تتبارى الكتل النيابية والتيارات الحزبية التي تقف وراءها في تقديم عروض ذات صلة برئيس الجمهورية العتيد، وكأن المسألة من الاستسهال، بمكان، عارضين صفحاً عن التجارب التاريخية المريرة، سواء في ما خصَّ الفراغ الرئاسي او التفاهمات التي تسبق الذهاب الى جلسة انتخاب اكيدة للرئيس، وسط مخاوف جدّية من التلاعب بقضية مصيرية، مع انحلال الدولة وانهيار مؤسساتها، وغياب الدول الاقليمية او الدولية التي شكلت او كانت تشكل مظلة لانتاج التفاهمات الوطنية.
وتوقعت مصادر سياسية مزيدا من التصعيد والتازم السياسي مع حلول موعد الدخول بالمهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لان كل طرف سياسي يحاول ابراز قوته وتاثيره، ترشحا أو بلعب دور مؤثر بانتخاب الرئيس ليكون له حصة ما بالعهد المقبل اونفوذ بالسلطة، مع علم الجميع بأن انتخاب رئيس الجمهورية ايا كان، لا يخضع لموازين القوى الداخلية فقط ،بل للتفاهمات الاقليمية والدولية ايضا. وقالت: من الطبيعي أن يتركز الاهتمام السياسي على الانتخابات الرئاسية، بالرغم من كل الحديث عن ضرورة تشكيل الحكومة الجديدة لتفادي الاشكالات السياسية من هنا أو هناك،الا ان محاولات الابتزاز السياسي التي مارسها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل للاستئثار بالتشكيلة الوزارية، والاخلال بالتوازنات السياسية، فيها،عرقل تاليفها مرحليا، وقلص التحركات والاتصالات الجارية للتشكيلها في الوقت الحاضر، ولكنه لم يطوٍ البحث فيها نهائيا كما يعتقد البعض.
واشارت المصادر إلى ان الايام القليلة المقبلة، ستشكل مناسبة لردود الفعل من قبل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على المواقف التي اطلقها رئيس المجلس النيابي نبيه بري في ذكرى الامام الصدر وعلى ما قاله رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بالامس، ضد العهد العوني وممارساته ونتائج سياساته، ومن بعدها ستشهد وتيرة الجلسات بالمجلس النيابي حركة نشطة لاقرار سلسلة من مشاريع القوانين الاصلاحية والضرورية لمواكبة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والمباشرة بحل الازمة الضاغطة، في حين يتوقع بعدها أن تعاود التحركات لانعاش عملية تشكيل الحكومة الجديدة، وخصوصا، اذا تعثر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بالتزامن مع سلسلة من التطورات الاقليمية والدولية، وتراجع احتمالات التوصل الى اتفاق نهائي بالملف النووي الايراني مع الولايات المتحدة الأميركية، ما يعني تأجيل البت بانتخاب رئيس الجمهورية الجديد، واطالة امد الفراغ الرئاسي الى وقت غير معلوم.
ومن زاوية التجاذب حول الاستحقاق الرئاسي يبدو ان الاستحقاق الرئاسي دخل ايضاً في المجهول وصولاً الى حد ترويج بعض السياسيين لحتمية الفراغ، بعدما استسلم الكثيرون قبل ذلك لإستحالة تشكيل الحكومة الجديدة بسبب الشروط والشروط المضادة ، فيما برز تطور جديد تمثل بما اعلنته مصادر رسمية عن زيارة الوسيط الاميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية آموس هوكشتاين الى بيروت اواخر هذا الاسبوع، وتحديداً بين الخميس والسبت المقبلين.
وقد تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعد ظهر امس، اتصالا من نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، أعلمه فيه انه تواصل مع الوسيط الاميركي هوكشتاين «في اطار المهمة المكلف بها من الرئيس عون، وانه تبلغ ان هوكشتاين سيزور لبنان في اواخر الاسبوع لمتابعة البحث مع الجانب اللبناني في ملف الترسيم».
واوضح بو صعب للرئيس عون بأن «معظم التقارير الإعلامية التي نُشرت مؤخرا حول مهمة هوكشتاين مبنية على تكهنات وليست دقيقة، كما اكد أنه سمع من الجانب الأميركي أن الجهود المبذولة حاليا للتوصل إلى اتفاق عادل هي أولوية قصوى بالنسبة الى الجانب الاميركي».
جاء ذلك بعدما كثرت المعلومات والتسريبات لا سيما من جانب العدو الاسرائيلي عن مسار المفاوضات وما تم التوصل اليه، وآخر ما نشر امس كان عبر قناة العربية الحدث وفيه: «أن الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان بات شبه ناجز، وأن حقل كاريش النفطي سيبقى مع إسرائيل، في حين يكون حقل قانا كاملاً من حصة لبنان، وأوضحت المصادر أن شركة «إنرجين» اليونانية الفرنسية التي تنقب في حقل «كاريش» هي من ستتولى التنقيب واستخراج الغاز من حقل قانا، كاشفة أنها ستدفع لإسرائيل تعويضا ماليا من أرباحها بخصوص ادعاء تل أبيب بملكية جزء من حقل «قانا».
فيما اكدت المصادر الرسمية لـ«اللواء» ان معظم ما يتم تسريبه غير صحيح، وان شركة انرجين تضم مساهمين اسرائيليين فلا يمكن ان يقبل لبنان ان تقوم هي بالتنقيب في المياه اللبنانية.
وذكرت مصادر «العربية» و«الحدث» ايضاً من ضمن تسريباتها، «أن استخراج الغاز من كاريش سيكون مطلع شهر تشرين الأول، من دون أن تستبعد إقدام حزب الله على شن عملية أمنية محدودة ضد الحقل المذكور في الفترة الفاصلة للقول إن التنازل الإسرائيلي جاء بفعل التهديد».
وبحسب تقرير نشره موقع «makorrishon» الإسرائيلي، امس، فإنّه «على الرغم من التقديرات التي تشيرُ إلى أنه سيتمّ توقيع اتفاق في نهاية المطاف بين إسرائيل ولبنان حول ترسيم الحدود، فإن المؤسسة الأمنية الاسرائيلية تستعدّ لاحتمال حصول تصعيدٍ مع حزب الله»، وأضاف: «الإيرانيون أعطوا الضوء الأخضر لحزب الله لتأجيج الملف والمنطقة، والوضع المُعقد بات يقترب من لحظة الغليان».
وأوضح التقرير أن هناك توقعات تشير إلى أنه سيتمّ توقيع اتفاق بين لبنان وإسرائيل قريباً، وبالتالي فإن الأمور لن تتدهور، وأضاف: «مع هذا، فإن الجيش الإسرائيلي ما زال يستعد لجميع الاحتمالات وذلك على أساس يومي».
وتوازياً مع تقرير «makorrishon»، فقد بدا لافتاً تبنّي العديد من وسائل الإعلام الإسرائيليّة لمضمون تقريرٍ نشرهُ موقع «العربية نت»، أمس الأحد، والذي تضمّن معلومات عن أن «الاتفاق على ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل بات شبه ناجز».
وقال تقرير «العربية» إنّ «حقل كاريش النفطي سيبقى مع إسرائيل، في حين يكون حقل قانا كاملاً من حصة لبنان»، مشيراً إلى أنّ «شركة إنرجين اليونانية الفرنسية التي تنقب في حقل كاريش هي من ستتولى التنقيب واستخراج الغاز من حقل قانا».
وكان الاستحقاق الرئاسي مدار الحركة في اليومين الماضيين، مع تراجع فرصة اللقاء الجديد حول الحكومة بين الرئيسين عون ونجيب ميقاتي.
ويعقد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مؤتمراً صحافياً غداً الثلاثاء، بعد اجتماع تكتل لبنان القوي، يفنّد فيه ملف تأليف الحكومة والاشتباك الدستوري حول حكومة تصريف الأعمال في ظل الفراغ ويرد على مواقف الرئيس نبيه بري، وعلى رئيس حزب القوات اللبنانية.
وكان ابرز ما حصل حول الاستحقاق الرئاسي، اعلان تكتّل نواب «قوى التغيير» مبادرته الرئاسية يوم السبت، وتلا النائبان ملحم خلف وميشال دويهي وثيقة النواب، وفيها: يجب أن يتحوّل استحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية من استحقاق تسويات إلى استحقاق ننتخب بموجبه رئيساً يلاقي التحولات التي حصلت بعد 17 تشرين، وهذا الأمر يحتاج إلى تضافر الجهود والعودة إلى الدستور وتطبيقه وهذا الحل الوحيد للبنان، والتي وصفت بأنها «مبادرة صماء» بانتظار الاtراج uن اسم المرشح للمجموعة التغييرية.
اضافت الوثيقة: أنه لا يجوز أن تضع أي جهة يدها على لبنان ونرفض أن تستمرّ جهات بامتلاك لبنان، وكي تنجح مبادرتنا عشية الاستحقاق الرئاسي يجب مكاشفة الآخرين بالواقع الذي وصلنا إليه ومدّ اليد للآخرين ومنعاً لأي فراغ يجب أن يكون الاستحقاق لبنانياً. وإذا لم يكن الرئيس ضمن صفات مبادرتنا فإنّ التاريخ سيلعننا وانطلاقاً من أهمية هذا الموقع يجب أن يكون الرئيس خارج الانقسامات وأن يحافظ على سيادة لبنان داخلياً وخارجياً وأن يكرّس دولة المواطنة العادلة وأن يحافظ على أصول الدولة.
وقال النواب: سنبدأ بعقد سلسلة من المشاورات الشعبية والسياسية لعرض المبادرة الرئاسية في لبنان والاغتراب بدءاً بالمجموعات والأحزاب التي تؤمن بثوابت 17 تشرين وصولاً إلى القوى كافة لإيصال شخصية تتوافق مع معاييرنا للرئاسة، وسنكشف للناس نتائج جولاتنا وفي حال انقضاء المهلة الدستورية من دون انتخاب رئيس سنلجأ لوسائل الضغط الشعبية.
وفي السياق الرئاسي، أدان البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي «محاولة جعلِ الآليّات الديمقراطيّة ضد المؤسّسات الديمقراطيّة، وتحويل الأنظمة التي صنعت لتأمين انبثاق السلطة وتداولها بشكل طبيعيّ وسلميّ ودستوريّ، إلى أدوات تعطيل، يتبيّن من خلالها وجود مشروع سياسيّ مناهض للبلاد».
وقال الراعي في عظة قداس الاحد من الديمان: باتت المسألة اليوم، وبكل اسف، من يتولّى مسؤوليّة الفراغ أو الشغور الرئاسيّ؟ أرئيس الجمهوريّة الذي شارف عهده على النهاية، أم الحكومة المستقيلة. نحن نعتبر أن تعمّد الشغور الرئاسي مؤآمرة على ما يمثّل منصب الرئاسة في الجمهوريّة، بل هو خيانة بحقّ لبنان، هذه الواحة الوطنيّة للحوار وتلاقي الأديان والحضارات في هذا الشرق العربيّ.
واضاف: طرح الشغور الرئاسيّ، أمر مرفوض من أساسه. فانتخاب رئيس جديد ضمن المهلة الدستوريّة هو «المطلوب الأوحد». الكلام عن شغور رئاسيّ محصورٌ دستوريًّا باستقالة الرئيس أو وفاته أو سبب قاهر، بحسب منطوق المادتين 73 و 74 من الدستور. فالمادة 73 تتجنّب الشغور بانتخاب الخلف قبل إنتهاء الولاية بمدّة شهر على الأقلّ أو شهرين على الأكثر. والمادة 74 تتفادى الشغور المسبب بالوفاة أو الأستقالة أو سبب آخر غير متوقّع بالدعوة إلى انتخاب الخلف فورًا. في الحالة الحاضرة يجب تطبيق المادة 73. ولذا بات من واجب القوى السياسيّة الإتفاق على شخصيّتين أو شخصيّة تحمل المواصفات التي أصبحت معروفة ومكرّرة، وليبادر المجلس النيابي إلى انتخاب الرئيس الجديد ضمن المهلة الدستوريّة التي بدأت.
جعجع: عون اضعف رئيس بتاريخ لبنان
وفي تصعيد اضافي، قال جعجع: لا نريد رئيساً منهم، فلهم لبنانهم ولنا لبناننا، ووصف عهد الرئيس عون بأنه اضعف رئيس في تاريخ لبنان، باعتبار انه خاضع، وضحى بشعبه ووطنه خدمة لملاحه الشخصية» وبدا جعجع مركزا على الحؤول دون وصول باسيل او من يرشحه لموقع الرئاسة الاولى.
وتوجه، الى اللبنانيين بالقول: «أيها اللبنانيون، لهم لبنانُهم، ولنا لبنانُنا. بكل بساطة ومن الآخر: لبنانهم هو لبنان محور الممانعة وحلفاؤهم، الذي نعيشه اليوم في التمام والكمال، بينما لبناننا فرأيناه وعشناه جزئياً في مرحلة انتفاضة الاستقلال لأنّ محور الممانعة كان موجوداً وذات تأثير بشكل أو بآخر»، مضيفاً «لبنانهم لبنان الفوضى والخراب والدمار والفقر واللادولة، فيما لبنانُنا النظام والعمران والتقدم والحضارة والبحبوحة، والدولة».
وأضاف «في لبنانُهم، كله نسبيّ، نسبةً لمصالح حزب الله، لا لمصالح الشعب اللبناني، لذا التفاوض غير المباشر مع العدو مشروع، أمّا التفاوض المباشر مع شقيقهم بشار الأسد فغير مشروع لأنه يحْرُم «حزب الله» من علّة وجوده، ولو كان هذا التفاوض يعيد مزارع شبعا وتلال كفرشوبا للبنان».
وتابع «يعطّلون تشكيل حكومة جديدة، ويتحضرون كما دائماً لتعطيل الانتخابات الرئاسية، والأكيد المؤكد أن ذلك ليس من أجل طرح خطة إصلاحية معيّنة بلّ محاولة بالإتيان برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أو «حدا من عندو» رئيس للجمهورية خلفاً لرئيس الجمهورية ميشال عون».
الجامعة والوعود
وعلى صعيد المعالجات، كشف رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران ان الجامعة تلقت وعدا من وزير المال والرئيس ميقاتي ان تنتهي مسأة مراسيم المساعدة الاجتماعية، اي نصف راتب للاساتذة في الاسبوع المقبل، كاشفا ان الاساتذة من شهر ك2 الى ايلول لم يتلقوا اي مساعدة.
واذا ما سارت الامور على هذا النحو، فإن الاتجاه هو لتعليق الاضراب العام في الجامعة لاستئناف الامتحانات، والتحضير للعام الدراسي الجديد..
تعليق اضراب اوجيرو؟
وفي ما خص اضراب اوجيرو، كشف مدير عام الهيئة عماد كريدية انه سيطلب اليوم من مجلس النقابة تعليق الاضراب لغاية يوم الجمعة، متعهداً بالعمل على تحصيل حقوقهم في ضوء الموقف الايجابي للوزير جوني قرم، والذي سيلتقي الرئيس ميقاتي لهذا الغرض اليوم.
تعليق اعتكاف القضاة
في مجال آخر، أعلن قضاة لبنان، «المكرهون على الاعتكاف قسرا»، في بيان انهم لم يتقاضوا خلال شهر آب اي مبلغ سوى الراتب الوهمي الذي باتت قيمته تتراوح ما بين 95 دولارا و235 دولارا بحسب سعر الصرف يوم حول الراتب بعد 19 يوما على استحقاقه. وأكدوا أنهم لن يتراجعوا هذه المرة عن مطلبهم الآني الحال، وهو حقهم في راتب حقيقي ضامن مرتبط بسعر الصرف الحقيقي، مع تعويض عن السنوات العجاف الثلاث ممكن تحديده بسهولة. ويؤكدون انهم مستعدون لتعليق اعتكافهم لشهرين اذا ما دفع الراتب موقتا على سعر صيرفة المعلن يوم الاستحقاق من مصرف لبنان. على الا يتم التعليق الا يوم القبض الفعلي.
الحملة الوطنية
وعشية عودة آموس، شهد الساحل اللبناني حملة وطنية تحت عنوان «نفط لبنان للبنان» انطلقت من طرابلس، مروراً بصيدا وصور وصولا الى الناقورة.
ومن صيدا، أفادت مراسلة «اللواء» ثريا حسن زعيتر بأنّ عاصمة الجنوب بأهلها وفاعلياتها شاركت في استقبال المسيرة البحرية المتجهة إلى الناقورة، حيث انضم عدد كبير من أصحاب المراكب في المدينة، تعبيرا عن تأييدهم ودعمهم لهذه المسيرة.
وعند الوصول إلى نقطة رأس الناقورة (الخط الأزرق المائي) وهي نقطة الترسيم الفاصلة بين لبنان وفلسطين المحتلة، اصطف عدد من الزوارق الحربية الإسرائيلية عند خط الطفافات، من الجانب الفلسطيني، وكان على متنها جنود مدجّجيو بالأسلحة، وفي الجهة المقابلة (لبنان) لوّح الناشطون بأعلامهم على وقع الأغاني الوطنية، بمواكبة من زورقين حربيين تابعين للجيش اللبناني، توليا ضبط حدود المراكب، التي كانت على بعد كيلو مترات من منازل مدينة عكا في فلسطين.
363 إصابة جديدة
صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة 363 إصابة جديدة بفايروس كورونا، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1210847 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020 كما تمّ تسجيل حالتي وفاة.