“عيونكم على الميدان”… نصرالله يعلن التصعيد والاحتمالات مفتوحة

 



في الوقت الذي يتخوف فيه اللبنانيون من توسع الجبهة الجنوبية وتحولها إلى معركة شاملة, تحدث الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، بمناسبة يوم شهيد حزب الله حيث حيّا وواسى عائلات الشهداء وتحدث عن مجريات الحرب في غزة وما قد تحمله معركة الجنوب من تطورات في الأيام المقبلة. 


وفي التفاصيل, قال نصرالله أن "العدوان الإسرائيلي على غزة يتعاظم ويطال المدنيين وهذا خطير وكبير واستثنائي في منطقتنا والعالم ولا حرمة لشيء هناك حيث يستمر القصف منذ السابع من تشرين الماضي والغريب هو الاعتداء العلني على المستشفيات وعلى مرأى ومسمع من العالم". 



وأكد أن " الوحشية الإسرائيلية في قطاع غزة لم تتراجع بل تزداد يومًا بعد يوم، وهي تعبير عن روح الانتقام الصهيوني المتوحش الذي لا حدود له".



وأضاف: "إسرائيل تنتقم في غزة وهدف إرهاب إسرائيل هناك هو إخضاع الشعب الفلسطيني والشعب اللّبناني والدفع إلى الاستسلام والقول إنّ كلفة المقاومة مرتفعة.", معتبرًا أن "إسرائيل التي تقتل وتدمر في غزة تقول إلى شعب لبنان أنظروا ماذا يحصل هناك". 


ورأى نصرالله أن "لن ينجح العدو في إخضاع الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة عبر المجازر، فهذا الإجرام مستمر منذ 75 سنة وكانت النتيجة مزيدًا من المقاومة والإرادة".



 وشدد على أن "خيار المقاومة أثبت طيلة 75 عامًا أنه الخيار الذي يحقق النصر ويحمي الكرامة مهما كانت التضحيات".



ولفت إلى أن " الحقيقة الهجمية الوحشية للعدو تتضح اليوم أكثر لشعوب العالم وحكام العالم الذين عملوا لسنوات في الإعلام العربي والعالمي على تلميع صورته".


وتابع "اليوم انكشف زيف الادعاءات الإسرائيلية التي تدافع عن الأطفال وهي تقتل آلاف الأطفال والنساء وهناك تحول في الرأي العام العالمي".


واعتبر أن "الوقت يضغط على كيان العدو ومن يحميه، ولم يعد أحد في العالم يدعم استمرار القتل إلا الإدارة الأمريكية والتابع الإنكليزي الصغير".



وأردف "الذي يستطيع أن يوقف العدوان هو من يديره أي أميركا، أما في كيان العدو فهناك مجموعة من الحمقى الذين يفكرون بمصيرهم الشخصي".



وأشار إلى أن "الفلسطينيون يطالبون القمة العربية الإسلامية بالحد الأدنى وهو الوقوف وقفة رجل واحد لمطالبة الأميركيين بحق أن يوقفوا الحرب وأن يتوعدهم بإجراءات".


وسأل نصرالله: " ألا تستطيع 57 دولة عربية وإسلامية أن تفتح المعبر على غزة لإدخال المساعدات والدواء والماء والوقود وتستنقذ الجرحى؟"


وذكر أن "القتال في غزة يجري في ظروف قاسية جدًا وعبء نفسي كبير فعوائل المجاهدين تقتل وبيوتهم تقصف، إلا أنهم يقاتلون بقوة وشموخ".


ورأى أن "عندما تزج "إسرائيل" بأقوى ألوية النخبة في قتال غزة فهذا دليل عجز وهي فشلت في تقديم صورة النصر".




واستكمل "ميدان غزة المبهر والأسطوري هو الحاسم اليوم لدرجة كبيرة في مسار الأمور والرهان الحقيقي هو على الميدان".


ولفت إلى أن "الضفة الغربية تتقدم إلى مزيد من المواجهة والاشتعال وكيان العدو يقول إن الوضع هناك قد يضطرهم إلى سحب قوات من الجنوب والشمال لمواجهة ما يخشونه في الضفة."


وبالحديث عن الدور اليمني في المعركة, أوضح أن "اليمن اتخذت موقفا جريئا وقويًا وعلنيًا ورسميًا وأرسلوا دفعات من الصواريخ والمسيرات إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة".


واعتبر أن "ما قام به الإخوة في اليمن كان له آثار مهمة جدًا حتى لو افترضنا أن الصواريخ والطائرات لم تصل".


وذكر أن "من أهم نتائج الموقف الاستثنائي لليمن أنه أعطى دعمًا معنويًا كبيرًا جدا للمقاومين الفلسطينيين الذين يطلبون هذا الدعم".


وأشار إلى أن "التهديد اليمني ألزم العدو الإسرائيلي في تحويل جزء من دفاعاته الجوية من شمال فلسطين وجنوبها إلى إيلات", مضيفًا أن "التهديد اليمني جعل منطقة إيلات غير آمنة وهذا يعني المزيد من النزوح الإسرائيلي لنازحي غلاف غزة وهذا يزيد الضغط على العدو".


وقال "اليمن يقوم بخطوات كبيرة ومباركة ومشكورة جدًا على الرغم من التهديدات التي وجهت لهم قبل العمل وبعده وضمنها إعادة الحرب الامريكية عليهم", لافتًا إللى أن" التدخل العسكري اليمني يصاحبه حضور شعبي لا مثيل له في العالم نصرة لقطاع غزة".


وفي ما يتعلق بعمليات المقاومة في العراق, أوضح أن"استهداف قواعد الاحتلال الأمريكي في العراق وسوريا انطلق من فكرة التضامن مع غزة مع بداية المعركة خصوصًا في العراق".


وأضاف " العمليات في العراق تخدم فكرة تحرير العراق وسوريا من بقية قواعد الاحتلال الأمريكي، لكن الحيثية الأساسية التي انطلقت منها هي التضامن مع غزة".


ورأى أن "ما تقوم به المقاومة العراقية يعبر عن إقدام وشجاعة عالية فهم يقاتلون الأمريكيون الذين دخلت أساطليهم إلى المنطقة".


وشدد على أن "رجال المقاومة العراقية الشجعان يتحدون القوات المسلحة الأمريكية بالنار".


وذكر أن " الأمريكيون يضغطون على الإخوة في العراق وعلينا في لبنان ولم يتركوا قناة غربية وعربية ولبنانية لإيصال التهديدات إلينا إلا وفعلوا".


وأكد أن " التهديد الأمريكي لم يوقف عمليات المقاومة في العراق ولا في اليمن ولا في لبنان".


وتابع: "إذا أراد الأمريكيون إيقاف العمليات عليهم في العراق وسوريا فعليهم إيقاف الحرب على غزة وهذا هو الطريق الوحيد لوقف العمليات".


وأردف: "سوريا وبالرغم من ظروفها الصعبة تحتضن المقاومين وتتحمل تبعات هذا الموقف".




واستكمل "الطائرة المسيرة التي وصلت إلى إيلات قبل أيام سجلت إنجازًا كبيرًا، والعدو وقع في حالة من الضياع في تحديد المصدر فقام بقصف إحدى تشكيلاتنا في سوريا وارتقى لنا عدد من الشهداء".


وأكد أن" لا أظن أن هناك أحد يطالب سوريا كدولة وشعب بتقديم أكثر مما تقدمه وهي التي تخرج من حرب كونية وتقاتل داعش بحماية أمريكية", معتبرًا أن "رغم كل الجراح في سوريا فهي لا زالت في موقعها الصامد والحاضن للمقاومة".


وفي ما يتعلق بدور ايران, أوضح أن "موقف إيران الراسخ والمستمر سياسيًا وماديًا وعسكريًا للمقاومة الفلسطينية لم يعد خفيًا على أحد وهو معروف للجميع".


ورأى أن "اذا كان هناك قوة من مقاومة للبنان وفلسطين والمنطقة فالدعم العسكري والمالي بالدرجة الأولى هو من إيران".


وشدد على أن "الإيرانيون لم يبخلوا بالمال والسلاح والتدريب والجهد لحركات المقاومة في المنطقة ولا زالت إيران مستمرة رغم كل التهديدات".


وذكر أن " إيران لا تبدل موقفها من دعم المقاومة وهي ستبقى دائمًا وأبدًا في موقع الحامي والمساند للمقاومة".




وبالرجوع إلى جبهة جنوب لبنان, قال نصرالله أن "في جبهة لبنان العمليات مستمرة منذ 8 تشرين الأول وحتى اليوم".


وأضاف: "رغم كل الإجراءات الوقائية استمرت عملياتنا في الجبهة ورغم الحضور الدائم للمسيّرات الإسرائيلية المسلحة التي شكلت عاملًأ جديدا في المواجهة".


وتابع :"أي خطوة إلى الأمام في جبهة لبنان هي بمثابة عمل استشهادي، وهذا يعبّر من خلال حجم العمليات اليومية عن مدى شجاعة وصلابة المجاهدين الاستشهاديين".


وأردف: "في الأسبوع الماضي حصل ارتقاء كمي من ناحية عدد العمليات وعلى مستوى نوع السلاح المستخدم فنحن للمرة الأولى نستخدم الطائرات المسيرة الانقضاضية".


واستكمل: " الصواريخ التي دخلت الخدمة في الأيام الماضية على جبهة لبنان هي صواريخ بركان التي تزن 300 كغ إلى نصف طن".


وكشف "أن استخدام صواريخ الكاتيوشا كان للمرة الأولى في هذه المواجهة في الرد على الجريمة الوحشية في عيناثا والاعتداء على إقليم التفاح".


ولفت إلى أن "المسيرات والكاتيوشا كانت في مناطق أعمق داخل الأراضي المحتلة، وهذا استلزمته طبيعة المعركة فيما يرتبط بغزة والتصعيد في الجنوب".


وذكر أن "أكثر من 350 إصابة من الجنود والمدنيين وصلت إلى مستشفى واحد في الجليل شمال فلسطين المحتلة".


وتحدث نصرالله عن استهداف المدنيين وإحدى سيارات كشافة الرسالة الإسلامية في الأسبوع الماضي، حيث أوضح أنه "كان الرد من المقاومة الإسلامية".


وأوضح أن "المقاومة الإسلامية ردت بسرعة ودون تردد على الجريمة في عيناثا وأبلغنا العدو أننا لن نتسامح على الإطلاق بالمس بالمدنيين".


وكشف "عن الإدخال اليومي لمسيرات الاستطلاع إلى شمال فلسطين المحتلة وبعضها يصل إلى حيفا وعكا وصفد ويجتاز الشمال أحيانًا".


واستطرد " نحن كل يوم ندخل عددًا من الطائرات المسيرة الاستطلاعية إلى شمال فلسطين المحتلة بمعزل عن المسيّرات الانقضاضية".


ولفت إلى أن "شهدنا في الأيام الماضية موجة جديدة من التهديدات الإسرائيلي باتجاه لبنان بسبب الارتقاء الكمي والنوعي في هذه الجبهة".


وأوضح أن " المسار العام في جبهة جنوب لبنان مستمر وستبقى جبهة ضاغطة".


وأشاد نصر الله " بالمجاهدين الأبطال والبيئة الحاضنة التي تتحمل المواجهة في الجبهة اللبنانية وعبء التهجير والخسائر المادية".


واعتبر أن " الموقف السياسي والشعبي اللبناني العام موقف داعم ومشكور ويجعل من هذه الجبهة فاعلة ومؤثرة ولا أريد التعليق على المواقف الشاذة".


ورأى أن "المعركة اليوم مختلفة ولست أنا من يعلن عن الخطوات، فسياستنا في المعركة الحالية هي أن الميدان هو الذي يفعل وهو الذي يتكلم".


وأكد أن "في جبهة لبنان يجب أن تبقى العيون على الميدان وليس على الكلمات".


وشدد على أن " نحن في معركة الصمود والصبر وتراكم الإنجازات وجمع النقاط ومعركة الوقت الذي هو حاجة للمقاومة وشعوبها ويساعد في إلحاق الهزيمة بالطغاة". وذكر أن "كل العوامل داخل الكيان وخارجه ستضغط على قيادته، والضغط يجب أن يتواصل والصبر والصمود يجب أن يتواصل".


وأوضح أن " نحن نتطلع إلى أفق تنتصر فيه فلسطين ويفشل فيه العدو عن تحقيق أي هدف من أهدافه".


وختم "النصر آت إن شاء الله وأجيالنا هي التي ستشهد تحرير القدس والصلاة في المسجد الأقصى"