشائعات والتكهنات، تشهد المملكة المتحدة، السبت، حالاً من الصدمة غداة الإعلان عن إصابة الأميرة كيت بالسرطان، وسط إشادات بشجاعة زوجة وريث العرش البريطاني التي تحظى بشعبية كبيرة.
وتجد العائلة الملكية البريطانية نفسها في موقف غير مسبوق، إذ يخوض اثنان من أبرز أفرادها، الملك والملكة المستقبلية، معركة ضد السرطان.
وتصدرت تصريحات أميرة ويلز، السبت، العناوين في الصحافة البريطانية التي تعشق كيت وغالباً ما تعتبرها فرداً نموذجياً في العائلة الملكية. وقد غطت كلمة "صدمة" مصحوبة بصورتها الصفحات الأولى في صحف عدة
وكتبت صحيفة "ذي صن" في عنوانها العريض "كيت، أنتِ لست وحدك"، فيما اقتبست صحيفة "ذي تايمز" من الكلمات المتفائلة للأميرة معنونة "سوف أتجاوز ذلك".
وأثارت الحالة الصحية لكيت والصمت الذي أحاط بفترة التعافي الطويلة بعد الجراحة التي أجريت لها في البطن في منتصف يناير الماضي، سيلاً من الشائعات، خصوصاً على وسائل التواصل الاجتماعي. وكتبت صحيفة "ذي تلغراف"، "يجب على المتصيدين عبر الإنترنت الذين يسعدون بمصائب الأميرة أن يخجلوا من أنفسهم".
وقالت غوين، وهي امرأة بريطانية تشغل منصب نائب رئيس إحدى شركات نشر البرمجيات، لوكالة "فرانس برس": "أنا مصدومة"، مضيفةً: "كنا جميعاً نتساءل عما كان يحدث، ومن المحزن جداً أن نسمع أنّ السيناريو الأسوأ قد تحقق".
وإثر إعلان النبأ مساء الجمعة، تدفقت رسائل الدعم للأميرة كيت . وقال الملك تشارلز الثالث، البالغ من العمر 75 عاماً، والذي أُعلن عن إصابته بالسرطان مطلع فبراير الماضي، إنه "فخور بشجاعة" كيت زوجة ابنه وليام في الإعلان عن مرضها.
وتمنى الأمير هاري - الأخ الأصغر لوليام - وزوجته ميغان، اللذان انفصلا عن العائلة الملكية ويعيشان في كاليفورنيا، في بيان، لكيت والأسرة "الصحة والشفاء". وأضافا "نأمل أن يتمكنوا من التعافي في أجواء من الخصوصية والهدوء".
وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن عبر منصة إكس أنه "يصلّي" من أجل شفاء الأميرة كيت، فيما كتب نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر المنصة عينها "قوتك وصمودك يلهماننا جميعاً".
وكشفت كيت عن مرضها في مقطع فيديو صُوّر الأربعاء في وندسور غرب لندن وبُث الجمعة، وبدت عليها ملامح التوتر والتعب.
وقالت الأميرة البالغة من العمر 42 عاماً: "كانت الأشهر القليلة الماضية صعبة للغاية بالنسبة لعائلتي بأكملها"، مشيرةً إلى أن الاختبارات التي أجريت بعد جراحة البطن التي خضعت لها كشفت عن وجود مرض السرطان. وتحدثت كيت عن "صدمة كبيرة" لديها، لافتةً إلى أن الأسرة "تحتاج إلى وقت"، ودعت إلى احترام خصوصية العائلة.
وتخضع الأميرة لعلاج كيمياوي وقائي، وهو ما يخضع له المرضى عادة بعد إجراء عملية جراحية لتقليل خطر عودة السرطان وانتشاره في الجسم عن طريق تفشي الخلايا السرطانية في الدم.
وبحسب وكالة "بي ايه" البريطانية، فإن كيت بدأت العلاج نهاية شهر فبراير الماضي.وعلى غرار تشارلز، لم تحدد كيت طبيعة مرض السرطان الذي تعاني منه. وقال ناطق باسم قصر كنسينغتون في لندن الجمعة إن الأميرة كيت ستعود إلى مهامها الرسمية "بمجرد أن يسمح لها فريقها الطبي بالشفاء".
وبحسب وكالة "بي إيه"، لن تحضر كيت وزوجها وليام وأطفالهما قداس عيد الفصح التقليدي مع العائلة الملكية. وقال خبير شؤون العائلة الملكية ريتشارد فيتزويليامز لوكالة "فرانس برس" إن إصابة كيت بالسرطان "نبأ فظيع". وأضاف: "ليس هناك شك في أن المرحلة الحالية صعبة للغاية بالنسبة للمؤسسة الملكية"، مشيراً إلى أنه "يكاد يكون من المستحيل" التخطيط لأي شيء يتعلق بتشارلز وكيت.
وأثارت الحالة الصحية للأميرة قلقاً خلال الشهرين الماضيين. وفي 17 كانون الثاني، أعلن قصر كنسينغتون في لندن أن كيت خضعت لعملية جراحية كبيرة في البطن في اليوم السابق في أحد مستشفيات لندن. ثم لفت القصر إلى أنها لن تعود إلى مهامها العامة قبل عيد الفصح. وتُعتبر أميرة ويلز، بابتسامتها وأناقتها الدائمتين، من أكثر الشخصيات شعبية في العائلة الملكية