أبرز ما تناولته الصحف الصادرة اليوم السبت١٧/٠٢/٢٠٢٤

 

أبرز ما تناولته الصحف اليوم


كتبت النهار:


ينتهي اسبوع ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري وانشغال اللبنانيين بعودة نجله الرئيس سعد الحريري فيما التصعيد في الجنوب شهد فصولا متقدمة ، الى خلاصات مهمة تبدأ من المخاوف الحقيقية التي عادت لتكبر لدى جهات معنية من مواجهة اسرائيلية اكبر مما تجري الان في الجنوب وقد تؤدي الى نتائج خطيرة وتدميرية بالنسبة الى لبنان . اذ ان هناك استخفافا وتقليلا كبيرا من اهمية هذا الاحتمال كما من التحذيرات الخارجية المتكررة من وجوب الحذر من اللعب بالنار وكذلك مما يعتبره كثر "ضعفا" لدى رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو وخلافات داخل الاحزاب التي تتألف منها هذه الحكومة. وهذا الشق من الواقع الجنوبي يخشى ان "حزب الله" يقلل من اهميته وكذلك يفعل المسؤولون الرسميون . 




وبالنسبة الى اسبوع الحريري، فان الخلاصات الرئيسية ان الفراغ الذي تركه تعليق رئيس الحكومة السابق عمله السياسي وبغض النظر عن المشاعر الشعبية المتعاطفة والسياسية التي لا تزال على حالها ازاء الحريري وتقويم ادائه السياسي ، لم يستطع احد ان يشغله وان اللبنانيين الذين شهدوا على التطورات التي ادت الى خروجه من العمل السياسي لمسوا بعد سنتين من الانهيار المتواصل انه لم يكن هو المشكلة كما اتهمه البعض .والقوى السياسية الحليفة او بالاحرى في مجملها لم تستطع ان تتقدم قيد انملة لتدحض هذا الواقع او لتحول دون الحنين القوي لما قام به الحريري الاب كذلك . وكما ان احدا في الطائفة السنية لم يستطع ان يشغل الفراغ الذي تركه الحريري فيما جهد كثر على هذه الطريق وفيما ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي يمتلك قدرات كبيرة لم يترشح الى الانتخابات النيابية في طرابلس ، فان القوى السياسية افتقدت الى شريك سني يوازن الخلل الحاصل في البلد على هذا الصعيد ، بغض النظر الى اين يمكن ان يؤول ذلك . 




استطلعت القوى السياسية المؤثرة في لبنان على نحو مبكر سابق لعودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت لاحياء ذكرى والده الرئيس رفيق الحريري الذي اغتيل قبل 19 سنة اطار هذه العودة واحتمالاتها انطلاقا من انها قد تغير الكثير من الحسابات السياسية التي تجريها هذه القوى حول تموضعها. وليس خافيا ان هذا الاستطلاع مبني على تقويم الرؤية الاقليمية لا سيما الرؤية لدى المملكة السعودية تحديدا للوضع في لبنان ونظرتها اليه وكيفية التعامل معه وغياب السفير السعودي في لبنان وليد بخاري عن المشهد السياسي في ذكرى اغتيال رفيق الحريري على غير الحماسة من سفراء غربيين لسعد الحريري. وعلى قاعدة ما استشفته هذه القوى من معلومات ومعطيات تحركت بعد عودته بعد تأكيده هو بالذات ان عودته النهائية الى بيروت لم يحن وقتها بعد ، تموضعت في كيفية استقباله وفي ما اعلنته من مواقف مرحبة لا سيما انها رأت مدى العاطفة التي عبر عنها لبنانيون من مختلف الطوائف ولكن اكثر من الطائفة السنية وتطلع هذه الطائفة الى القيادة الحريرية مجددا والعين على انتخابات بلدية اذا جرت وعلى انتخابات نيابية وحتى رئاسية ، او في بقاء بعضها صامتا ربما لعدم ضرورة الانخراط في مواقف قد تزعج اقليميا او محليا فيما ان لا ضرورة ملحة لذلك.




وتخشى مصادر سياسية ان عودة الحريري على الاهمية التي يكتسبها على الصعيد الوطني في الدرجة الاولى لا تناسب قوى سياسية عدة لا سيما في هذه المرحلة . اذ سادت تكهنات على سبيل المثال ان الحريري الذي تحدث صراحة عن رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه كصديق واستقبله على عشاء، يمكن في حال لامبالاة اقليمية ودولية ازاء هوية الرئيس العتيد للجمهورية نتيجة يأس من لبنان ، والحساسيات الخاصة بالقوى السياسية ان يؤثر على نواب سنة يدورون في فلكه ولو ان لا كتلة نيابية لديه من اجل ترجيح كفة فرنجيه في الوقت المناسب. الرجل تحدث في الدردشة مع الصحافيين عن صداقته مع فرنجيه ومع جهاد ازعور مستدركا ما يكون قد ورد في اذهان البعض من تكهنات او حسابات. وذلك علما ان الحريري سار في دعم انتخاب فرنجيه في 2016 قبل ان ينسفه تفاهم مسيحي مسيحي التيار العوني والقوات اللبنانية . وهناك اقتناعات عدة بما فيها اقتناعات داخلية وخارجية ان هذا التفاهم ولو تم نسفه يتلاقى على استمرار رفض فرنجيه كل لاسبابه وان الحريري الذي توترت علاقته مع الفريقين المسيحيين قبل تعليق عمله السياسي قد لا يمانع في تبني موقف سياسي غير مناسب لهما. وفي الخلفية لهذا التكهن المخاوف من انعكاس الاتفاق السعودي الايراني الذي جرى قبل سنة تقريبا على لبنان على نحو قد لا يناسب قوى عدة . ويرجح ان هذه النقطة لم تغب عن باله كما لم يغب عن باله التأكيد على جملة امور لافتة في مقدمها حتمية التسوية الداخلية التي لا بد منها ايا كانت المكابرة راهنا على خلفية ان اهتمام الخارج مهما بلغت درجته ، فانه اهتمام مبني على مصالح الخارج فيما ان القوى السياسية تستطيع ان تحل الامور بنفسها ولا شيء امامها سوى الذهاب الى تسوية انما على قاعدة ابداء القوى السياسية الاستعداد للتنازل والخروج من الزوايا التي يتموضع كل منها فيها . والتسوية بهذا المعنى تحتمل الخسارة بالنسبة الى القوى السياسية وهذا هو المبدأ الديموقراطي فيما تحتمل ايضا النجاح وليس الفشل على غرار تجربة تسوية 2016 التي كانت فاشلة باعترافه ودفع ثمنها غاليا وعلى نحو مكلف جدا ادى الى تعليق عمله السياسي.