بعد مرور نحو أسبوع على اختفائه، تطورات طرأت على قضية إمام مسجد بلدة القرقف العكارية في لبنان الشيخ أحمد الرفاعي.
وتؤكد المعلومات أن جثة الشيخ الرفاعي عثر عليها في منطقة ضهور حسين في عيون السمك قضاء المنية شمال لينان وهي مصابة بطلقات نارية عدة .
وآخر المعطيات التي أفضى إليها التحقيق مع ابن عم الشيخ أحمد شعيب الرفاعي، تشير إلى اعترافه باقدامه على ارتكاب الجريمة والبحث جار عن الجثة للتثبت من صحة اقواله.
وتسود بلدته القرقف حاليا حالة من التوتر على خلفية خبر مقتله وسط انتشار أمني كثيف في المكان منعاً لأي تطورات أمنية ومحاولات ثأر.
ثمانية أشخاص تعاونوا على اختطافه من بينهم اشخاص من عائلته وافراد من طرابلس، وجميعهم في عهدة شعبة المعلومات.
مخاوف الزوجة وتوقعات المحامي
وقبل تسارع الأحداث يوم السبت تواصلت "جسور" في الصباح الباكر مع زوجة الشيخ أحمد الرفاعي التي أبدت تمسكها بأمل عودته حتى اللحظة الأخيرة وعبّرت فقط عن تخوفها من "احتمال تعرض الشيخ لإصابة بليغة أثناء الاعتداء عليه وخطفه، أجبرت الخاطفين على تمديد فترة احتجازه حتى تعافيه" من دون أن تقدم معلومات إضافية حول مدى معرفتها بهويتهم.
في المقابل صدقت توقعات المحامي محمد صبلوح في حديثه إلى "جسور" ظهر السبت حيث أبدى تخوفاً من الوقت الضاغط "كل يوم يمر من دون ظهور الشيخ الرفاعي ينذر بنهاية مأساوية للقضية".
معلومات خاصة
وحصلت "جسور" على معلومات خاصة صباح السبت من مصدر فضل عدم ذكر اسمه، أشار إلى أن أصابع الاتهام تتجه نحو رئيس بلدية القرقف يحي الرفاعي، على خلفية شؤون بلدية تعود لسنوات، بسبب تخوف الأخير من منافسة الشيخ الرفاعي له على رئاسة البلدية. وسبق لرئيس البلدية في الانتخابات البلدية الماضية عام 2016، بحسب المصدر، أن لفق للشيخ تهمة الانتماء إلى داعش ليقطع عليه الطريق للترشح ضده، إضافة إلى مشاكل أمنية متفرقة كحرق سبارة الشيح الرفاعي.
ويؤكد المصدر أن رئيس البلدية صاحب نفوذ كبير ومع اقتراب موعد الانتخابات البلدية أعد خطة محكمة لاختطاف الشيخ بهدف ترهيبه والضغط عليه، مشيراً إلى أنه يخضع اليوم للتحقيق بعد أن أخلي سبيله أمس.
أداء الخاطفين
وأثار أداء الخاطفين علامة استفهام لدى المحامي صبلوح من طرابلس الذي أكد خلال الاتصال أنه "لا يمكن أن تقوم عصابة من ثمانية أشخاص مدججين بعملية الخطف وبطريقة علنية لو لم تحصل على غطاء أمني إذ كان يكفي قيام اثنين بها".
وأوضح أن "القوى الأمنية تملك تقنيات عالية لكشف أدق التفاصيل وقد كشفت عن وجوه مموهة لأشخاص أدلوا بشهادات في مناسبات عديدة، بالتالي كان يجدر بها، مع ما لديها تقنيات تتبع سيارات الخاطفين منذ انطلاقها" مستغرباً غياب الأمن في هذه الحالة.
عملية الاستدراج
وإذ أكد صبلوح أن لا مبرر لذهاب الشيخ الرفاعي إلى منطقة "شبه مقطوعة" مساء ذلك اليوم، رجح بالتالي فرضية "قيام العصابة باستدراج الشيخ الرفاعي إلى محيط الجامعة العربية لتنفيذ العملية فيما تجرأ أحد أفرادها على قيادة سيارته ووضعها أمام مستشفى الهيكيلية الذي يبعد سبع دقائق بالسيارة عن مكان الاختطاف".
وأعاد المحامي التصويب على دور الأجهزة الأمنية في تتبع آثار الخاطفين "لو تابعت الأجهزة الأمنية داتا الاتصالات لاستطاعت التوصل إلى خيط مهم في القضية كي تبني على الشيء مقتضاه" مؤكداً أيضاً وجود كاميرات مراقبة على مستشفى الهيكيلة".
وأشار إلى أن دار الفتوى تتابع الموضوع وتقوم باتصالات مكثفة مع كامل الأفرقاء والأجهزة الأمنية لمعرفة كافة التفاصيل.
تفاصيل ما بعد الخطف
بعد مرور خمسة أيام على إختفاء الشيخ الرفاعي، دهمت القوة الضاربة في فرع المعلومات منزل رئيس بلدية القرقف يحي الرفاعي وقامت بتوقيفه وإبنه علي وإبن شقيقه وهو عنصر في القوة الضاربة، ليخلى سبيل رئيس البلدية فقط بعد منتصف الليل ومن ثم اليوم اعيد الى التحقيق.
ورافق عملية التوقيف استياء وغليان في بلدة القرقف، ما دفع بمفتي عكار إلى دعوة أهالي البلدة والجوار للتحلي بالهدوء وعدم الانجرار إلى الشائعات، مؤكداً "نحن الذين طالبنا ولا نزال الأجهزة الأمنية بالتحقيق، ولذلك كل إستدعاء لشخص أو توقيفه يأتي ضمن سياق التحقيق الطبيعي".
وغادر الشيخ الرفاعي بلدة القرقف، مساء الاثنين الماضي متجهاً إلى البداوي حيث صلى المغرب في المسجد ثم أكمل باتجاه الميناء قبل أن تختفي آثاره نحو الساعة السادسة فيما كشفت التحريات أن آخر ظهور لهاتفه كان في محلة البحصاص. ولاحقاً عُثر على سيارته قرب "مستشفى الهيكلية" في قضاء الكورة، وأكدت كاميرات المراقبة أنها موجودة في المكان منذ ثلاثة أيام، وقد أجرت الأجهزة الأمنية مسحا في المنطقة.
وروى شاهد عيان من سكان منطقة ميناء طرابلس المحيطة بحرم جامعة بيروت العربية أنه شاهد مساء الاثنين "رجلاً يعتقد انه الشيخ الرفاعي استوقفته عند شاطئ الميناء في المحلة سيارتا دفع رباعي وقام من بداخلها بضرب الرجل وبإجباره على الركوب في السيارة".
وأضاف الشاهد "أن من تعرض للشيخ الرفاعي نسي أحد قفازيه في المكان وعليه آثار دماء". وبات الدليل الوحيد في عهدة الأجهزة الأمنية. ويوم الجمعة وضعت قاضية التحقيق الأولى في الشمال القاضية سمرندا نصار يدها على الملف وبدأت تحقيقاتها في القضية، وانتقلت إلى منطقة الكورة لمعاينة سيارة الشيخ الرفاعي.