أبرز ما تناولته الصحف الصادرة اليوم الاثنين ٠٥/٠٢/٢٠٢٤

 

أبرز ما تناولته الصحف اليوم


كتبت النهار


ليس من كلام اكثر تعبيرا من الذي قاله امس الرئيس نبيه بري لرئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري "أهلا وسهلا بعودتك للعمل السياسي عندما تقرر". فقد أثبتت الانتخابات الاخيرة أن سعد الحريري هو الناجح الأكبر على الرغم من اعتكافه، فمن النهر الكبير الى الناقورة حصد 24% من الطائفة السنية من غير أن يشارك في الانتخابات".




لعلّ هذا التصريح، ابلغ مما قيل في امكان عودة الرئيس سعد الحريري الى مزاولة العمل السياسي في لبنان، اذ ان غياب الحريري شكل ليس فقط انتكاسة للحالة السنية في لبنان، انما خللا وطنيا عارما على مستوى البلاد من شمالها الى جنوبها، في نظام طائفي مذهبي، يصيبه الاختلال عندما تشعر طائفة بضعفها وتراجع دورها، وهو ما حصل مع المسيحيين في بداية تسعينات القرن الماضي. انذاك تفسخ النسيج اللبناني، ولو لم تصادر الوصاية السورية القرار، وتمسك بأمن البلاد، لكان انزلاق الى ما يشبه الحرب الاهلية، لم تغب تماما اذ ساهمت تلك الوصاية في زيادة الانقسام والتباعد مع ضبط امني فوقي.


لقد دفع الرئيس سعد الحريري ثمن محاولات تجنيب الشارع الاسلامي فتنة سنية شيعية في احلك الظروف، ورفض مصادرة القرار المسيحي فنزل عند رغبة او اتفاق المسيحيين في ما بينهم، ورضخ لقانون انتخاب اكثر من طائفي، فكان ان تساهل وتنازل وخسر في تياره وكتلته وطائفته، وخسر في علاقاته مع الدول العربية التي اعتبر بعضها انه بالغ في التنازلات، خصوصا عندما صافح المتهمين بقتل والده، انقاذا للبنان من تفجير لم ينج منه البلد كثيرا من جراء فكر اجرامي ارهابي لا يزال يسود بوجوه مختلفة.


لا يزال سعد الحريري الاكثر تمثيلا على مستوى طائفته، وقادرا على جذب كثيرين من خارج طائفته، ووفق الرئيس بري انه حصد 24 في المئة من الاصوات من دون ان يكون لتياره "تيار المستقبل" اي ترشيح رسمي، ومن دون ان يحرك اي ماكينة انتخابية او ان يعلن دعمه او تبنيه اي مرشح.

الاكيد ان اللبنانيين، ومنهم الذين حاربوا الحريري، وعطلوا مساره، واتهموه ونعتوه بأقذع العبارات والاوصاف، وتمنوا له السفر "وان واي تيكيت"، صاروا يتمنون عودته، بعدما عرفوا قيمته، وادركوا عمق الفراغ، وهم يتمنون لو ياتي فيعيد التوازنات اللبنانية بما ييسر الاستحقاقات المقبلة وينعش الميثاق الوطني.