كتبت الجريدة الكويتية :
يتخوف اللبنانيون من تطورات أمنية وعسكرية دراماتيكية تسبق الوصول إلى حلّ في ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، منطلقين من جملة نقاط، أبرزها تواصل التسريبات الإسرائيلية عن احتمال الدخول بمواجهة مع حزب الله في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق، وكذلك استنفار حزب الله ورفعه جهوزيته العسكرية بشكل كامل بما في ذلك إبقاء كوادره وعناصره في مراكزهم بأعلى جهوزية ووقف الأذونات.
وسط هذا الاستنفار المستمر على جانبي الحدود، جاءت الضربة الإسرائيلية في سورية قبل أيام، والتي منعت طائرة إيرانية من الهبوط في مطاري حلب ودمشق، بالإضافة إلى استهداف عدد من المواقع التابعة للإيرانيين في محيط دمشق.
وقال دبلوماسي غربي لوكالة «رويترز» إن هذه الضربات هدفها منع استمرار إيران في توفير خطوط الإمداد إلى حزب الله في لبنان، إلا أن اللافت هذه المرة استهداف إسرائيل، في تطور هو الأول من نوعه، مخازن تحتوي على مواد غذائية مخزّنة لصالح القوات الإيرانية وحزب الله في سورية.
وتشير مصادر على صلة بدبلوماسيين غربيين إلى أن هذا الاستهداف غير المسبوق قد يكون مؤشراً إلى تصعيد المواجهة في سورية لتجنّب انتقالها إلى لبنان. وتستدرك المصادر مشيرة إلى أنه لربما يريد الإسرائيليون قطع أي شكل من أشكال وصول الدعم اللوجستي لحزب الله بحال حصل أي تطور عسكري سواء في سورية أو لبنان
وبانتظار الزيارة المرتقبة للوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، هناك من يعتبر أن أي ضربات متبادلة قد يكون هدفها تحسين الشروط وتسريع الوصول إلى اتفاق وليس بالضرورة القضاء على فرص التفاوض. وتلفت المصادر إلى أنه بعد إنجاز أي اتفاق حول الترسيم لا بد من إرساء الاستقرار على الحدود، وان مثل هذا التصعيد المحسوب قد يمثل حاجة بالنسبة إلى الإسرائيليين على مشارف انتخاباتهم، فيما يستطيع حزب الله القول، إنه نفذ وعده باللجوء إلى عمل عسكري لحماية الحدود البحرية والثروات وتحصيل الاتفاق على الترسيم والسماح للشركات بالبدء بالتنقيب عن النفط في البلوكات اللبنانية.
هي أيام فاصلة سيتحدد فيها مسار الأمور، لا بد من انتظار فترة تمتد بين أسبوع وعشرة أيام لعودة الوسيط الأميركي وسط معلومات تفيد بأنه سيعود إلى تل أبيب ومنها إلى بيروت، وعندها لا بد من ترقب ما سيحمله، أما بحال لم تحصل الزيارة أو تأخرت أو بحال لم تحقق النتائج المطلوبة فحينها يمكن توقع عملية أمنية.
وهذا السيناريو بالذات هو ما يسعى الأميركيون إلى تجبنه من خلال التأكيد على الإيجابية في مسار التفاوض، واستكمال مساعي هوكشتاين على قاعدة أنه طالما التفاوض قائم فلا حاجة لتصعيد عسكري، لكن حزب الله يرى في ذلك محاولة للممطالة من قبل واشنطن وتل أبيب لكسب الوقت وتمرير الانتخابات، وهو ما لا يزال الحزب يرفضه.