أبرز ما تناولته الصحف الصادرة اليوم الخميس٢١/٠٣/٢٠٢٤

 

أبرز ما تناولته الصحف اليوم




 




كتبت النهار




تتحرك الامور في المنطقة وفق دينامية غير واضحة جدا في ظل بقاء الانظار مشدودة الى حرب في غزة لم تجد طريقها الى هدنة بعد فيما يغرق لبنان في اشكاليته الرئيسية المتعلقة باستمرار تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة فاعلة لا سيما في ضوء تحرك ناشط للجنة الخماسية في لقاء الاحزاب والتيارات لهذه الغاية . هذا التحرك يجري على ضوء امرين : الاول احتمال حصول هدنة في غزة يعتقد او يعمل سفراء في اللجنة من اجل ان يوضع موضوع الرئاسة اللبنانية على الطاولة من اجل الاستفادة جديا من ذلك ويعتقد انه يتم على اساسه توجيه قطر دعوات الى زعامات حزبية لزيارتها اعدادا لذلك على خلفية تقوية قطر اوراقها وموقعها على هذا الصعيد . والثاني توقع ان تنتج الهدنة في غزة تهدئة الوضع في جنوب لبنان الذي يبقى متوترا راهنا وعلى حاله من الاخذ والرد ، ولو تراجعت العمليات العسكرية نسبيا لكن وسط ضوابط باتت معروفة ومحددة لا سيما على ضوء ما نقله الموفد الاميركي آموس هوكشتاين الى اسرائيل عن استعدادات لبنانية لحل ديبلوماسي فهم منه امكان تراجع "حزب الله" عن الحدود من ضمن اطار حل عرضه على المسؤولين اللبنانيين بدا ان اطاره مقبول منهم كما عرضه على اسرائيل وساهم في ابقائها الحل الديبلوماسي مع لبنان اولوية على الطاولة يتقدم على اي عمل عسكري واسع . هذه المعطيات تقاوم الى حد كبير التشكيك داخليا في امكان انجاز اللجنة الخماسية اي تقدم انطلاقا من ان لا عناصر واضحة ازاء اي تقدم محتمل فيما الامور تبدو اكثر تعقيدا مما كانت عليه قبل الحرب في غزة . كما تقاوم هذه المعطيات التشكيك في ان تجاوب الحزب مع المساعي لتهدئة الجنوب ، وفق ما ابلغ هوكشتاين على رغم الشعار الذي يرفعه الحزب ان لا بحث في اي امر يتعلق بالجنوب قبل انتهاء الحرب في غزة ، سيسهل ان يتجاوب مع اللجنة الخماسية من اجل انجاز الانتخابات الرئاسية وذلك ما لم تساهم التسويات او التفاهمات الجاري اعدادها في المنطقة في تبديل واقع هذا التشكيك. وهو امر يخشى ان لبنان الرسمي غائب عن الكثير من معطياته نظرا لعدم وجود سلطة مسؤولة ومتكاملة تتحرك وتجري الاتصالات اللازمة على هذا الصعيد وفيما ان مجموعة دول تهتم بوساطة داخلية سعيا الى ملء الشغور الرئاسي . ويضيف البعض عاملا ثالثا كان مفاجئا يتصل بما تم تداوله عن نية دولة الامارات في اطلاق عدد من المحكومين اللبنانيين لديها فيما راجت تكهنات على مستويات رفيعة بان اتصالات اقليمية من جانب ايران دفعت في هذا الاتجاه على رغم ترجيحات لهذه المستويات ان الامر ليس منعزلا عن دينامية ما يحصل في المنطقة ولو ان الامر يستدرج اسئلة متعددة لم تتوافر عليها اجابات بعد .




ثمة عوامل اخرى لا يثق اللبنانيون بحدسهم السياسي ولا بالمعطيات حولها بناء على التجارب السابقة تتصل بان اختناقا كبيرا يتواتر عن الوضع الجنوبي ولو ان لا الثنائي الشيعي يرفع مظلومية اهل الجنوب ازاء الالحاح في عودتهم وضمان امنهم كما تفعل اسرائيل بالنسبة الى المستوطنين على حدودها الشمالية ولا الدولة اللبنانية كذلك تقوم بالمثل . وذلك فيما ان المرحلة التالية للتهدئة في الجنوب ستحمل اسئلة ملحة حول عودة الجنوبيين الى قراهم وتمكينهم بسرعة من اعادة اعمار منازلهم المهدمة . وهذا لا يحتمل استمرار المراوحة لاشهر اضافية اذا كان لا سلطة مسؤولة في لبنان يستطيع الخارج ائتمانها من اجل تقديم المساعدات اللازمة لاعادة اعمار ما تهدم . لا بل يعتقد ان الامر يجب ان يتكامل في موازاة بعضه البعض على نحو يتصل ايضا برعاية مشروع جديد لدعم الجيش اللبناني من اجل تعزيز انتشاره جنوبا على الحدود وهو ما يفترض حصوله ، لكي تنفتح الدول على تقديم المساعدات الكافية لاعادة الاعمار . والاختناق نفسه سيصيب فريق التعطيل على خلفية ان انتهاء الحرب على غزة ولو من خلال هدنة لستة اسابيع سيضعه امام امتحان اختراع مبررات جديدة لاستمرار التعطيل وتحمل المزيد من تكاليفه سياسيا واقتصاديا كذلك . اذ ان ما يجري حاليا من اتصالات ومساع للجنة الخماسية يشكل خشبة خلاص لهذا الفريق للتمسك بها ليس من موقع الخسارة بل من موقع ضرورة التقاط الفرصة للمساومة فيما ان الفشل المحتمل لهذه اللجنة في حال حصوله سيكون في الدرجة الاولى فشلا كبيرا للدول التي تضمها . لكن هذا الفريق لن يستطيع مواصلة التعطيل على خلفية الاستمرار على موقفه من دون اي تعديل، وقد اثبت عدم قدرته على تحقيق ما يريده على مدى سنة ونصف سنة حتى الان ، فيما سيؤخذ عليه تجاوبه مع التراجع عن الحدود مع اسرائيل كما تطالب هذه الاخيرة وازاء الضغوط والمطالب الدولية حول هذا الامر ولو لقاء مطالب سيحققها في المقابل ان بوقف اسرائيل انتهاكاتها الجوية او ابداء الاستعداد للبحث في الانسحاب من النقاط التي لا تزال تحتلها على الخط الازرق . ولكن تبقى تفاعلات ذلك داخليا واقليميا بالنسبة الى هذا الفريق كبيرة في نهاية الامر فيما ان القدرة على العبور بمفاوضات في الجنوب وابقاء البلد مفككا ومعرضا للمزيد من الانهيار سيكون تحديا مهما لهذا الفريق