كتبت اللواء
على تخوم فاصلة بين شفا جرف هاوٍ من الإنهيار او الرجوع عن حافة الهاوية، إيذاناً بدخول البلاد مساراً انقاذياً، مع الاسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية لأن «إطالة امد الشغور في موقع رئاسة الجمهورية والإمعان في تعطيل عمل المؤسسات ستكون لهما تداعيات كارثية لن يسلم منها احد حتى المعطلين»، على حدّ تعبير الرئيس نبيه بري امام وفد «لقاء التوازن الوطني»، الذي تداول معه في كيفية تدارك الانهيارات المتلاحقة، والحفاظ على الاستقرار العام على المستوى الوطني، على هذه التخوم، بقي سعر صرف الدولار يرتفع مثل لهب النار، بعدما أصبح فوق المائة ألف ليرة بـ5 آلاف اضافية، وسط ذهاب المصارف الى السلوك الأرعن بإعلان الاضراب، على مرأى من الوفود الاجنبية التي تبحث في التعثرات المالية والنقدية، في وقت يفترض فيه ان يمثل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة امام قاضي التحقيق الاول في بيروت في تهم تبييض الاموال والاختلاسات، بحضور محققين اوروبيين جاؤوا لهذه الغاية، بعدما اضيف الى الملف عنصر اضافي بإدعاء هيئة القضايا في وزارة العدل امس شخصياً على سلامة وشقيقه رجا ومساعدته ماريان مجيد الحويك بجرائم الرشوة والتزوير واستعمال المزور وتبييض الاموال والإثراء غير المشروع والتهرب الضريبي..
وسط ذلك، يقابل الرئيس نجيب ميقاتي البابا فرنسيس اليوم، في ثاني لقاء معه في اقل من عام ونصف.
ورأت اوساط حكومية معنية بالحملة المتجددة على ميقاتي بأنها تعبير عن «حنق سياسي» ومحاولة بائسة من الزيارة الى الفاتيكان من قبل الذين يزعمون بأنهم يدافعون عن حقوق المسيحيين.
وقالت الاوساط الحكومية إن المزاعم الاعلامية المتجددة ضد رئيس الحكومة لا تتعدى كونها غبارا سياسيا واعلاميا وتزويرا فاضحا، تتزامن مع تجدد حملة الابتزاز المفضوحة ضد رئيس الحكومة وعائلته».
وتشدد والاوساط» على أن الرد على كل هذه الحملات هو في القضاء الذي يبقى الملاذ الاول والاخير قي وجه المبتزين وملفقي الاشاعات والاخبار المغرضة».
وعلى وقع الانشغال بالهم المعيشي الطاغي والسجالات التي هي بلا طائل والملفات القضائية، انتقل الحدث السياسي الى روما والكويت، حيث وصل الرئيس ميقاتي الى روما ظهر امس، في زيارة رسمية الى حاضرة الفاتيكان للقاء البابا فرنسيس. وسيجري الرئيس ميقاتي ايضا محادثات مع امين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين. كذلك سيجري رئيس الحكومة محادثات ثنائية رسمية مع رئيسة وزراء ايطاليا جورجيا ميلوني. فيما باشر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط جنبلاط لقاءاته الرسمية في الكويت بإجتماعين مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية.
اما في المواقف، فأمل رئيس مجلس النواب نبيه بري «أن يتمكن المجلس النيابي من إنجاز إستحقاق رئاسة الجمهورية قريبا». وقال خلال إستقباله وفدا موسعا من «لقاء التوازن الوطني» بحث معه في آخر المستجدات السياسية وبرامج عمل اللقاء في المرحلة المقبلة على المستوى الوطني العام: أن المطلوب من الجميع الإدراك، أن ما من أحد يملك ترف هدر الوقت في ظل تردي الأوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية على النحو الذي يجري خاصة بعد أن تخطى سعر صرف الدولار المائة ألف ليرة لبنانية للدولار الواحد.
أضاف: لا أخفي قلقي من أن إطالة أمد الشغور في موقع رئاسة الجمهورية والإمعان في تعطيل عمل المؤسسات سيكون له تداعيات كارثية لن يسلم منها أحد حتى المعطلين».
وجدد الرئيس بري التأكيد «أن إنتخاب رئيس للجمهورية هو مفتاح الحل الذي يمهد لسلوك مسار الإنقاذ»، معتبرا «أن لبنان يمتلك كل مقومات النهوض والتعافي من الأزمات التي يتخبط بها وكل ذلك رهن بالإستثمار على النيات الصادقة والإرادات الخيرة والوعي بأن لبنان أصغر من أن يقسم، وأن لا خيار لمقاربة كل القضايا مهما كبرت أو صغرت إلا بالحوار والتوافق وفي المقدمة رئاسة الجمهورية».
واعرب المرشح ميشال معوض عن امله بالذهاب الى تسوية لان المواجهة ليست هدفنا، وما اعنيه بتسوية هو اكثرية فاعلة في مجلس النواب تطرح رئيساً اصلاحياً للجمهورية، مشيراً الى أن «التخوف الامني في لبنان موجود»، كاشفاً عن تواصل مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ولكن من دون اية نتيجة، فلا يكفي ان يعارض انتخاب فرنجية، رافضاً المشاركة بأية تسوية كانت.
جنبلاط في الكويت
وفي اول نشاط رسمي له في الكويت، زار جنبلاط جنبلاط امس، رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، بحضور وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، يرافقه عضو اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن وأمين السر العام في الحزب ظافر ناصر، وقد تم استعراض الأوضاع السياسية وتعزيز العلاقة بين البلدين والشعبين.
ثم زار جنبلاط والوفد وزير خارجية الكويت الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح، بحضور مساعد وزير الخارجية لشؤون الوطن العربي السفير أحمد عبد الرحمن البكر، حيث جرى عرض للتطورات السياسية والعلاقات الثنائية بين البلدين.
واوضح النائب ابو الحسن في اتصال لـ «اللواء» من الكويت: ان زيارة الكويت جاءت بعد انقطاع استمر ثلاث سنوات بسبب ظروف جائحة كورونا وظروف لبنان، لكنها للتأكيد على تعزيز العلاقات التاريخية التي تربط دارة المختارة بالكويت وبشيوخ آل الصباح وهي تاكيد على تعزيز العلاقة التاريخية بين لبنان والكويت وهي لفتة تقدير ايضا لدولة الكويت على كلما قامت وتقوم به للوقوف الى جانب لبنان في الظروف والازمات الصيبة، بخاصة ان الكويت تستضيف جالية لبنانية واسعة تحظى بإهتمام كبير، وكذلك الجالية تلتزم بكل القوانين والانظمة.
اضاف: جرى التأكيد خلال اللقاءين على اهمية الخطوة التاريخية الجريئة التي قام بها ولي العهد السعودي من خلال الاتفاق الذي حصل مع ايران، وكيفية الاستفادة من هذا المناخ الايجابي، وكيفية الاسراع في لبنان في التقاط هذه الفرصة والمبادرة من اجل بداية الانقاذ عبر انتخاب رئيس للجمهورية بعيد عن منطق التحدي والغلبة. رئيس توافقي يحمل رؤية وبرنامجاً اقتصادياً .
وتابع :كان تأكيد على اهمية استقرار لبنان السياسي، وهذا يتم ايضاً بالحفاظ على اتفاق الطائف وتطبيق مندرجاته.
وأكد ان «الوفد لمس من الكويت كل حرص وكل محبة تجاه لبنان واللبنانيين، ودعا المسؤولون الكويتيون الى الاسراع في انتظام العملية الدستورية وقيام المؤسسات».وقال: ان الاخوة الكويتيين والسعوديين بشكل خاص والخليجيين بشكل عام، كانوا من اوائل الداعمين للبنان ولن يتأخروا اذا قمنا بالخطوات المطلوبة على المستوى الداخلي.
وكان جنبلاط قد قال خلال لقائه الجالية اللبنانية مساء امس الاول:أزور الكويت في ظل زلزال كبير في المنطقة، ضربة معلّم إن صح التعبير، قام بها الأمير محمد بن سلمان والخليج طبعاً، في محاولة ترطيب العلاقات وفتح آفاق جديدة بين الشعب العربي والشعب الإيراني، بين الطوائف، فاتحاً المجال للهدوء، بدل الحروب، كفانا حروبا في العراق وسوريا ولبنان، كفى، لذلك هذه الخطوة جداً مهمة.
وعن موعد وصول نتائج هذا التقارب إلى لبنان، قال: علينا ان نتواضع، ثمة جدول أعمال، إصلاحات في قطاعات منها الكهرباء، المصارف، إلى آخره، جدول أعمال طويل مطلوب منا، وقد يأتي الانفراج الاقليمي، وننطلق من ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، ولا يمكن انتخاب رئيس تحد من أي فريق، بل رئيس توافقي، وليس توافقياً من أجل التوافق بل من أجل الإصلاح.
وقال:إننا اجتزنا الأمر بعد عشرات السنوات في مصالحة الجبل برعاية البطريرك نصرالله صفير، وهو إنجاز كبير ويجب أن نستمر فيه، ونذكر أن ما من أحد في البلد يلغي الآخر، لذلك نجدّد دعوتنا إلى الحوار.
سلامة تغيّب والدولة تدّعي عليه
اما في الملف القضائي، فقد حضر وفد المحققين الاوروبيين الذين سيستمعون الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الى قصر العدل في بيروت، فيما لم يمثل سلامة الذي تقدم بمذكرة توضيحية معتبرا ان استدعاءه لجلسة تحقيق اوروبية هي انتهاك للسيادة اللبنانية كما استند للمعاهدة الدولية لمكافحة الفساد التي تجيز للدولة أن ترجئ المساعدة القانونية بسبب تعارضها مع تحقيقات أو إجراءات قضائية جارية.
وافيد ان النيابة العامة التمييزيّة رفضت مذكّرة التوضيح التي تقدّم بها سلامة.
وظهرا، تم رفع جلسة استجواب رياض سلامة حتى صباح الغد وحدد القاضي أبو سمرا موعدا جديدا لحاكم مصرف لبنان نهار غد الخميس. واوضح ابو سمرا ان «موعد جلسة الاستماع لسلامة الخميس عند الساعة العاشرة والنصف وان تنفيذ الاستنابة لا يتعارض مع القانون اللبناني وفي حال تغيّب سلامة فانا انفذ استنابة قضائية وبالتالي يعود للقضاء اتخاذ القرار المناسب ولكن من خارج الاراضي اللبنانية».
وقد اكد الوكيل القانوني لسلامة حضور حاكم مصرف لبنان غداً لجلسة استجوابه.
وفي تطور قضائي آخر بحق سلامة، تقدّمت الدولة اللبنانية، ممثلةً برئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة اسكندر، بإدعاء شخصي في حق كل من حاكم مصرف لبنان رياض توفيق سلامة وشقيقه رجا توفيق سلامة وماريان مجيد الحويك وكل مَن يظهره التحقيق، وذلك تبعاً لإدعاء النيابة العامة الإستئنافية في بيروت بموجب ورقة الطلب المقدّمة الى قاضي التحقيق الأول في بيروت بالإنابة شربل أبو سمرا، بجرائم الرشوة والتزوير واستعمال المزوّر وتبييض الأموال والإثراء غير المشروع والتهرّب الضريبي.
وطلبت في الخاتمة:
«- أولاً: توقيفهم وحجز أملاكهم العقارية وتجميد حساباتهم المصرفية وحسابات أزواجهم وأولادهم القاصرين لمنعهم من التصرّف بها حفاظاً على حقوق الدولة اللبنانية، وإصدار القرار الظني في حقهم تمهيداً لمحاكمتهم أمام محكمة الجنايات في بيروت لإنزال أشد العقوبات في حقهم لخطورة الجرائم المدّعى بها في حقهم، محتفظةً بحقق تحديد التعويضات الشخصية أمام محكمة الأساس.
- ثانياً: إحالة نسخة من الدعوى على هيئة التحقيق الخاصة لدى مصرف لبنان بواسطة النيابة العامة التمييزية لتجميد حسابات المدعى عليهم وحسابات أزواجهم وأولادهم القاصرين لدى المصارف اللبنانية والأجنبية.
- ثالثاً: إصدار القرار بوضع إشارة هذه الدعوى على عقارات المدّعى عليهم لمنعهم من التصرّف بها»، بحسب الوكالة الوطنية للاعلام.
ونفى وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري الخوري، علمه بقرار رئيسة هيئة القضايا في الوزارة، بالادعاء على سلامة.وأكد الخوري في حديث تلفزيوني، أن رئيسة هيئة القضايا تتخذ قراراتها باسم الدولة اللبنانية وليست بحاجة لموافقتي.
الدولاروالمحروقات
وسط هذه الاجواء، وفي ظل اضراب المصارف الذي استؤنف امس، واصل الدولار تحليقه متجاوزا سقف المئة الف ليرة الى 103 الاف مساءً ، رافعاً اسعار المحروقات والخبز... في السياق، أكّد وزير الاقتصاد امين سلام خلال استقباله نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فريد بلحاج «الحرص على تأمين الاستقرار على مستوى الرغيف وهو ما تحقق من خلال إتفاقية القرض والاجراءات التي تتخذها الوزارة لمنع التلاعب برغيف اللبنانيين».
وفي السياق، أكد وزير الاتصالات جوني القرم أن الترابط موجود بين الاقتصاد والاتصالات وقبل رفع التعرفة، قمنا بدراسة وتوقعنا ان نخسر 26% من حجم الاتصالات انما ما حصل اننا خسرنا 10 الى 15% بالداتا وان استمررنا بهذا المنحى ستكون هناك مشكلة حقيقية وسنخسر مشتركين.
تربويا، وقّع وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل طلب فتح حساب لصالح وزارة التربية لتحويل قيمة السلفة التي أقرّها مجلس الوزراء بقيمة 1050 مليار ليرة لبنانية في إطار خطة إنقاذ العام الدراسي. سبق ذلك لقاء عقد في مكتب الوزير الخليل في وزارة المالية ضم وزير التربية عباس الحلبي ومدير عام التربية عماد الأشقر ورئيس لجنة التربية النيابية النائب حسن مراد وأعضاء من اللجنة النيابية، أشرف بيضون وإيهاب حمادة.