في سابقة خطيرة، تبلّغ الأستاذ في ثانوية نبيل أديب سليمان المختلطة (بدنايل – البقاع)، النقابي حسن مظلوم، عبر فايسبوك، بقرار المفتّشة العامة التربوية فاتن جمعة إنزال عقوبة تأديبية بحقّه هي حسم 10 أيام من راتبه. ومظلوم هو من الأساتذة المنقطعين عن التعليم مع مجموعة من زملائه بسبب الأجور غير العادلة. وجاء في تعليل القرار أنه لم يلبّ دعوتيْن إلى مكتب المفتشية العامة في بيروت، مبرّراً عدم حضوره إلى مكاتب التفتيش بعدم قدرته على دفع تكاليف الانتقال إلى بيروت، «علماً أنه شارك في لقاء مع وسيلة إعلامية في بيروت في فترة سابقة».وفي التفاصيل أن جمعة لم تبلّغ مظلوم بالقرار حتى اليوم، إنما آثرت أن تنشره على حساب المفتش العام التربوي على فايسبوك، حيث وارت اسم الأستاذ وأبقت على اسم الثانوية. وكان مظلوم تلقّى نهاية تشرين الأول رسالة عبر البريد الإلكتروني تتضمّن دعوته إلى مركز التفتيش لاستجوابه بشأن أسباب تتعلق بالوظيفة من دون تحديد الموضوع، فاعتذر شفهياً، بالتسلسل الإداري، أي عبر مدير الثانوية، لعدم قدرته المادية على النزول من دون أن يرفض الاستجواب. وتكرّرت الدعوة بعد أسبوع، عبر البريد أيضاً، فكتب مظلوم رسالة اعتذار خطية عن عدم الحضور، باعتبار أنه لم يبقَ من راتبه ما يمكّنه من ذاك، متمنياً استبدال المكان بآخر قريب من سكنه، خصوصاً أن هناك مفتشاً يزور الثانوية بصورة دورية. إلا أن مظلوم لم يتلقَّ جواباً على رسالته إلى أن قرأ خبر «تأديبه» على فايسبوك، مستغرباً كيف ينشر التفتيش معلومات خاصة عن الموظفين والوظيفة العامة، فيما القانون يحظر ذلك.
ووصف مظلوم الاستدعاء بأنه «سياسي وشخصي»، والعقوبة بأنها «كيدية سياسية وانتقامية، لأنني لم أؤدّ فروض الطاعة لكل القوى الحزبية المسؤولة عن إذلال الأستاذ وسلبه حقوقه، وعلى خصومة نقابية مع الجهة السياسية التي تنتمي إليها جمعة». وأكّد أنه سيلجأ إلى «كل الوسائل القانونية والقضائية المتاحة رفضاً للتعدي على كرامات الأساتذة والتشهير بهم وترهيبهم».
المفارقة أن يُطلب من مظلوم أن ينتقل من البقاع إلى بيروت لاستجوابه حول قضية يمكن أن يُستجوب فيها في أي مكان، فيما لا يتحرك التفتيش عشرات الأمتار بين مركزه ومقر وزارة التربية للتحقيق في ملف كبير فُتح فيه تحقيق قضائي. وماذا حلّ بالتكليف الموقّع في 3 كانون الثاني الجاري للتحقيق في موضوع الرشاوى في شهادات الطلاب العراقيين؟