أبرز ما تناولته الصحف اليوم
كتبت النهار
تهيُّب الحرب واضح لدى كل الاطراف المعنيين، مع رغبة أكيدة بعدم الانجرار اليها، خصوصا من الدول الراعية، غربيةً كانت أم عربية، لأن مصالحها الاقتصادية، وأوضاعها الامنية، ترتبط بمسار السلام في المنطقة المتقدمة بخطى ثابتة نحوه، بدءا من الانفتاح، ثم التطبيع، وصولا الى اتفاقات ومعاهدات تنهي حالة العداء. فالصراع لم يعد ايديولوجياً، بل يرتبط كله بالمصالح والمنافع والمشاريع الاقتصادية الكبرى التي تتصارع على مساحات جغرافية حساسة، وتحتاج الى اجواء تهدئة وتوافق. حتى الارض، أي الجغرافيا، لم تعد مهمة إلا بقدر ما تختزن من طاقات. اسرائيل الكبرى جغرافياً لم تعد تسكن إلا عقول بعض المتشددين، وتستمد قوتها من التمدد الاقتصادي والاخطبوط المالي.
الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا ومصر وتركيا ودول الخليج، كلها تنشد إزالة التشنجات، وتخفيف الاحتقان. وليست دول محور الممانعة، وفي طليعتها ايران، بعيدة عن تلك الاجواء، بدليل ما أوردته صحيفة "النيويورك تايمز" أن المرشد الإيراني علي خامنئي أصدر تعليماتِه للقادة العسكريين الإيرانيين باتّباع "الصبر الاستراتيجي" وتجنب إدخال إيران في مواجهة عسكرية مباشرة مع الولايات المتحدة.
وفي تعزيز لهذا الموقف، أضاف الحرس الثوري أن "الصبر الاستراتيجي للمقاومة وحزب الله، لن يخرج عن إطار العقلانية والمنطق".
في المقابل، أكد وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن أنه ناقش في السعودية الاثنين مسألة التطبيع مع إسرائيل. وأضاف: "هناك اهتمام واضح هنا بالسعي إلى ذلك... لكن الأمر سيتطلب إنهاء النزاع في غزة"...
ولبنانياً، أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي"اننا نعمل على حل ديبلوماسي للوضع في الجنوب ربما سيكون تطبيقه مرتبطاً بوقف العدوان على غزة".
وشدد على "أن المطلوب اعادة إحياء اتفاق الهدنة وتطبيقه واعادة الوضع في الجنوب الى ما قبل العام 1967، واعادة مزارع شبعا التي كانت تحت السيادة اللبنانية قبل البدء باحتلالها تدريجا، والعودة الى خط الانسحاب السابق بموجب اتفاق الهدنة."
وقال: "لقد ابلغنا الجميع استعدادنا للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الامد في جنوب لبنان وعند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، والالتزام بالقرارات الدولية وباتفاق الهدنة والقرار 1701".
ويؤكد رئيس مجلس النواب نبيه بري ان "وقف الحرب على قطاع غزة، هو المدخل لعودة الهدوء إلى لبنان، وحينها يسهل الالتزام بالقرار 1701. نحن حاضرون اليوم قبل الغد لتطبيقه، وان إسرائيل هي من تعوق تنفيذه منذ تاريخ صدوره عن مجلس الأمن الدولي لوضع حد للحرب التي شنتها ضد لبنان في تموز 2006".
أما الموقف الاخير للسيد حسن نصرالله، عن "فرصة تاريخية للتحرير الكامل لكل شبر من أرضنا ولتثبيت معادلة تمنع العدو من اختراق سيادة بلدنا"، فرأى فيه الدكتور خلدون الشريف "الاستعداد لفتح الباب أمام تطبيق مندرجات القرار 1701 انطلاقا من تسليم اسرائيل بحقّ لبنان في النقطة B1 وصولا الى نقاط الخلافات الحدودية (ترسيم 1923 والخط الأزرق) وخراج الماري، إلى ايجاد حل ولو موقتاً لمزارع شبعا غير المحددة الملكية بعد".
هذه المواقف وغيرها، مع تهديدات مبطنة، وتحذيرات معلنة، تهدف كلها الى اراحة اسرائيل اولا، لعدم انزلاقها الى حرب لا يريدها اعداؤها قبل اصدقائها. ويطمح المعنيون من ترسيم قواعد الاشتباك الجديدة، من بواية الـ 1701، الى اخراج يظهر من خلاله كل الاطراف المعنيين، وقد حققوا "انتصارات" ترضي جماهيرهم.