أبرز ما تناولته الصحف الصادرة اليوم الخميس ٢١/١٢/٢٠٢٣





كتبت النهار 

على الرغم من كل المحاولات الدولية، يستمر القتال في غزة بين إسرائيل وحركة حماس. ومع أن الإعلام العربي يتجنب الحديث عن الوقائع العسكرية، فإن المعطيات لدى العديد من مراكز الأبحاث الدولية المتخصصة تشير الى أن الإسرائيليين يتكبّدون في قتالهم مع حماس والفصائل الأخرى خسائر كبيرة نسبياً، لكنهم يواصلون التقدم في الشمال حيث يستكملون ببطء الإطباق على المربّع الأخير الذي تتحصّن فيه الفصائل الفلسطينية. وفي الجنوب يشهد وسط مدينة خان يونس أعنف جولات القتال، في وقت بدأت فيه القوات الإسرائيلية تتوغل في منطقة رفح المحاذية للحدود مع مصر. وقد بلغت الخسائر البشرية الفلسطينية ٢٠ ألف شهيد خمسين ألف مصاب.


لماذا هذه المقدمة؟ من أجل تذكير "حزب الله" بأن المناوشات التي بدأها مع الإسرائيليين في الثامن من تشرين الأول الماضي، لا تؤثر في ميدان المعركة. وكما سبق أن قلنا إنها لزوم ما لا يلزم، لأن الحرب الاسرائيلية على غزة مستمرة. ويبدو أنها لن تتوقف قبل أسابيع عدة. أما الجبهات الأخرى التي تديرها إيران فلا تختلف عن جبهة لبنان. فالفصائل العراقية الخاضعة لنفوذ إيران عادت وهدأت بعدما تلقت ضربات عدّة من القوات الأميركية المرابطة في البلاد. وفي سوريا تراجعت الهجمات على القواعد الأميركية بعد ضربات سقط فيها قتلى من الميليشيات الإيرانية علماً بأنها ظلت في حدود المناوشات غير المؤثرة استراتيجياً، وحتى تكتيكياً. أما اليمن فعلى الرغم من كل الضوضاء حول استهداف الحوثيين سفناً تجارية على صلة بمصالح إسرائيلية، وتهديدهم بعرقلة الملاحة البحرية والتجارة الدولية فقد بقيت محدودة الأثر مثل سائر المناوشات المبرمجة من قبل إيران. لم تتوقف الحرب الإسرائيلية ضد حماس والفصائل الفلسطينية وسكان قطاع غزة. فهي على أشدها. وقتال الفصائل العنيف والمؤذي للجيش الإسرائيلي، ما أوقف آلة الموت والدمار. من هنا دعوتنا مرة جديدة "حزب الله" الى إعادة النظر في قراره المؤذي للبنان قبل أن يؤذي إسرائيل. فإبقاء البلاد في حالة اللا حرب واللا سلم قاتلة لمصالح اللبنانيين على جميع الصعد. فلا حاجة لنا أن نذكر قيادة الحزب المذكور بالضرر الكبير اللاحق باقتصاد لبنان، وحركته التجارية، وحركة القطاعات الخدماتية التي تعاني الأمرّين بسبب قرار سيادي سطا عليه حزب مسلح، سلاحه غير شرعي، وهو سبب رئيسي للخلاف الوطني الكبير في البلاد. أكثر من ذلك إنه يفتن بين اللبنانيين، ويدفع نحو انقسام وطلاق لا عودة عنهما.


هذه هي الحقيقة التي يجب أن يسمعها الطرف المعنيّ. فالمتواطئون، والمستسلمون من الطاقم الحاكم نفسه، لا يعبّرون عن مناخ الأكثرية في لبنان التي ترفض الهيمنة، والترهيب بالسلاح، وتوريط لبنان واللبنانيين في حروب الآخرين من أجل الآخرين لا من أجل اللبنانيين. فأين مصلحة اللبنانيين بالمخاطرة في الانزلاق الى حرب مدمرة؟ وأين مصلحة اللبنانيين في إشعال قرى الجنوب اللبناني بقرار يقفز فوق الدولة، والشرعية، والإجماع الوطني؟ وأين المصلحة في الاستمرار باختطاف لبنان وأغلبية شعبه رافضة هذه الخيارات المفروضة قسراً وبقوة السلاح؟


لقد كشفت حرب غزة خواء شعارات المحور، وكشفت حقيقة تبعية فصائل "وحدة الساحات" العمياء. أما جلّ ما فعله هذا المحور في المنطقة فهو أنه دمّر العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن. وفي غزة انكشف أكثر. لذلك كله نقول أوقفوا اللعب بالنار في الجنوب.