الوطن في النداء الأخير!
خاص موقع mtv:
جفّت محابر "السفير"، "المستقبل"، "الأنوار" و"البيرق"، بعدما كانت صفحاتهم الأولى الحدث بذاته. ديك "النهار" استمرّ بالصياح الكترونيًّا، وظلّت "نفحة المعلّم" حاضرة في "الأنباء الالكترونية"، على عكس "الجمهورية"، "اللواء"، "الأخبار"، "البناء" و"الشرق". فهذه الصحف، لا تزال تصدر ورقيًّا، ولو بكميّات محدودة، متحديّة العالم الرقمي والأزمة الاقتصاديّة. الأزمة اليوم تدق باب "نداء الوطن".
لن يكون الوطن بلا ندائه الأخير بدءًا من 29 آذار الحالي، فمصدر في "نداء الوطن" أكّد في اتصال مع موقع mtv أنّ "الجريدة ستتوقف عن الإصدار الورقي، والعدد 1375 سيكون الطبعة الورقية الأخيرة والتي ستصدر الجمعة 29 آذار". ولم ينفِ المصدر أنّ "سبب هذا القرار هو الوضع المالي في الجريدة". علمًا أنّ "نداء الوطن" كغيرها من الصحف والوسائل الإعلامية على أنواعها اتخذت، مع بدء الأزمة الاقتصادية، قرارًا بتقليص النفقات وتعديل الرواتب. إلّا أنّ المصدر أكّد أنّ "الجريدة ستصدر إلكترونيًّا كعادتها وأنّه ما أن تتأمّن الأموال ستعود الإدارة عن قرار حجب النسخة الورقية".
ومع تصدّر إقفال "نداء الوطن" العناوين، أشار مصدر آخر إلى أنّ مفاوضات تجري في الكواليس لتأمين مموّل جديد لها بعد أن كان مؤسسها ميشال مكتّف قد أطلقها في 19 تموز 2019 وأمّن تمويلها لمدة 5 سنوات. كما شدّد المصدر على أنّ "الموظفين لم يتلقوا بعد أي بلاغ بالصرف أو أنّهم سيتقاضون رواتبهم الأخيرة نهاية آذار أو أنّه عُرضت عليهم فكرة العمل التطوعي لغاية تأمين مموّل كما أشيع في بعض وسائل الإعلام". علماً أنّ زملاء في الصحيفة أكّدوا لنا العكس، لافتين الى أنّهم سيصبحون بعد أيّامٍ قليلة عاطلين عن العمل.
للحرّية في لبنان عنوان هو الصحافة اللبنانية. ورغم الحروب والتضييق والاحتلالات والاغتيالات والمال السياسي، بقي هامش للرأي الحرّ. ورقيًّا أو الكترونيًّا تردّ "نداء الوطن" على أبواقٍ لطالما سعت لكتم صوتها بالقول: "مش بس جريدة، قضية. والقضية لا تنتهي، القضية تعيش بالف
كر والوجدان".