بلدية بيروت تواجه خطر خسارة «داتا المعلومات» المشكلة تسبَّبت بوقف إنجاز معاملات المواطنين ودفع الرواتب



يونس السيد _ اللواء
تسود بلدية بيروت حالة من الارباك بسبب العطل الطارئ على جهاز المكننة الخاص بالبلدية والذي يضم المعلومات كافة من جداول الرواتب وجداول المكلفين وكل ما يتعلق بالمعاملات التي تنجزها البلدية. مما أخر دفع الرواتب ويهدد بخسارة المعلومات وعرقلة معاملات المواطنين وفقدان «الداتا» التي يصعب تعويضها كونها معلومات مخزّنة على مدى سنين، فما حقيقة الامر وما هي المعالجات القائمة والاسباب التي عرضت نظام المعلوماتية لهذا الخطر؟
«اللواء» وفي تحقيق خاص تبيّن ما حصل، وتلقي الضوء على المشكلة القائمة والمساعي الجارية لحلها.
بلدية بيروت التي تضم دوائر ومصالح ابرزها المصلحة المالية قائمة على المكننة التي تعتمد على «سرفورات» اي مخزنات المعلومات وهي تحتاج الى الطاقة الكهربائية لتبقى تعمل بانتظام وتكون محمية من اي عطل وهو ما لم تستطع البلدية توفيره بشكل دائم للنظام الرئيسي الموجود في مبنى المصلحة المالية في وسط بيروت، حيث تملك المصلحة المالية مولداً كهربائياً بقوة 655 (K.V.A) ويحتاج الى 4 تنكات مازوت كل ساعة والمصلحة لها دوام من الساعة 8 الى الثالثة والنصف، اي ان الكهرباء تغيب عن خزان المعلومات بعد هذه الساعة. ويتسبب غياب التيار او تبدله بين المولد وكهرباء «الدولة» باعطال طالت «سرفورات» المكننة فعطلت بعضها ليصبح الضغط اكبر على التي بقيت صالحة ولاحقاً وبسبب تضاعف كمية المعلومات المطلوب تخزينها تعطلت بقية مخزنات المعلومات كلها وتوقفت معاملات البلدية كلها.
هذه المشكلة ليست وليدة اللحظة بل هي معاناة منذ 7 اشهر يعاني منها القيّمون على المكننة والذين رفعوا الكتب واقترحوا الحلول الا انها لم تؤخذ بالحسبان فوقع المحظور.
وكشفت مصادر بلدية لـ«اللواء» ان الجهاز البشري القائم على جهاز المكننة لم يقصِّر وسعى لحل الكارثة قبل وقوعها حيث طرح فكرة توفير الطاقة الكهربائية عن طريق دمج مولد المصلحة المالية مع مولد القصر البلدي عن طريق كابل كهربائي موحد طوله 350 متراً، الا ان الامر اصطدم بعوائق لوجستية ومالية منها ان الكابل ثمنه 28000 الف دولار «فريش» ويحتاج الى توصيله تحت الارض وهو متعذر ويحتاج الى جهود شركة سوليدير التي بيدها تصاميم الشبكة الارضية، فلجأ القيمون في المصلحة الى خيار الطاقة الشمسية حيث نجحوا في تأمين 128 لوحاً وتوفير الطاقة الشمسية لمبنى المصلحة المالية منذ يومين وتأمين التيار الكهربائي لجهاز المكننة عن طريق هبات قدمتها شركات ولم تتكلف البلدية عليها قرشاً واحداً ولكن كما يقال بعد «خراب البصرة» أي بعد ان تعطل نظام المكننة بالكامل.
واوضحت المصادر البلدية:«ان المعنيين في المكننة يبذلون جهوداً لدرء خطر ذهاب كامل المعلومات المخزنة،وهو اذا ما حصل كارثة حقيقية»، حيث تم استقدام شركات متخصصة كشفت على الاعطال والعمل جارٍ للحفاظ على «داتا المعلومات» ونقلها وخلال يومين سيجري تركيب «6 سرفورات» يتم شراؤها من السوق المحلي كون «السرفورات» المطلوبة كان تتجه الجهود لشراؤها من «دبي» الا ان الامر يحتاج الى 15 يوماً، وسيصار الى بدء نقل المعلومات اليها خلال 48 ساعة.
وكشفت المصادر البلدية ان فرضية خسارة المعلومات قائمة حيث ان جزءا منها سيتم فقدانه وهي المعلومات المخزنة منذ شهر 12 من العام 2022 ولغاية تاريخه وينكّب موظفو المصلحة المالية على توفير المعلومات الموجودة على الورق ليصار الى اعادة ادخالها مجدداً وتأمين حالة «صفر خسارة» وتجنيب بلدية بيروت «الكأس المر».
وختمت المصادر البلدية: ان هذه المشكلة تتحمل مسؤوليتها بلدية بيروت بشقيها التقريري والتنفيذي والتي لم تسعَ جدياً لتوفير وتحديث جهاز المكننة وتأمين مسلتزمات الحماية، وأن المطلوب وضع حلول جذرية لان خسارة المعلومات وتعطل «نظام المعلوماتية» يشلان عملية البلدية وسيجمدان معاملات المواطنين ويؤخران دفع رواتب الموظفين ويعودان بالبلدية لنظام المعتمد في القصر الحجري في فرض الحداثة، فهل القيّمون على بلدية بيروت واعون لهذا الخطر الماثل ام سيستمرون بمسيرة تأجيل المشكلة القائمة، سؤال برسم الادارة والمجلس البلدي لمدينة بيروت