ابرز ما تناولته صحف اليوم الاربعاء ١٢ تشرين الاول ٢٠٢٢


دفعت الولايات المتحدة الاميركية بكل ثقلها من اجل التوصل الى اتفاق حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، والأهم التعهد بالمضي قدماً في ضبط السلوك الإسرائيلي لجهة عدم التنصل مما تم بلوغه.

ولم تكن عبارة الرئيس الاميركي جو بايدن، إنها «مجرد بداية» خلال الاتصال المطوّل الذي اجراه مع الرئيس ميشال عون، وطلب اثناءه ان ينقل شكر بايدن الى الرئيس نبيه بري «على المفاوضات واتفاقية الإطار التي توصلنا اليها».

وبعيداً عن الشكر وتبادل المجاملات، فقد وصف الرئيس عون الاتفاقية «بالتاريخية» في منطقة عصفت بها الصراعات والحروب.

والأهم في نظر بايدن، ان الاتفاقية «هي فرصة ايضاً لإعادة واستعادة الاستثمارات الاجنبية والخارجية في بلادكم والتي انتم في امسّ الحاجة اليها، وهذا سيساعدكم أيضاً على تعزيز فرص استغلال واستكشاف النفط والغاز في بلادكم لتحسين حياة الملايين من شعبكم. وإن تنفيذ هذه الاتفاقية بحسن نية سوف يكون امراً رئيسيًا ويلعب دوراً اساسياً في تحقيق النجاح، ونحن دائماً موجودون لمساعدتكم في اي وقت تحتاجون فيه الى المساعدة، وسنتأكد من التزام اسرائيل بجميع التزاماتها بموجب هذه الاتفاقية».

وبدا الرئيس الاميركي، وهو يتحدث الى الرئيس عون، وكأنه منخرط في صميم الازمات اللبنانية، فبعد الاشارة الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وان تجرى في موعدها وبموجب الدستور، وتأليف حكومة قادرة على استعادة ثقة شعبها، وتتمكن من تحقيق الاصلاحات الاقتصادية والسياسية اللازمة للبلاد، من زاوية اعتماد مبدأ «الحوكمة الجيدة لانقاذ البلاد».

وقالت مصادر سياسية ان محاولة التيار الوطني الحر، تصوير اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، بانه انجاز حققه عهد الرئيس ميشال عون بمفرده، هو مجاف للحقيقة وامعان في انكار الجهود التي قام بها مسؤولون وسياسيون اخرون، قبل تسلم عون الرئاسة بسنوات عديدة، بدءا من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وبعده الحكومات المتعاقبة تباعاً برئاسة سعد الحريري ونجيب ميقاتي، وجهود رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وكانت العقبات والعراقيل المفتعلة، بايعاز من «حزب الله» و «التيار الوطني الحر»، تقف عثرة امام التوصل الى اتفاق بهذا الخصوص كما هو معلوم للقاصي والداني، مع الترويج المنظم لحملات العمالة والخيانة لكل من يدعو لانجاز مثل هذه الاتفاقات

وقالت المصادر انه بدلا من أن يلوم «التيار الوطني الحر» نفسه وحليفه «حزب الله» لتعطيل التوصل الى الاتفاق المذكور قبل عشر سنوات، لان الراعيين الايراني والسوري، لم يكونا موافقين على ذلك يومذاك، يحول التيار نسب هذا الاتفاق لعهد ميشال عون، للتغطية على الخسارة الضخمة، التي تسبب بها تعطيل الاتفاق، وتصويرها كانجاز يسجل للعهد الكارثي الذي اغرق البلد، بسلسلة من المشاكل والازمات ماثلة للعيان، في حياة اللبنانيين، ولن تنفع في تبييض صفحته السوداوية المطبوعة في ذاكرة المواطنين.

واشارت المصادر ان انجاز اتفاقية الترسيم بين لبنان وإسرائيل، بالرغم من كل محاولات التورية والتغطية على محتواها وابعادها السياسية والامنية والاقتصادية، تشكل بداية مرحلة جديدة بالعلاقات العدائية بين البلدين، وتشكل مدخلاً للبحث في المشاكل المعقدة، التي تطال الترسيم البري في المرحلة المقبلة، وابعد من ذلك، باتجاه ارساء حالة من الاستقرار الامني الدائم على الحدود اللبنانية الجنوبية، التي لم تسجل اي اهتزازات او اواشتباكات واسعة مع «حزب الله» منذ صدور القرار الدولي رقم1701 في صيف العام 2006، واكبر دليل التصريحات والمواقف الاميركية والاسرائيلية بهذا الخصوص.

وشددت المصادر على أن اتفاق الترسيم، لم يكن ليحصل لولا وجود تفاهم اميركي ايراني، غير معلن، وتقاطع مصالح، وليس نباهة المفاوض اللبناني وسكوت «حزب الله» المطبق واعلان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله انه يقف خلف الدولة اللبنانية وما تتخذه من قرارات بهذا الخصوص، اكبر دليل على حصول هذا التفاهم الذي رمت الادارة الاميركية بكل امكانياتها لتحقيقه، في حين اظهر الاتصال الذي اجراه الرئيس الاميركي جو بايدن بالرئيس عون، مدى جدية واشنطن وتدخلها لتحقيقه.

واعتبرت المصادر ان كلام السفيرة الاميركية في لبنان عن الاتفاق واعلانها انه سيفتح افاقا جديدة امام لبنان في مجال الطاقة والاستثمارات فيها، يؤشر بمكان ما الى ان صفحة جديدة في العلاقات مع لبنان قد فتحت، وان انجاز اتفاق الترسيم هو المفتاح الأساس لتطور هذه العلاقات نحو ما اعلنت عنه.

من جهة ثانية، كشفت مصادر متابعة معلومات ترددت، بان نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، سيزور بعبدا قريباً لاعلان انتهاء مهمة التفاوض بخصوص اتفاقية الترسيم ألذي كلفه بها رئيس الجمهورية ميشال عون، وبالمناسبة سيعلن استقالته من «التيارالوطني الحر»، للتفرغ لمنصب نائب رئيس مجلس النواب، الذي يتطلب منه متابعة وعملاً دؤوباً، في حين وضعت المصادر خطوة بو صعب، بانها تأتي في اطار الخلاف المستفحل مع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل والتي تفاعلت أثناء الانتخابات النيابية الاخيرة، واستباقاً لمرحلة التطهير بالتيار التي سيبداها باسيل بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون مباشرة، في اطار التخلص من جميع خصومه داخل التيار.

وعلى الأرض الدبلوماسية، اعتبرت السفيرة الاميركية ان الاتفاقية ستطور قطاعات الطاقة وتوفّر الاستثمار الخارجي في لبنان، وتؤمن موارد طاقة للأسواق، وتعزز الاستقار وعلى جميع الاطراف الالتزام بالاتفاق.

ووصفت الخارجية الاميركية الاتفاق بين اسرائيل ولبنان على إنهاء النزاع على الحدود البحرية انجازاً دبلوماسياً رائعاً.

وكانت تسارعت بين ليل امس الاول وصباح امس، التطورات المتعلقة بإتفاق ترسيم الحدود البحرية، حيث بدأت بتسلم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب قرابة الساعة الواحدة من فجر امس الثلاثاء، الصيغة الاخيرة لمقترحات ترسيم الحدود البحرية من الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، وتم التدقيق في مضمونها. لكن قمة الايجابية في الانتهاء من مفاوضات الترسيم جاءت في اتصال الرئيس الاميركي جو بايدن عصر امس بالرئيس ميشال عون « هنأه خلاله بانتهاء المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية ومؤكداً وقوف الولايات المتحدة إلى جانب لبنان لتحقيق الاستقرار وتمكينه من تعزيز اقتصاده والاستفادة من ثرواته الطبيعية».

كما اجرى بايدن اتصال تهنئة مماثل برئيس وزراء العدو يائير لابيد.

كما رأت وزارة الخارجية الإيطالية أن «اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، ستكون له انعكاسات مهمة على الاستقرار والازدهار الإقليميين»، حسبما ذكرت وكالة «نوفا» الإيطالية للأنباء.

وقالت في بيانٍ: إيطاليا ترحب بجهود الأطراف المعنيين ووساطة الولايات المتحدة، وتأمل انجاز الاتفاق الذي تم الإعلان عنه للتو في أقرب وقت».

وحسب المعلومات عن الرد الذي تسلمه بو صعب، فهي تشير الى ان الملاحظات اللبنانية تم اخذها في الاعتبار في النقاط التي كانت عالقة، ومع ذلك يُفترض ان تُدرس الصيغة بدقة لاعداد الرد عليها.

وصباح امس، سلّم بو صعب، الرئيس عون الصيغة التي تسلمها من هوكشتاين في ملف الترسيم. واكدت رئاسة الجمهورية: ان الصيغة النهائية للعرض مرضية للبنان وتلبي مطالبه وحافظت على حقوقه في ثروته الطبيعية وذلك في توقيت مهم بالنسبة الى اللبنانيين.

وأضاف مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية: نأمل ان يتم الإعلان عن الاتفاق حول الترسيم في اقرب وقت ممكن، مؤكدا ان الرئيس ميشال عون سيجري المشاورات اللازمة حول هذه المسألة الوطنية تمهيداً للإعلان رسمياً عن الموقف الوطني الموحد.

واوضح بوصعب على ان «العرض الأميركي لترسيم الحدود البحرية ليس اتفاقا أو معاهدة مع إسرائيل، فنحن لا نعترف بإسرائيل». مشيرا الى ان «القرار النهائي بقبول العرض يعود لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة».

وأكد بو صعب أن «لبنان سيحصل على كامل حقوقه من حقل قانا والاسرائيلي يمكن ان يأخذ تعويضاته من شركة توتال وليس من لبنان، وسبق للبنان ان وقع اتفاقا مع توتال في العام 2017».

وزار بو صعب السرايا الحكومية حيث التقى الرئيس نجيب ميقاتي. الذي ابدى أمله «ان يصل ملف ترسيم الحدود البحرية اللبنانية الى نهاياته في وقت قريب، بعدما نجحت الجهود التي قام بها الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين في التوصل الى مسودة اتفاق تحفظ الحقوق اللبنانية.

وقال الرئيس ميقاتي: ان الموقف اللبناني الموحّد في هذا الملف وتشبث لبنان بحقوقه ومطالبه افضى الى هذه النتيجة الايجابية، وكلنا امل ان تبلغ الامور خواتيمها ومن ثم المباشرة بالخطوات العملانية للتنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية.

وشكر الرئيس ميقاتي الادارة الاميركية على الجهد الذي قامت به في ما تم التوصل اليه، وبشكل خاص السيد اموس هوكشتاين الذي قاد عملية التفاوض بدقة وحرفية وصبر. كما توجه بالشكر الى فرنسا «التي ساهمت بشكل مباشر في الوصول الى ما تم التفاهم علبه وتذليل العقبات التي طرأت خلال المفاوضات غير المباشرة».

وانتقل بو صعب الى عين التينة والتقى الرئيس نبيه بري وسلمه نص الاتفاق، وقال: اطلعت الرئيس بري على الملاحظات التي اعطاها على المسودة النهائية للاتفاق بشأن ترسيم الحدود. وأكد «أن الملاحظات التي طالب بها لبنان أُخذ بها في المسودة النهائية والنقاش حول المسودة والتعديلات التي طرأت عليها تم الانتهاء منها».

وتابع: أن الموقف الموحد اعطى لبنان قوة والجميع يعرف ان لبنان ليس ضعيفا خصوصاً في هذه المفاوضات التي تعني سيادتنا والحفاظ على حقوقنا. وصلنا الى الصيغة النهائية بفضل قوة موقف لبنان وهذه الصيغة تدرس من قبل الرؤساء وسيكون هناك موقف موحد للبنان.

واضاف: سنودع الاتفاق لدى الامم المتحدة وهو ليس بين لبنان ودولة لا نعترف بها انما مع الولايات المتحدة الاميركية والمفاوض اخذ بالاعتبار المطالب اللبنانية.

وفي حديث لمحطة «سي ان ان» الاميركية، قال بوصعب: رداعلى سؤال حول امكانية استتباع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل باتفاق تطبيع: إن اتفاق الترسيم لا ينضوي تحت لواء التطبيع مع إسرائيل، إذ إن مسألةً مماثلة تتطلب حلّ العديد من المشاكل.

واضاف رداً على سؤال حول مدى التزام الطرفين بالاتفاق: أننا ملتزمون بالاتفاق، وعلى الإسرائيليين أن يسألوا أنفسهم ما البديل عن هذا الاتفاق؟

وأردف: ان شركة توتال عقدت اتفاقاً ربما قد يحد من أرباحها من أجل انجاز هذا الاتفاق، لأن لبنان لم يكن بوارد التنازل عن أي من حقوقه.

وغرد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على تويتر قائلاً: اما وقد تم الترسيم بدون مشاكل وبدون حرب، والفضل يعود الى اهمية الدبلوماسية التي اوصيت بها، والتي تستند على القوة الناعمة «للمّسيّرات» لكن يبقى الاهم لبنانياً ان تشكل الشركة الوطنية للحفاظ على الثروة الوطنية بعيداً عن اي وصاية محلية وشركات النفط الوهمية التي تشكلت.!

هل وافق الحزب؟

الموقف أشار إليه الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله ليل امس بقوله الى اننا أمام ساعات حاسمة في ملف ترسيم الحدود البحرية، والمعني باعلان الموقف اللبناني هو فخامة الرئيس ميشال عون بعد التشاور مع رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، ونحن ننتظر إعلان الموقف الرسمي من فخامته. وفي كلمة خلال احتفال في ذكرى المولد النبوي الشريف، قال السيد نصرالله بالنسبة لنا كمقاومة ما يعنينا هو الموقف اللبناني ونحن إلى جانب الدولة، وما يهمنا هو ما يقوله المسؤولون اللبنانيون وهو أن هذا الاتفاق يلبي المطالب اللبنانية.

واضاف السيد نصرالله نحن ننتظر الموقف الرسمي من حكومة العدو ولو أن رئيس الحكومة أعلن موافقته، يبقى موافقة الحكومة، وبالنسبة لنا نحن سننتظر اللحظة التي تذهب فيها الوفود إلى الناقورة للتوقيع وفق آلية معينة حينها يمكننا القول أن الاتفاق حصل.

وفي أول تعليق من «مصادر حزب الله» على التطوّرات المتسارعة في ملفّ الترسيم، أفاد مصدران لبنانيّان لوكالة «رويترز» أنّ الحزب الله أعطى الضوء الأخضر لاتفاق ترسيم الحدود البحرية مع الإحتلال الإسرائيلي.

ووفق «رويترز»، فقد ذكر مسؤول كبير في الحكومة اللبنانية وآخر مقرب من حزب الله أنّ «الحزب وافق على بنود الاتفاق واعتبر أنّ المفاوضات انتهت».

توتال في بيروت:التنقيب قريب

في هذا الوقت، اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع وزير الطاقة وليد فياض ووفد من شركة توتال الفرنسية وصل صباحاً الى بيروت، ضم رئيس مجلس الإدارة المدير العام رومان لامارتينيار، مدير الشركة ومدير التنقيب عن النفط والإنتاج لوران فيفيه، ومدير شمال افريقيا جان جايلي. طلب ميقاتي من ممثلي شركة «توتال» المباشرة بالاجراءات التنفيذية للتنقيب في المياه اللبنانية فوراً.

بعد اللقاء، أوضح فياض أن «توتال وعدتنا بالاسراع بالتنقيب عن النفط في الحقول اللبنانية ولبنان سيصبح دولة نفطية، والتزام توتال خير دليل على ذلك».

وقال: العمل جدي وهذا الملف إيجابي جدا للبنان ليسمح لنا بالإنتقال الى مكان آخر ونصبح على طريق الدول النفطية. ونعد بمستقبل أفضل لتخطي الأزمة الاقتصادية.

واوضح فياض: أننا كوزارة طاقة معنيون بالتنقيب و«توتال» ستحضر الخطة، وسنحرص على أن تكون خطة سريعة وسنحضر الامور اللوجستية وسنبدأ الاعمال فوراً.

وردا على سؤال قال: الامور اللوجستية يلزمها وقت، ولكن ستبدأ الأعمال فورا، والشركة تأخذ الأمر بجدية ولا ضرورة للسلبية في التعاطي معها، وسيكون لي لقاء آخر مع الشركة في وزارة الطاقة لمتابعة الحديث عن هذا الموضوع.

الحكومة

سياسياً، وبعد وصول ملف الترسيم الى خواتيمه، افادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء»إن موقفا سيصدر اليوم عن رئيس الجمهورية مع العلم أن الموقف كان سيعلنه الرئيس عون أول من امس مشيرة إلى أنه بعد ذلك تبرز مسألة تأليف الحكومة إلى الواجهة مجددا، مع العلم أن أي موقف واضح لم يصدر بأستثناء ما كرره السيد نصرالله حول الإسراع في تشكيل الحكومة.

لكن المصادر قالت أن هناك عراقيل قائمة أمام هذا التأليف واعتبرت أنه ما لم يتم التشكيل في نهاية الأسبوع أو منتصف الأسبوع المقبل كحد أقصى، فقد تصعب المهمة.

إلى ذلك، فهم ان موضوع تبديل الوزراء لا يزال العائق الأساسي.

لكن مصادر وزارية ابلغت «اللواء» ان الموضوع الحكومي عاد بقوة الى الواجهة، وان عقدة التبديل الوزاري تتجه للحلحلة على اساس ان المرجعيات المعنية ستتولى تسمية الوزراء الخمسة المرشحين للتبديل، فوزير المال البديل يسميه الرئيس بري، ووزير الاقتصاد الرئيس ميقاتي، والوزيرالدرزي يبقى من حصة النائب السابق طلال ارسلان، في حين ان الوزيرين المسيحيين اللذين سيتغيران يسميهما الرئيس عون.

وعلى الصعيد الحكومي، دعا السيد نصر الله كل المعنيين الى تأليف حكومة في الوقت المتاح، داعياً الى عدم اليأس.

الجلسة النيابية

وعشية الجلسة النيابية غداً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، كشف المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل اننا على تواصل مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، ودوره اساسي في هذه المرحلة، ولديه الرغبة كالرئيس بري بالتوافق لانتخاب رئيس الجمهورية، مشيراً الى ان موقف حزب الله واضح بأنه حريص على ايجاد تفاهم بين باسيل وفرنجية، كاشفاً عن ان «أمل» لن تنتخب باسيل رئيساً للجمهورية، مكرساً الطلاق مع التيار الوطني الحر..

وقال خليل: فرنجية كان مرشحنا في الانتخابات السابقة، لكن لا مرشح لدينا في هذه الانتخابات حتى اللحظة، ولا نتوافق مع ميشال معوض في العديد من القضايا.

وكشف ان الرئيس بري لن يحاول اقناع جنبلاط بانتخاب فرنجية او غيره، وقال: لا اعتقد ان عون سيبقى في بعبدا، وفرنجية يريد ان يكون رئيساً للجمهورية وليس مرشحاً، وقال: 13 ت1 هو يوم سقوط شرعية عون.

الحراك السياسي الداخلي

في الحراك السياسي الداخلي، التقى الرئيس عون عصراً كلا من الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب، تناول البحث حسب معلومات «اللواء» موضوع موقف لبنان من تطورات الحرب بين روسيا واوكرانيا وطلب اميركا وكندا واليابان ودول اوروبا دعم لبنان لمشروع القرار المرفوع الى الجمعية العامة للامم المتحدة والذي يعارض ضم اراض اوكرانية بالقوة الى روسيا والمزمع التصويت عليه. كماجرى البحث في اتفاق ترسيم الحدود البحرية.

وعلمت «اللواء» ان المجتمعين قرروا التريث في اتخاذ القرار لإجراء مشاورات داخلية وخارجية ومع بعثة لبنان في الامم المتحدة لاستطلاع الاجواء الدولية حول المشروع على ان يُتخذ القرار اليوم.

لكن معلومات تحدثت عن أن لبنان سيتجه للتصويت ضد الاستفتاء الروسي على ضم الأقاليم الأربعة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وان هذا الموقف يأتي «على مبدأ أن لبنان عانى من قضم الأراضي وعلى اعتبار أن الحل يأتي عبر قنوات الحوار».

بعد اللقاء شكر ميقاتي الفريق اللبناني الذي ساهم في دراسة إتفاق ترسيم الحدود البحرية كما الإدارة الأميركية والرئيس الفرنسي بالذات لما قاموا به مع شركة توتال، مؤكّدا أنّه "تم الإتفاق على البدء بمراحل التنقيب فور الإتفاق النهائي.

وتابع:"العرض النهائي جرت الموافقة عليه باللغة الإنكليزية، وتتم دراسته لدى الرئيس عون باللغة العربية حالياً، وقد يطل الرئيس عون اليوم أو غداً لإطلاعكم على التفاصيل.

وفي الحراك السياسي ايضاً، التقى رئيس المجلس نبيه بري كلاً من عضوكتلة الكتائب النائب سليم الصايغ وعضو كتلة اللقاء الديموقراطي النائب هادي ابو الحسن، وبحث معهما في امور تشريعية وسياسية عامة.

وسلم رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الرئيس عون والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي نسخة من ورقة الاولويات الرئاسية التي كان حددها في مؤتمره الصحافي الاخير.

وقال باسيل بعد لقاء الراعي: لا يستطيع احد ان يندد بالفراغ ويرفض في الوقت نفسه الكلام مع الطرف الآخر واولويتنا هي انتخاب رئيس جديد.

وتابع باسيل: نلتمس من فخامة الرئيس وغبطة البطريرك القيام بالجهد والاتصالات الضرورية لتسهيل التواصل بين الافرقاء... وورقتنا تفتح الباب للبحث في الاسماء حتى لا نبقى نتحدث بالاوهام.

وأضاف: لا نريد ان نقع في الفراغ والانتظار موت بطيء... وسنشكل وفودا من التكتل لزيارة سائر المرجعيات لطرح مقاربتنا واولوياتنا التي وضعناها في الورقة.

مبادرة «تكتل الاعتدال»

واستقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى: وفدا من تكتل» الاعتدال الوطني «ضم: النواب وليد البعريني واحمد الخير وسجيع عطية والأمين العام للتكتل النائب السابق هادي حبيش، وبعد اللقاء تحدث باسم الوفد النائب الخير فقال: قمنا بزيارة سماحته للتأكيد أن هذه الدار هي دار وطنية نستأنس برأيها ضمن المحطات الوطنية المفصلية والبلد اليوم أمام محطات مفصلية من تشكيل الحكومة إلى موضوع انتخاب رئيس للجمهورية. وأكدنا على اللقاء الأخير الذي حصل في دار الفتوى ونحن مع هذه اللقاءات الدائمة وإطلعنا من سماحته أنه هناك عملاً بين دار الفتوى وبكركي والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ومشيخة العقل لكي يكون هناك نوع من الاجتماع الوطني لكل المراجع الدينية في هذه المرحلة المفصلية التي يمر فيها البلد.

واوضح الخير لـ «اللواء» ان التكتل وضع المفتي في اجواء المبادرة التي سيطلقها لاحقاً رسمياً: وقال: ارتأينا ان نؤجل اطلاق المبادرة بسبب وجود مبادرات من كتل اخرى واستمهلا اطلاق مبادرتنا حتى تأخذ هذه المبادرات مداها، ولن نعلن تفاصيلها حالياً لكن عندما يحين الوقت.

وعن موقف التكتل في جلسة انتخاب الرئيس الخميس؟ قال الخير: ما زلنا عند موقفنا الذي اتخذناه في الجلسة السابقة تأمين نصاب الجلسة و(وضع ورقة لبنان)، وسنجتمع صباح الخميس قبل الجلسة لبحث المستجدات فإذا رأينا ان هناك متغيرات مهمة نبحث في الموقف الذي سنتخذه. لكن ما يهمنا هو تأمين نصاب الجلسة وانتخاب رئيس جمهورية لإنقاذ البلاد وحتى لا نساهم في مزيد من الانقسامات والاصطفافات.

كما التقى المفتي دريان النائب نعمة افرام (المطروح اسمه لرئاسة الجمهروية) الذي قال: اكدنا أهمية انتخاب رئيس للجمهورية، الذي يجب أن يكون رئيس المهمّة الجديدة، مهمة الإنقاذ من هذا النفس، ومن هذا الزمن، في الإنقاذ. كذلك تطرقنا إلى أهميّة الدستور اللبناني والطائف. هذا الدستور ليس مطبّقاً، والأولوية في الزمن الجديد هي تطبيق الطائف. ومع انتظام مجلس الشيوخ ومجلس النواب واللامركزية الموسّعة، ننتقل إلى النظر في الإنتاجية بآليات أخذ القرار في لبنان من دون تعطيل.

وفي السياق، استقبل رئيس حزب الكتائب سامي الجميل النائب فؤاد مخزومي «لتوحيد الجهود لايصال رئيس سيادي اصلاحي»، بتعبير الجميل، الذي استقبل قبل ذلك النائب وائل ابو فاعور، موفداً من اللقاء الديمقراطي.

مجلس القضاء بلا رئيسه

وفي التطورات القضائية، اجتمع مجلس القضاء الأعلى بناء على دعوة وزير العدل هنري خوري، على الرغم من غياب رئيسه القاضي سهيل عبود، وترأس القاضي غسان عويدات الجلسة، وانسحب منها عند الوصول الى البند المتعلق بتعيين قاض رديف لقاضي التحقيق العدلي في انفجا المرفأ طارق بيطار ما افقدها نصابها.

وبالتزامن مع انعقاد الجلسة، نفذّ أهالي ضحايا تفجير المرفأ وبعض الناشطين، وقفة احتجاجية أمام قصر العدل للتعبير عن رفضهم لما يحصل من تلاعب في هذا الملف.

وقال وليم نون، شقيق جو نون أحد ضحايا فوج الاطفاء: أن قرار وزير العدل لا أخلاقي، وما فعله القاضي عبّود من رفض للتدخّل السياسي في تحقيقات انفجار المرفأ هو عين الصواب، يجب ان يُستكمل.

واضاف: ما يحصل اليوم مهزلة، مؤكداً أن الأهالي سيقفون بوجه أي قاض رديف سيعيّن.

وكشف النائب علي حسن خليل انه بصدد تقديم دعوى ضد رئيس القضاء الاعلى، ولم يتم اي نقاش بتاتاً مع «التيار» في قضية تفجير المرفأ.

وحول مذكرة التوقيف بحقه قال: في حوار مع الـ«L.B.C.I»: هذه مجرّد بروباغندا، ولا علاقة لها بهذا الملف، وعلى الاجهزة المعنية التحقيق فعلياً، وفق الاصول والجسم القضائي هو الذي يغطي فضيحة باخرة النيترات.

اضاف: البيطار (المحقق العدلي) قام باستهدافي سياسياً، عندما وضعني في دائرة الاتهام ويوجد عليه الكثير من علامات الاستفهام.