يونس السيد _ جريدة اللواء
كأن بيروت العطشى وأهلها وسكانها الذين يكابدون لتأمين المياه بواسطة الصهاريج ينقصهم همّ جديد هو تلوث مياه الشفة التي أصبحت التغذية بها للمنازل حلماً ولو لساعات معدودة،ولكن هذا الحلم تحول الى كابوس حيث اكتشف سكان منطقة المزرعة ان المياه التي تصل الى بيوتهم ملوثة بمياه المجارير وهي تهدد صحتهم وحياتهم، فالمياه الآسنة من لون ورائحة ظاهرة للعيان مما جعلهم يناشدون المعنيين التدخل لوقف هذه الكارثة.
إلا أن لا شركة مياه بيروت ولا بلدية بيروت ولا وزارة الطاقة والمياه استجابت لندائهم وصرختهم.
مصادر بلدية اوضحت لـ«اللواء» ان هذه المشكلة تعاني منها كل بيروت ولكن بنسب تلوث أقل في الغالب لا يمكن رؤيته بالعين المجردة بل يحتاج الى اجراء فحوصات مخبرية دورية للتأكد من سلامة المياه.
واوضحت ان المسؤولية مشتركة بين شركة مياه بيروت والبلدية كون شبكة المجاري وشبكة المياه في الكثير من المناطق البيروتية وخصوصاً الاحياء الداخلية قديمة العهد وتعود للعهد العثماني والفرنسي وان ورشة التأهيل طالت مناطق رئيسية فيما جزء كبير لم يتم تأهيله حيث الشبكات تصاب بالعطل والكسر وتتداخل وتختلط المياه الآسنة بمياه الشفة، محذرة ان هذا الامر لا يمكن السكوت عنه لانه يتعلق بصحة الناس وحياتهم وخصوصاً في ظل تفشي مرض الكوليرا الذي ينتقل عبر المياه الملوثة واذا انتشر في بيروت فالنتائج كارثية، وأن المطلوب تأهيل الشبكات القديمة وخصوصاً قساطل مياه الشفة حتى لا تكرر مشهدية انفجار القساطل كما حصل في خط مياه الشفة المخصص لبيروت والذي انفجر في منطقة الجديدة واحتاج تصليحه الى جوانات خاصة بسبب قدمه.
ي.س