أبرز ما تناولته الصحف اليوم:
كتبت النهار:
هل يتم تحميل اجتماعات اللجنة الخماسية في هذه المرحلة اكثر مما تحتمل ؟
ترجح مصادر سياسية ذلك على قاعدة ان اجتماعات اللجنة الخماسية التي تضم سفراء كل من فرنسا والولايات المتحدة والمملكة السعودية ومصر وقطر بين فترة واخرى تكتسب اهمية على خلفية ابقاء شعلة الاهتمام الخارجية قائمة ازاء محاولة اخراج لبنان من ازمته وعلى قاعدة تصور الحال التي يمكن ان يشعر بها اللبنانيون بانهم متروكون لمصيرهم لولا ان هناك اهتماما يظهره سفراء هذه الدول ، ولو بالحد الادنى ، في ظل قصور سياسي محلي صارخ وعرقلة مقصودة.
اذ لا يغيب عن اذهان عواصم هؤلاء السفراء الاطار الذي باتت تتفاعل فيه الازمة في لبنان على وقع الحرب على غزة والتوترات لا بل توسيع المواجهة فيما يقول "حزب الله" مثلا ان هناك حربا حقيقية في الجنوب يخوضها مع اسرائيل وابعاده كل ما يتصل بالوضع في لبنان او معالجته ربطا بالحرب الاسرائيلية على غزة . فلا احد في سذاجة الاعتقاد ان اي لقاء او تقويم للوضع بين سفراء الخماسية يمكن ان يؤدي الى نتيجة في ظل افق غير واضح وغير محدد في الوقت الذي تشكل الضغوط فيما لو رغب هؤلاء السفراء في ممارستها ، وهم ليسوا في هذا الوارد ، نقطة ضعف تؤدي الى المزيد من التصلب في هذا التوقيت . لذلك لا اوهام باتت تثار حول تحرك سفراء الخماسية واحتمال ان يسفر عن نتائج محددة سواء اختلفوا في ما بينهم او لم يختلفوا اذا كان السياق العام للامور في المنطقة لا يساعد واذا كانت ايران ، او "حزب الله" تحديدا كما يرى البعض في غير وارد تسهيل انتخاب رئيس او تسهيل اعادة مؤسسات الدولة الى انتظامها ما دام يستطيع ان يمسك بهذه الورقة ويحتجزها المقدار الذي يشاء وحتى تحقيق ما يريده في اعادة تشكيل هذه المؤسسات وفق مشيئته . وبات اهل السياسة في لبنان في كل مرة يستبقون اي اجتماع للخماسية لا سيما بعد انطلاق الحرب على غزة بالتأكيد والجزم على نحو قاطع ان لا جديد يذكر بعد على خط حل الازمة الداخلية وان الوقت لم يحن بعد للوصول الى نتائج ولا امال خاصة مرجوة من الاجتماع . اذ يمكن تخيل ماذا في اولويات هذه الدول وهمومها المثقلة او في " الصحون التي امامها " وفق التعبير الغربي بما لا مجال للتعويل على ان يجد لبنان مكانا فيها ما لم تتضح افق بعض التطورات في المنطقة، فيما ان هذه الدول غير مستعدة او بعضها المعني مباشرة لا يرغب في المساومة انطلاقا من لبنان او لانقاذه ويفضل استثمار اوراقه للبيع والشراء في مواقع اخرى .
وتقول مصادر ديبلوماسية ان جزءا من رسائل الخماسية تتعلق الى جانب ان لبنان ليس متروكا لوحده وبمصيره بالتأكيد على رعاية استمرار الاستقرار في البلد كجزء لا يتجزأ من المخاوف قبل حرب غزة واثنائها في ظل واقع انهياري يعانيه البلد من انزلاق يطيح استقرار المنطقة فيما تراقب هذه الدول عن كثب تطورات الوضع وتفاعلاته . كما ان البعض يراها على قاعدة ان العمل الديبلوماسي يقتضي استمرار المحاولة وعدم اليأس من امكان الوصول الى نتيجة في التوقيت الملائم على رغم التعقيدات ، ومحاولة استغلال كل فرصة متاحة . فيما يرى بعض اخر ايجابية في واقع ارساء توازن معنوي ازاء استئثار الحزب ومن ورائه ايران بالنفوذ والسيطرة على القرار في لبنان واظهار ان الامر ليس كذلك فعلا، وذلك على رغم ان سفراء في الخماسية يصرون على التمييز بين الحزب وايران في الموضوع الداخلي على الاقل وليس في الموضوع الاقليمي وان ليس من مصلحة ايران ان يكون لبنان غير مستقر . وذلك علما ان اوساطا سياسية لبنانية عدة لا تتفق مع هذا التقويم الديبلوماسي ولا ترى ان الهامش الذي تتيحه ايران للحزب في الموضوع اللبناني، حتى لو وجد في اعتبارهم، يستثمر لمصلحة لبنان وليس لمصلحة ايران ومصلحة الحزب . وتاليا فان الجانب السلبي من انعقاد اجتماعات على مستوى الخماسية من دون ان تسفر عن نتيجة مرة بعد اخرى ، هو مدعاة لليأس لدى اللبنانيين الى حد ما ما دامت دول على هذا المستوى لا تستطيع او لم تستطع الضغط بالعصا او بالجزرة على نحو كاف ، كما بدا في مرحلة من المراحل في اجتماعات اللجنة ، للوصول الى نتيجة.
والمفارقة ان غالبية السياسيين الذين يعلقون على اجتماعات الخماسية غالبا ما يأخذون عليها عدم اتفاق مكوناتها على خريطة طريق او الية موحدة للوصول الى الاهداف النهائية كما لو ان الاختلافات في الرؤى بين هؤلاء يحول دون الوصول الى نتيجة وهو ما يريحهم او يزيل عبئا عن كاهلهم ازاء تصرفهم على ان حل الازمة خارجي على عكس اقوالهم ان الحل داخلي وليس خارجيا . وكما انه لم ينجح في خلال الاربعة عشر شهرا من الفراغ الرئاسي اغراء القوى المعطلة بالانفتاح والدعم الخارجي او تهديدها بالعقوبات، فان تخويف هذه القوى راهنا او تحذيرها او حتى اغراءها ربما بوجوب ان يكون لبنان جاهزا ليكون جالسا الى طاولة اي تسوية يمكن ان تحصل في المنطقة وعدم جواز تغييبه لا يبدو انه يفعل فعله كذلك . فيما ان انتقادها او انتقاد احد مكوناتها في هذه المرحلة ليس اضعافا لها بمقدار ما هو اضعاف اكثر للبنان ايضا الذي يحتاج الى هذه الدول لا سيما في هذه المرحلة .